آهات الريح

mainThumb

24-01-2016 02:39 PM

مزيج من الإحساسات والألوان، كنتُ أحاول رسمها على ‏لوحات فارغة من كلِّ إحساس. رسمتُ عشباً أخضر ورسمتُ ‏عيناً ودمعة ورسمتُ أيضاً كتاباً مفتوحاً تقرؤه الريح.‏
 
عبثاً حاولتُ أن ألصق هذه اللوحات على جدار روحي لتبقى ‏ذكرياتها لا تفارقني لكنها كانت تهوي ولم تلتصقْ، إلى أن ‏تهدّم الجدار وانطوتْ روحي تئنُّ بين أنقاضه حتى تهتُ تهتُ ‏بين شوارع قلبي أحاول أن ألصق هذه اللوحات على أحد ‏جدرانه أحاول أن ألصق إحساساً لم يره أحد. وهذا صوتُ ‏لوحة أخرى قد سقطتْ فاستيقظتُ ملوّعاً وجلاً من هذا الحلم ‏الغريب.‏
 
أسرعتُ لألتمس لوحتي الساقطة من جدار غرفتي، خاطبتُها: ‏يبدو أنّ أيادي الريح قد عبثتْ بكِ، أو ربما عبث الحلم قد ‏تحقّق!‏
 
وضعتُها بين راحتيّ وتأملتُ قسَمَاتها، كلُّ ما حلمتُ به في ‏لوحةٍ واحدة!‏
 
كم تشبهيني أيتها اللوحة الزاخرة بروحي! ليس ثمّة من أحادثه ‏سواكِ، من أنتِ؟! وكيف دخلتِ عالمي؟! بل كيف زخرتْ بكِ ‏أطيافُ روحي؟!‏
 
أيتها اللوحة!‏
 
ما بال الصمت الذي كان يحيكُ أثوابك كلّ يوم يجعلكِ اليوم ‏تسقطين مجروحةً؟!‏
 
ما بال هذا العشب الذي أضحى بعد السقوط مبعثراً؟!‏
 
ما بال هذه الدمعة قد تشوّهتْ ملامحها؟!‏
 
ما بال هذا الكتاب قد مُزِّقتْ صفحاته وأين قارئته الريح؟!!‏
 
تردّدت تساؤلاتي في ليل مطبق الشفاه فأيقظ صداها بلبلاً ‏حالماً في قفص الروح، فتحتُ له الباب و أطلقتُه فغرّد بصوته ‏الشجيّ الذي أيقظ كلّ إحساس بالحياة.‏
 
قمتُ من عتمة عبثي وأساي لألمّ شتات لوحتي؛ هرعتُ إلى ‏ألوان القلوب النابضة، فجمعتُ بعثرة ذاك العشب وجمّلتُ ‏ملامح الدمعة ووهبتُ الريح كتابها، ثم عكفتُ أصغي إلى ‏آهات الريح وهي تحاول جمع آهات الوجود في صوت واحد ‏هو صوتها، كما حاولتُ أنا أن أجمع الأوجاع في لوحة واحدة ‏هي حياتي، لكنني جمعتُ من جديد الألوان فأصبحت اللوحة ‏من أجمل لوحات الوجود.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد