تحية لسوريا قلعة العروبة الصامدة

mainThumb

26-01-2016 03:16 PM

يخطئ ويتوه من يعتقد أن الصراع الموجود في المنطقة وفي ‏قلبها وطننا العربي الكبير صراعا دينيا أو مذهبيا أو حتى ‏حضاريا كون جوهر الحضارة الإنسانية واحد ولكنه صراع بين ‏مشروعين المشروع الصهيو أمريكي الذي يقوده الكيان ‏الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة والغرب .‏
 
‏ والمشروع الآخر أبناء المنطقة العرب والإيرانيين والأتراك ‏وان كان الأتراك وبعد سقوط ما يسمى بدويلة الخلافة العثمانية ‏وضعوا كل أوراقهم في الغرب ونحو الولايات المتحدة الأمريكية ‏بشكل خاص ، وتركيا اليوم كما هو معروف قاعدة حلف الناتو ‏في الشرق الأوسط وان كانت هناك أصوات قومية داخل تركيا ‏تنادي بإعادة النظر بسياسة التغريب والبحث عن دور في ‏الشرق الأوسط بعد رفض أوروبا المستمر بهذه الدولة أن ‏تكون عضوا بناديها ،وعلى رأس هذه الأصوات التركية التي ‏أصبحت تدعو لإعادة النظر بالعلاقة مع الغرب أحد ابرز ‏الأحزاب التركية وهو الحزب الجمهوري الذي أسسه قائد ‏وباني تركيا ألحديثة كمال أتاتورك ، وفي ظل ذلك تختلف ‏المشاريع بين الدول خاصة محور المقاومة ولكن هذا الخلاف ‏الطبيعي بين ثلاث قوميات أساسية في المنطقة يستغل من قبل ‏أعداء الأمة أفضل استغلال  لهم ولأجل مصالحهم وها هي ‏بوادر النجاح الظاهر بالاقتتال المحلي العربي العربي تحديدا ‏حتى أصبح وجود الاحتلال كما هو في العراق وليبيا وكأنه ‏مانعا لحرب أهلية لم تعرفها منطقتنا إلا مع دخول دعاة ‏الحضارة والتقدم الإنساني المزعوم واحتلالهم أوطاننا وثرواتنا ‏تحت عناوين مختلفة .‏
 
انظروا ما يحدث في العراق اليوم وكيف أصبح وجود الأميركي ‏وكأنه مطلب لقطاع شعبي بعد اشتداد الصراع المحلي وللأسف ‏استغل المتطرفين والخونة من كل المذاهب والأديان ذلك حتى ‏سمعنا وشاهدنا من يطالب أمريكا بضرورة تحمل مسئولياتها ، ‏وفي ليبيا وبعد إسقاط نظام العقيد الشهيد معمر ألقذافي لم ‏يجدوا في الدولة الليبية تنوع مذهبي ولكنهم أوجدوا بدل ذلك ‏الصراع القبلي الذي لا يقل خطر عن الصراع المذهبي والديني  ‏، وها هي ليبيا تغرق للأسف بهذا المستنقع حتى أصبح طلب ‏الناتو الذي أسقط الدولة الليبية يؤيده بعض الخونة علما أن ‏الناتو بقيادة أمريكا والغرب السبب في مأساة الشعب الليبي ، ‏الذي كان أكثر شعب عربي رفاهية ولكن عندما أرادت ليبيا ‏بقيادة العقيد ألقذافي توحيد القارة الإفريقية وتوجهت بطلب ‏عملة واحدة لكل أفريقيا دفع نظام ألقذافي رحمه الله ثمن ذلك ‏سقوط حكمه إضافة لمواقفه القومية السابقة التي طالما ‏أزعجت الشرق والغرب على السواء  .‏
 
وجاء الدور على سوريا الدولة المدنية عبر الآلاف السنين ‏التي أراد لها نفس المصير للعراق وليبيا ولكن كل رهانهم ‏فشل بفضل الوعي الوطني لدى الغالبية العظمى في شعبنا ‏العربي السوري ، وفشلت حتى ورقتهم الكردية في سوريا ‏رغم نجاحها في العراق وتسببها في إزعاج لإيران وتركيا ‏على السواء رغم أن تلك القومية المحترمة لا تزيد عن ‏النصف مليون في سوريا ، خاضت سوريا شعبا وقيادة على ‏مدار أكثر من أربعة أعوام حربا ضروس شاركت بها أكثر من ‏مائة دولة باعتراف الأمم المتحدة ذاتها ومبعوثها السابق الذي ‏جاءته صحوة ضمير متأخرة الأخضر الإبراهيمي الذي اعترف ‏بأن الدولة السورية تقاوم الإرهاب والإجرام والخروج عن ‏القانون ، وأخيرا وبعد طول ممانعة اعترف العالم أجمع بخطر ‏الإرهاب الذي تكافحه سوريا واقتنع العالم والكثير منه بما ‏قالته القيادة السورية منذ بدء الأزمة بأن الحل لن يكون إلا ‏سوريا خالصا رغم إدخال مئات الآلاف من المرتزقة القتلة ‏الذين تسللوا لسوريا وحاولوا إثارة الفتن الدينية والطائفية ‏والعرقية ولكنهم ورغم المليارات التي دفعت لهم فشلوا بحيث ‏يحسب لسوريا منذ عصر الاستقلال بأنها أقامت نظاما وطنيا ‏قومي المرجعية بحيث أصبحت الهوية السورية هي الغالب ‏على كل المكونات للمجتمع السوري ، وهذا كما أسلفت يحسب ‏لسوريا دولة وقيادة خاصة في الأربعون عاما الأخيرة بأنها ‏أقامت نظاما قوميا محترما  .‏
 
وهناك من يقل لولا التدخل الإيراني ثم الروسي وأبطال حزب ‏الله لسقطت سوريا وهذا غير صحيح وأصدقاء سوريا وحلفائها ‏كانوا آخر من تدخل لنجدتها ولعل التدخل الروسي تحديدا جاء ‏بعد أن وضع أمام الزعيم الروسي فلادمير بوتين مخططا ‏أطلسيا لغزو سوريا ينطلق من تركيا والأردن بكل أسف وبدعم ‏حلف الناتو الأمر الذي جعل روسيا تدخل لسوريا فورا  دون ‏تردد لأن النظام القومي في سوريا أحد اخلص واصدق حلفائها ‏‏.‏
 
لذلك سيعرف الجميع حجم التضحيات التي قدمتها سوريا شعبا ‏وقيادتها وجيشها لتخليص العالم من آفة الإرهاب وستعلم ‏دويلات الذهب الأسود عاجلا غير آجلا بأن سوريا حمتهم من ‏الإرهاب وسيندموا على أدوارهم الرخيصة كما ندموا وبكوا ‏على الرئيس صدام حسين رحمه الله وهم من قدموا كل شيء ‏لإسقاطه .‏
 
واليوم العالم عاد وان كان بخجل يعترف بأنه لا حل للازمة ‏السورية إلا عبر السوريين أنفسهم وليس سوريين ‏البترودولار المأجورين حيث البعض غادر سوريا قبل ‏الاستقلال ، وغادر أغلبهم مع الاستعمار كأذناب وأتباع مع ‏أعلى درجات القرف .‏
 
تحية لسوريا شعبنا وقيادة وجيش والفجر لاح والنصر أصبح ‏قريبا ولا عزاء للصامتين .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد