بين الرافعة الروسية والرافعة الأميركية

mainThumb

20-01-2016 10:12 PM

لعله من باب المشاكلة أن يكون حج  العام الماضي مجبولاً بمصيبة رافعة الحرم التي راح ضحيتها حجاج أبرياء نحسبهم عند الله من المقبولين...ولكن الملفت بالأمر أن روسيا كذلك قدمت رافعة من طراز فريد أنقذت فيه نظام الأسد من السقوط المدوي الذي حاولت مليشيات إيران وحزب الله رفعه من قبل لكن دون جدوى، فامتطى النظام حصانا جديداً ولبس حلة أخرى للحرب بات من خلالها يحرز انتصارات هائلة تمثلت في أعداد القتلى والجرحى وحجم دمار لا يمكن أن يتصوره إنسان، واختراع أنواع بالغة الجدة من الحصار ليموت الناس جوعاً ومرضاً.....إلا أن نخوة العالم الحر لم تنته عند هذا الحد، فلما رأت أمريكا قصور إيران الاقتصادي ووشاكة أفول قوتها التي تتبختر فيها ليل نهار، أمدتها برافعة جديدة شكلت طوق نجاة عبر الأطلسي ليمخر عباب المتوسط وصولاً إلى خليج العرب الذي تسميه إيران خليج فارس....
 
وهناك تتدفق دماء جديدة في عروق دولة طائفية عرقية تتلبد في أفعالها كل ألوان الحقد التاريخي على أنقى ثلة من إنس العالم البشري، فتزداد آلة الموت انهماراً بشتى ألوان الوحشية والبربرية التي لم تعرفها العصور الحديثة من أحد يدعي أنه دولة دينية تحكم بالقرآن وتحيي أمجاد آل البيت الكرام...
 
إنها الرافعات الصليبية التي لم تعد تخفي نفسها عن أعين الحاضرين، فمنذ انتهاء الحرب الباردة أداروا دفة حروبهم في المنطقة بعقولهم المسكونة بإرث الحروب الصليبية البائدة وأمجاد القياصرة الهالكة، بينما إيران وجدت ضالتها في عدو مشترك فكسرى زال ولا كسرى بعده فلا بأس برحلة صيد صفوية جديدة تستمتع فيها أذرعها بالتمدد عبر العراق واليمن والشام ولبنان قبلا...
 
وفي نهاية المطاف ستنهزم إيران وستنفذ قدرتها على الصمود أمام جيرانها العرب السنة الذين لم ولن يصبروا طويلاً على ترسانة الحقد الكسروي المتجدد في عروق ساستها القادمين من أحضان الغرب....في هذا اليوم فقط نستطيع أن نقول للعالم إن إيران بحق كانت عصا أمريكا الغليظة في المنطقة وأن إسرائيل كانت مجرد فزاعة، فعمر إسرائيل أقصر من عمر إيران، لكن الأخرى ستهلك مع هلاك الأولى....وستعود أمريكا تمارس دبلوماسيتها المكوكية بأدوات ومساحيق تجميلية أخرى...وهناك سؤال يختلج: هل سيبقى زعماء العرب رهيني سياسة الغرب المتقلب في الموقف المتلون في الجلد المتجدد بالرغبة في استعمار بلاد الشرق وألق الشرق...؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد