الأردن والفساد .. !‏

mainThumb

21-12-2015 11:41 AM

يحتاج المراقب للأحداث على الساحة الأردنية لتجديد خلايا ‏الدماغ لديه أضعاف المرات لكي يتسنى له الإلمام ومعرفة ‏السياسية الأردنية فهي كالماء بلا لون ولا رائحة ولا مبدأ قائم ‏على مصلحة الدولة واقصد الأرض والإنسان وليس النظام ، ‏اللهم إلا ما يسمى دعاتها المحافظة على الاستقرار وكأنهم هم ‏صانعي مع أن العكس هو الصحيح .‏
 
‏ وهذه الحالة من الاستقرار صنعها الوعي الوطني لكل ‏مكونات الشعب والاتفاق غير المكتوب بأن الأمن الوطني خط ‏أحمر لمصلحة الجميع ، وحكومات التبعية السياسية أرادت ‏كثيرا تغير هذا المبدأ إلا أنها فشلت حتى الآن رغم ما خلقته ‏في الوطن من حالة القلق المستمرة والأمراض الاجتماعية ‏التي أفرزت لنا ظواهر سلبية لأول مرة نراها في مجتمعنا .‏
 
‏ واحتار المحللون بوصفها، البعض قال أنها من خارج الحدود ‏والبعض الآخر وصفها بالاقتصادية والحقيقة أن كلا ‏التفسيرين صحيح ولكن ما هو مشترك بينهما هو الحكومات ‏المتعاقبة التي بعضها جاء بالوارثة حتى عن الجد للابن ‏وصولا للحفيد ومرورا بابن الأخت أيضا والبعض الآخر ‏وراثة عن الأقارب والمصاهرة لما يسمى بكبار شخصيات ‏البلد الأمر الذي جعل من الأردن حالة نادرة تستحق الدراسة ‏والتحليل ،حيث شهد الاردن زيادة كبيرة في  المديونية على ‏حساب التصدير حتى أصبحنا شعب مستهلك من الدرجة ‏الأولى نتيجة السياسة القاصرة التابعة التي تحكمنا وزاد الأمر ‏سوءا مع دخولنا الألفية الثالثة التي قفزت المديونية بها لأرقام ‏فلكية نظرا لحجم السرقات والنهب المنظم والإنتاج الأقل من ‏متواضع إذا لم نقل معدوم .‏
 
وهنا يتساءل الجميع من المسئول عن ذلك ومن أوصلنا لهذا ‏المستوى الذي لا يسر صديقا حيث كنا حتى منتصف ‏الثمانينات من القرن الماضي لدينا نسبة إنتاج لا بأس بها من ‏الحبوب وكيف اختفت لدرجة التلاشي .‏
 
برأيي المتواضع الأسباب كثيرة والخلل عام وليس خاص ‏بالحكومات وحدها ونحن كشعب نتحمل المسئولية الكبرى قبل ‏الحكومات ، الم يجري الالتفاف على مطالبنا الإصلاحية منذ ‏انتفاضة 17 نيسان  عام 1989م ، بعد أن صمتنا واستسلمنا ‏للانقلاب الذي تم على أول وآخر حكومة وطنية منتخبة في ‏بلدنا حكومة الزعيم الناصري سليمان النابلسي رحمه الله عام ‏‏1956م ، وبعد ذلك الانقلاب كانت الأحكام العرفية التي ‏استمرت لغاية عام 1989م ، أي بعد انتفاضة 17 نيسان ‏المجيدة التي سرعان ما جرى الانقلاب عليها أيضا  ‏والاستهزاء بنا كشعب الذي وصل لذروته بعد أن جاءوا إلينا ‏بحكومة الرفاعي الحفيد بعد الانتفاضة التي أطاحت بحكومة ‏الرفاعي الأب الذي أصبح بعد ذلك حكيم الحكماء ويبدو أن ‏الجاهل هو الشعب ؟؟.‏
 
ثم توالت علينا الحكومات العرفية ذات اللون الواحد ولا زالت ‏حتى اليوم ، وصمتنا ولا زلنا كذلك وعلى هذا الأساس شيء ‏طبيعي أن تنقلب حياتنا لجحيم لا يطاق وأن تصل لدرجة ‏اللامعقول عندما يقف عبد الله النسور رئيس الحكومة الحالي ‏يهددنا بأمننا واستقرارنا إذا لم نقبل روشتات وتوصيات ‏صندوق الفقر الدولي برفع الأسعار أو هبوط الدينار حسب ‏قوله وتهديده ، وتستمر المسرحية الهزلية برفع الأسعار تارة ‏والتراجع عنها تارة أخرى رغم أن أسعار النفط تحديدا نزلت ‏عالميا إلى 35 دولار للبرميل  أو أقل ولا زالت في وطننا ‏محافظة على وضعها القابل للزيادة وليس العكس من حكومة ‏آخر زمن !!!.‏
 
‏ ومن ينظر للعقبة العاصمة الاقتصادية في الأردن وتخبط ‏فوضويتها في القرارات حيث لم تجد ما تلتزم به لترشيد ‏الاستهلاك إلا المكتبة العامة حيث منع الدوام الإضافي في ‏الفترة المسائية وهي ساعتين فقط ولموظفين فقط  كما منع ‏دوام يوم السبت وحرم بذلك المئات من الطلاب من مختلف ‏المراحل  من مراجعة المكتبة رغم مزاعم رئيس الحكومة ‏بالاهتمام بالجوانب التعليمية والثقافية،   ولا يوجد ما يهدر ‏الملايين كما ترى المفوضية التي نهبت من العقبة بمختلف ‏الطرق إلا إلغاء دوام المكتبة المسائي وتطبيق قوانين ‏سكسونية عليها وجعل منتزه البلدية كما يعرف في العقبة ‏المتواجد به المكتبة وكرا لكل الآفات بعد سحب الحراسة عليه ‏‏.‏
 
لذلك وطننا في خطر وعلينا بالوحدة الوطنية بالدرجة الأولى ‏ونبذ الفرقة والانتباه والحذر من الإرهاب الذي أوجدت له ‏الحكومات المتعاقبة أرضا خصبة وبالتالي التحرك سلميا ‏للتغير قبل فوات الأوان وإلا سنذكر(أكلنا يوم صمتنا على ‏الانقلاب على الحكومة الشرعية عام 1956م  ) ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد