الملك والتغير العالمي للمناخ

mainThumb

21-12-2015 11:51 AM

في مؤتمر تغير المناخ الذي عقد قبل عدة أسابيع قال جلالة ‏الملك عبد الله الثاني المعظم (ونحن نتطلع أيضا إلى حلول ‏مبتكرة لمعالجة تحديات أخرى، أبرزها تلبية احتياجاتنا ‏المتنامية للمياه، وذلك عبر تحلية مياه البحر، واعتماد تقنيات ‏متقدمة في إدارة مصادرها، والمضي قدما في مشروع قناة ‏ناقل البحرين (البحر الأحمر – البحر الميت) لتوفير مياه ‏عذبة، واستخدام المياه المالحة لتعويض الانخفاض في مستوى ‏مياه البحر الميت وحمايته ) ...... بيئة العالم ليس لها حدود ‏لان التلوث يتوزع في الفضاء وكل العالم يتأثر بالظواهر ‏المناخية والتي أسبابها تلوث الجو بالغازات الدفيئة فلور كلور ‏كربون فتأثرنا في الأردن بشح المياه فبعد ما كان الأردن ‏يمتلك 1200عين ماء قبل عام1990 أصبحنا لانمتلك الا ‏‏300عين نبع ماء....  وقلت مياه المطار والمياه السطحية ‏والجوفية ...وشهدنا موجات الصقيع غير المألوفة والتي ‏تتسبب بخسارة المزارعين والأعاصير إعصار هدى ‏وإعصار اليكسا.....وفيضانات عمان لهذا العام..... اعتقد أن ‏ما يشاع عن تكنولوجيا الطاقة البديلة بأنها ستصبح بديلة ‏بالكامل عن النفط الاحفوري هي غير حقيقية فمهما وصلت ‏تطورات التكنولوجيا للطاقة المتجددة فلن تغني عن النفط     ‏
‏ ‏
يحق لنا ان نرفع رأسنا عاليا بجلالة الملك عبد الله الثاني ‏المعظم ...الذي قال (أنجزنا خلال عام واحد ما لم ننجزه على ‏مدى عقود مضت في توسعة مصادر الطاقة البديلة، حيث ‏أنشأنا خلال هذا العام أكبر محطة لتوليد طاقة الرياح في ‏العالم العربي، وبدأنا أيضاً باستبدال سيارات القطاع العام ‏بسيارات كهربائية صديقة للبيئة) فالأيام القادمة ستكون أفضل ‏مما كنا عليه بسبب نعمة الشمس  والرياح التي تزيد أيامها ‏عن الستين يوما في السنة واليورانيوم الذي يمد العالم العربي ‏لاكثر من مئة عام
اعترفت الصين على لسان رئيسها في مؤتمر تغير المناخ في ‏فرنسا أن الصين هي الملوث الأول في العالم واعترفت ‏أمريكا بأنها الملوث الثاني فالدول العظمى انتهت من ثورتها ‏الصناعية القائمة لذلك  عقد مثل هذا المؤتمر ردعا للدول ‏الضعيفة من التقدم بالصناعات المعتمدة على النفط الاحفوري
 
وعود دبلوماسية وكلمات رنانة  ألقاها رؤساء الدول العظمى ‏استعملوا فيها التخويف من تلوث الجو واستعملوا ضرورة ‏التحول من الطاقة الاحفورية إلى الطاقة البديلة  فالصين ‏تعهدت أنه بحلول عام 2030م ستستعمل 65%من الطاقة ‏المتجددة بدلا من الطاقة الاحفورية ....ترويج الطاقة البديلة ‏ربما هو حرب نفسية على منظمة الأوبك والأوابك فما يجري ‏من دفع تعويضات من قبل الدول العظمى للمتضررين من ‏التسونامي والزلازل والأعاصير وارتفاع الحرارة ....هو ‏بمثابة منع الدول المتوسطة الدخل والفقيرة من التوسع في ‏ثوراتها الصناعية حتى لا تستخدم النفط الاحفوري وبالتالي ‏يقل الطلب على النفط العالمي فما نشهده هذه الأيام من  ‏انخفاض سعر برميل النفط إلى 37دولار هو سعر سياسي ‏ربما هدفه مضايقة روسيا حتى تعود لبداية عام91 أسدا ‏مريضا لا حول له ولا قوة ... وضرب سوق الأوبك ‏وألاوابك  ولو ان دول الاوبك خفضت من انتاجها10% ‏لارتفع سعر برميل النفط أضعافا مضاعفة
‏ ‏
تم اتخاذ قرار بيع النفط من قبل الكونغرس الأمريكي حيث ‏منذ أكثر من  أربعين عاما لم تبعه امريكا... تجوبها الأعاصير ‏الكثيرة فأوباما الذي تحدث في مؤتمر التغير المناخي على انه ‏سترحل مدن بأكملها إلى مدن أخرى وربما سترحل دول ‏بأكملها إلى دول أخرى بسبب التغير المناخي... فسياسة ‏الإغراق في النفط ستؤدي إلي مزيد من الصناعات المعتمدة ‏على النفط الاحفوري وطلب كثير على المواد المصنعة لان ‏أسعارها ستقل في ظل انخفاض أسعار النفط .‏
في هذه الأيام نشهد مشاريع كثيرة في الطاقة النظيفة المتجددة ‏الخضراء والتي كلفتها عالية فالمنازل لا تستطيع شراؤها ‏‏.....ربما الفنادق والمشاريع الضخمة تشتريها فقط بسبب ‏الاستهلاك الكبير من اجل تخفيض اسعار فاتورة الكهرباء ‏العالية ... اعتقد أن المشاريع القادمة ستكون تكلفتها أقل لان ‏العلم في هذا  المجال يتطور يوما بعد يوم ونحن في الأردن ‏خطونا خطوة جدية في هذا المجال من مشاريع طاقة الرياح ‏التي دشنها جلالة الملك عبدا لله الثاني المعظم في الطفيلة قبل ‏عدة أيام إضافة إلى أن سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ‏ولي العهد، دشن في مدرسة عبين الثانوية الشاملة للبنات ‏بعجلون بتاريخ20 من الشهر الحالي المبادرة الملكية لتدفئة ‏المدارس، والتي تضم 50 مدرسة في المناطق الأشد برودة ‏في المملكة باستخدام الطاقة البديلة كما وان هنالك   مشاريع ‏الطاقة الشمسية شرق عمان التي رأس مالها  450 مليون ‏دولار والمقامة على خمسمائة دنم والقويرة....بالاضافة ‏لمشاريع  اخرى
‏ ‏
للزلازل حيث كان بسبب التغير المناخي المدن تتعرض  ‏أفجعها زلزال القاهرة في عام 1992 الذي أسفر عن وفاة ‏نحو 500 شخص وفي عام 2004 قتل نحو 1000 شخص ‏في زلزال الحسيمة شمال المغرب إضافة إلى الخسائر المادية ‏الكبيرة التي خلفها الزلزال. كما شهدت مدينة بومرداس ‏الجزائرية زلزالا مدمرا في عام 2003 أسفر عن مصرع ‏أكثر من ألفي شخص ‏
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس  إنه تم تخصيص ‏‏100 مليار دولار في مؤتمر تغير المناخ سنويًا لمواجهة ‏التغير المناخي حتى عام 2020....فبسبب الركود الاقتصادي ‏العالمي ستضغط الدول العظمى على دول الخليج لكي تساهم ‏معها في التمويل لإعطائه للمتضررين من الكوارث وعمل ‏مشاريع طاقة متجددة
يجب ان يدعم الأردن بمشاريع الطاقة المتجددة بسبب توفرها ‏بجدوى اقتصادية عالية للمساهمة في كون خالي من ‏الملوثات.....ويجب ان نبحث عن أراضي خزينة الدولة ‏وأراضي الحراج الموات التي لا تصلح للزراعة حيث يحتاج ‏كل ميجاوات من الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية إلى عشرة ‏دنمات على الأقل كما ويجب ان تكون كوادر مختصة كفؤه ‏تعمل الدراسات للمستثمرين الذين يرغبون الاستثمار في ‏مجال الطاقة المتجددة من اجل تمويل مثل هذه المشاريع من ‏قبل البنك الدولي الذي لا يأخذ أكثر من 2% كفائدة من ‏القرض لان الدراسة الناقصة تحرم المستثمر من اخذ القرض ‏‏.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد