‏ راني ابراهيم الزواهره .. ‏

mainThumb

24-01-2016 02:27 PM

صادفته ذات مرة وهو يركض هنا وهناك في إحدى ازقة ‏عمان القديمة تملأ وجهه اللهفة والخوف على الوطن وقد كان ‏يحمل بيديه النحيلتين علما اردنيا ويلف رقبته التي تحمل راسه ‏المليء بالوعي بشماغ اردني عتيق يحميه من البرد ويوضح ‏رسالته الني يحملها .‏

 
كان ذلك في إحدى المسيرات الشعبية التي خرجت قبل عدة ‏سنوات وللصدفة فقد حملت واياه يافطة صغيرة كتب عليها : ‏من اجل تراب الاردن خرجنا .. لخصت هذه اليافطة القصيرة ‏بحجمها الكثير من المسائل بيني وبينه وقربت المسافات لانها ‏بالفعل عبرت عما يدور بخلدي وخلده بل لقد استطعنا ان ‏نزيل الكثير من الحواجز والفروقات والخلافات التي صنعوها ‏لنا لنبقى فرقاء لا نلتقي شمالي وجنوبي ووسطي وبدوي ‏وفلاح وغيرها من تلك الشروخ التي تهاوت امام اخوة الدم ‏والهم والوطن الذي كان يجري بعروقنا ..‏
 
تخرّج راني الزواهره الذي له من اسمه نصيب ( راني من ‏رنا وهو الشخص الذي يقوم بالصعود للاعلى او الوقوف ‏فوق الشيء المرتفع) من الجامعة الاردنية قبل سنوات بتقدير ‏ممتاز وكان يحلم بان يأخذ فرصته في الحياة وان يصنع لنفسه ‏ولوطنه مستقبلا كان يراه ويحلم به ولكنه إصطدم بواقع مرير ‏مؤلم فالوظائف والفرص في هذا الوطن لاتخضع فقط للكفاءة ‏والابداع بل تحتاج لاكثر من ذلك بكثير وكان يتألم حينما يرى ‏بام عينيه ويسمع عن ابناء مسؤولين يتم تعيينهم في وظائف ‏وهم طلاب على مقاعد الدراسة في اوروبا وغيرها بينما هو ‏وابناء وطنه من ابناء الحرّاثين ممن لا ظهر لهم كانوا ‏ينتظرون سقوط الفتات من ايدي هؤلاء القوم الذين اتوا على ‏كل شيء احيانا كثيره كان يذهب للجامعة وهو حتى لا يمتلك ‏ثمن مايسد به رمقه بينما كان يرى ابناء الحيتان يركبون افخر ‏انواع السيارات وتدفع التزامالتهم المالية عبر شيكات قبل ‏بداية السنة.‏
 
‏ كان يقول في داخل نفسه انها من اموال الشعب ومع ذلك فلقد ‏كان يقول داخل نفسه دائما وابدا الحمد لله انني انتمي وانتسب ‏لعائلة فقيرة عفيفة وليس لعائلة فاسده غنية .. ما ميز راني ‏عن زملاءه وماجعله انسان مكان احترام وحب من كافة من ‏عرفه انه كان شابا بدويا يافعا يتقد وطنية وانتماء لتراب ‏وطنه الاردن وكان اذا ذكر اسم الاردن لمعت عينيه واهتزت ‏مشاعره واصابته حماسة كبيرة فلقد كان الاردن يعني له كل ‏شيء .. وكان هم الهوية الوطنية الاردنية وحمايتها من العبث ‏اهم المرتكزات التي ساقته للخروج للشارع مثلما كان يخشى ‏على فلسطين المحتلة من ان يتم طمس اسمها وتصفيتها ‏بالكامل ضمن مخططات مشروع الوطن البديل الذي تسعى ‏لتنفيذه الصهيونية العالمية والمتصهينيين معها فقلت في نفسي ‏لو لم تكن من حسنة للحراك الاردني إلا انه عرفني على راني ‏الزواهره فهذا يكفي .... ‏
 
اليوم راني الزواهره يحاسب على وطنيته واخلاصه لوطنه ‏ويتم نبش دفاتر قديمه لايذائه بعد ان تم الزج به في السجون ‏حيث انهى محكوميته منها قبل مدة قصيرة وقد نسي هذا ‏المسؤول الذي يعتقله ان الشهيد وصفي التل رحمه الله تعالى ‏والذي يمثل لراني الزواهره الرمز والهوية قام فور استلامه ‏لمنصب رئاسة الحكومة بحرق جميع ملفات المواطنين الامنية ‏لتحريرهم من الخوف والمساومة والابتزاز وليبدأوا مسيرة ‏البناء ولا ادري ماهو المطلوب من راني الزواهره ورفاقه ‏هل هي مسألة كسر عظم واستبسال بالإيذاء ام انه هنالك من ‏يدفع ببلادنا من داخل اجهزة الدوله للمواجهة والتصادم مع ‏ابنائها المخلصين .‏
 
انا ارى انه هنالك ايدي خبيثه تعبث في الوطن وتسعى ‏للخراب ولا ترتاح وهي ترى اي شكل من اشكال التقارب ‏والحب والتفاهم بين جميع الاطراف هذه الايدي السوداء ‏ترتفع اسهمها بازدياد الشرخ ويزيد فسادها واستيلائها على ‏المقدرات والنحر بهوية الوطن وايذاء اهله وبالتالي تمكنها من ‏كل شيء حتى لو تدمّر كل شيء فقد غيرت هذه الفئة الضالة ‏المتطفلة بوصلة اصحاب القرار داخل الدولة الاردنية ‏ووجهتهم الى الجهة الخاطئة من المشهد وصوّرت لهم ان ‏امثال راني الزواهره ورفاقه هم العدو الاول وان سجنهم ‏وايذائهم وملاحقتهم يخدم البلاد والعباد وان اللصوص ‏والفاسدين والطرداء اصحاب اللون الرمادي هم المخلصين ‏واصحاب الشرعية والوطنية .. اليست مفارقة عجيبة ؟؟؟!!!! ‏
 
 
اتمنى ان اجد مسؤول وطني يفهم كلامي ويأخذه على محمل ‏الجد وان يعي ان امثال راني الزواهره ورفاقه داخل السجون ‏هم ابناء وطن يستحقون ان يوضعوا على الاكتاف لا داخل ‏المعتقلات والزنازن وان يعطوا فرصا للبناء فالاوطان لن ‏تنهض ابدا ما دامت تقتل زهورها بايديها ..‏
 
 
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد