منسوب الذوق

mainThumb

30-06-2008 12:00 AM

فصل الصيف يعني لي: اللزوجة، والتعرّق، والسماط،وفقدان الشهية، والنرفزة، والنوم المتقطّع والبعوض السمج..ونفاد الماء من الخزان في منتصف الأسبوع، وقشور البطيخ المقحوفة، وعروق الملوخية المسجّاة قرب السناسل، والذباب العائلي.

في الصيف تكثر المناسبات، وبالتالي ينخفض منسوب الذوق عند بعض المبتهجين، فيتمدّدون بزناختهم على حريتك الشخصية التي لا تكاد تكفيك للبقاء على قيد إنسانيتك ليوم واحد..

العشم والطمع بالأجاويد، والمشاركة في الفرحة خاوة قد يكلّفك أحياناً استدارة طويلة والتفافاً يستغرق منك نصف ساعة في البحث عن طريق بديل، عندما يقوم أحد المحترمين بوضع صيوان في منتصف طريق رئيسي تحدّه من الجهات الأربع بكمات معترضة كدليل على سطوتهم وأحقيتهم في إقامة مناسبتهم طبّة.لذا وبمجرّد ان يشاهدوا ضوء سيارتك يقترب من الصيوان فإنهم يتهامسون مستهجنين سلوكك لهذا الشارع في مثل هذا الوقت، ولسان حالهم يقول :منين هاظ البارد..وعندما يدركون انك غادرت بسبب انقطاع الطريق ، يطمئنون بعضهم بعضاً :خلص انقلع.. شوفوا الأخلاق.

وتدرك أيضاً أن منسوب الذوق بات منحدراً،عندما تضطر أن تشارك بطبلة أذنك فرحة أحد المحتفلين عندما يستعرض وضعه المالي ويقوم بإطلاق الألعاب النارية لمدّة خمس ساعات متتالية، غير مكترث لشعورك أو راحتك، لحزنك أو نزفك أو تعبك أو مرضك أو دراسة ابنك..المهم أن يتمدّد هو ببلادته على جوّك الخاص أيها الضعيف المستكين أيها الرمادي يا منزوع البهجة والحزن معاً.

عادة ما أكتب مقالاتي في الليل، وهذه آخر مرة أحاول فيها كتابة المقال مستغلا?Z استراحة آذان العشاء،فمنذ أربع ساعات أحاول الكتابة دون جدوى، يبدو أن هناك قراية فاتحة عند أحد الجيران..حتى عطسة والد العريس ظهرت في مكبرات الصوت،ونحنحة والد العروس، وبحث كرمة العلي عن حفايتها كل ذلك تابعته في بث حي ومباشر.. صوت ضخم يرج الأرض رجا، وسماعات تصلح لمهرجان خطابي لا لعملية إيجاب وقبول..وسعد الصغير تربع فوق الفص الأيمن من دماغي وهو يغني بحبك يا حمار..وكلما حاولت أن أضع عنواناً لهذا المقال يفغر حسين السلمان في أذني ويغني دمعة بعيني..

فعلاً دمعة بعيني...

أيها الصيف كم أكرهك!!!.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد