في مؤتمر تغير المناخ الذي عقد قبل عدة أسابيع قال جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم (ونحن نتطلع أيضا إلى حلول مبتكرة لمعالجة تحديات أخرى، أبرزها تلبية احتياجاتنا المتنامية للمياه، وذلك عبر تحلية مياه البحر، واعتماد تقنيات متقدمة في إدارة مصادرها، والمضي قدما في مشروع قناة ناقل البحرين (البحر الأحمر – البحر الميت) لتوفير مياه عذبة، واستخدام المياه المالحة لتعويض الانخفاض في مستوى مياه البحر الميت وحمايته ) ...... بيئة العالم ليس لها حدود لان التلوث يتوزع في الفضاء وكل العالم يتأثر بالظواهر المناخية والتي أسبابها تلوث الجو بالغازات الدفيئة فلور كلور كربون فتأثرنا في الأردن بشح المياه فبعد ما كان الأردن يمتلك 1200عين ماء قبل عام1990 أصبحنا لانمتلك الا 300عين نبع ماء....  وقلت مياه المطار والمياه السطحية والجوفية ...وشهدنا موجات الصقيع غير المألوفة والتي تتسبب بخسارة المزارعين والأعاصير إعصار هدى وإعصار اليكسا.....وفيضانات عمان لهذا العام..... اعتقد أن ما يشاع عن تكنولوجيا الطاقة البديلة بأنها ستصبح بديلة بالكامل عن النفط الاحفوري هي غير حقيقية فمهما وصلت تطورات التكنولوجيا للطاقة المتجددة فلن تغني عن النفط     
 
يحق لنا ان نرفع رأسنا عاليا بجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم ...الذي قال (أنجزنا خلال عام واحد ما لم ننجزه على مدى عقود مضت في توسعة مصادر الطاقة البديلة، حيث أنشأنا خلال هذا العام أكبر محطة لتوليد طاقة الرياح في العالم العربي، وبدأنا أيضاً باستبدال سيارات القطاع العام بسيارات كهربائية صديقة للبيئة) فالأيام القادمة ستكون أفضل مما كنا عليه بسبب نعمة الشمس  والرياح التي تزيد أيامها عن الستين يوما في السنة واليورانيوم الذي يمد العالم العربي لاكثر من مئة عام
اعترفت الصين على لسان رئيسها في مؤتمر تغير المناخ في فرنسا أن الصين هي الملوث الأول في العالم واعترفت أمريكا بأنها الملوث الثاني فالدول العظمى انتهت من ثورتها الصناعية القائمة لذلك  عقد مثل هذا المؤتمر ردعا للدول الضعيفة من التقدم بالصناعات المعتمدة على النفط الاحفوري
 
وعود دبلوماسية وكلمات رنانة  ألقاها رؤساء الدول العظمى استعملوا فيها التخويف من تلوث الجو واستعملوا ضرورة التحول من الطاقة الاحفورية إلى الطاقة البديلة  فالصين تعهدت أنه بحلول عام 2030م ستستعمل 65%من الطاقة المتجددة بدلا من الطاقة الاحفورية ....ترويج الطاقة البديلة ربما هو حرب نفسية على منظمة الأوبك والأوابك فما يجري من دفع تعويضات من قبل الدول العظمى للمتضررين من التسونامي والزلازل والأعاصير وارتفاع الحرارة ....هو بمثابة منع الدول المتوسطة الدخل والفقيرة من التوسع في ثوراتها الصناعية حتى لا تستخدم النفط الاحفوري وبالتالي يقل الطلب على النفط العالمي فما نشهده هذه الأيام من  انخفاض سعر برميل النفط إلى 37دولار هو سعر سياسي ربما هدفه مضايقة روسيا حتى تعود لبداية عام91 أسدا مريضا لا حول له ولا قوة ... وضرب سوق الأوبك وألاوابك  ولو ان دول الاوبك خفضت من انتاجها10% لارتفع سعر برميل النفط أضعافا مضاعفة
 
تم اتخاذ قرار بيع النفط من قبل الكونغرس الأمريكي حيث منذ أكثر من  أربعين عاما لم تبعه امريكا... تجوبها الأعاصير الكثيرة فأوباما الذي تحدث في مؤتمر التغير المناخي على انه سترحل مدن بأكملها إلى مدن أخرى وربما سترحل دول بأكملها إلى دول أخرى بسبب التغير المناخي... فسياسة الإغراق في النفط ستؤدي إلي مزيد من الصناعات المعتمدة على النفط الاحفوري وطلب كثير على المواد المصنعة لان أسعارها ستقل في ظل انخفاض أسعار النفط .
في هذه الأيام نشهد مشاريع كثيرة في الطاقة النظيفة المتجددة الخضراء والتي كلفتها عالية فالمنازل لا تستطيع شراؤها .....ربما الفنادق والمشاريع الضخمة تشتريها فقط بسبب الاستهلاك الكبير من اجل تخفيض اسعار فاتورة الكهرباء العالية ... اعتقد أن المشاريع القادمة ستكون تكلفتها أقل لان العلم في هذا  المجال يتطور يوما بعد يوم ونحن في الأردن خطونا خطوة جدية في هذا المجال من مشاريع طاقة الرياح التي دشنها جلالة الملك عبدا لله الثاني المعظم في الطفيلة قبل عدة أيام إضافة إلى أن سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، دشن في مدرسة عبين الثانوية الشاملة للبنات بعجلون بتاريخ20 من الشهر الحالي المبادرة الملكية لتدفئة المدارس، والتي تضم 50 مدرسة في المناطق الأشد برودة في المملكة باستخدام الطاقة البديلة كما وان هنالك   مشاريع الطاقة الشمسية شرق عمان التي رأس مالها  450 مليون دولار والمقامة على خمسمائة دنم والقويرة....بالاضافة لمشاريع  اخرى
 
للزلازل حيث كان بسبب التغير المناخي المدن تتعرض  أفجعها زلزال القاهرة في عام 1992 الذي أسفر عن وفاة نحو 500 شخص وفي عام 2004 قتل نحو 1000 شخص في زلزال الحسيمة شمال المغرب إضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة التي خلفها الزلزال. كما شهدت مدينة بومرداس الجزائرية زلزالا مدمرا في عام 2003 أسفر عن مصرع أكثر من ألفي شخص 
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس  إنه تم تخصيص 100 مليار دولار في مؤتمر تغير المناخ سنويًا لمواجهة التغير المناخي حتى عام 2020....فبسبب الركود الاقتصادي العالمي ستضغط الدول العظمى على دول الخليج لكي تساهم معها في التمويل لإعطائه للمتضررين من الكوارث وعمل مشاريع طاقة متجددة
يجب ان يدعم الأردن بمشاريع الطاقة المتجددة بسبب توفرها بجدوى اقتصادية عالية للمساهمة في كون خالي من الملوثات.....ويجب ان نبحث عن أراضي خزينة الدولة وأراضي الحراج الموات التي لا تصلح للزراعة حيث يحتاج كل ميجاوات من الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية إلى عشرة دنمات على الأقل كما ويجب ان تكون كوادر مختصة كفؤه تعمل الدراسات للمستثمرين الذين يرغبون الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة من اجل تمويل مثل هذه المشاريع من قبل البنك الدولي الذي لا يأخذ أكثر من 2% كفائدة من القرض لان الدراسة الناقصة تحرم المستثمر من اخذ القرض .