مضايا .. الموت المفاجيء

mainThumb

31-01-2016 08:43 PM

فجأة ،‎ ‎وبدون سابق إنذار  ،‎ ‎وبكبسة زر ،أو كما هو دارج"نسخ ولصق ‏‏"،‎ ‎غرقنا في أخبار بلدة مضايا  بريف دمشق ، وذهلنا من صور الموت ‏فيها ، بسبب الحصار المفوض عليها من قبل قوات النظام السوري ، ‏الحليف الصادق الصدوق لمستدمرة  إسرائيل  أبا عن جد وحاميها من ‏الجهة الشمالية  ، حيث كان الجد سليمان الجحش ،على إتصال وثيق مع ‏الوكالة اليهودية  إبان  البحث عن  تحقيق الجلاء مع باريس.‏
 
ما يذهل في قصة مضايا ، أن الإعلام العربي الغبي المتلقي ،  أسهم في ‏الجريمة ، كونه كما قلت متلق ليس إلا ، ولم يعتد أحد  في الإعلام ‏العربي على صناعة الخبر ، بدلا من تسويقه  حسب رغبات وأهواء ‏البعض .‏
 
الأسئلة كثيرة حول  مضايا ومجاعتها ، وهي محرجة ومقززة وضاغطة ‏، إذ هل يعقل  وسوريا تعج بأجهزة المخابرات العالمية المجهزة بكل ‏أنواع المعدات التجسسية ، ألا يكتشف أحد من هذه الجهزة أن هناك بلدة ‏بالكامل محاصرة وينهشها الجوع ؟ وهل عميت الأقمار التجسسية ‏الفضائية عن  إلتقاط صور لمضايا ، ونحن نعلم أننا مراقبون  عن بعد ‏وصوتنا مسموع حتى ونحن نهمس ، ثم  لماذا لم يقم أهالي مضايا ‏بالإتصال مع الفضائيات وما اكثرها في سوريا  للإبلاغ عن المجاعة؟
 
هنا يكمن بعض السر  ومن هنا يجب أن تبدأ نقطة التحقيق ، فبعد أن  ‏إنهمرت أخبار المجاعة في مضايا ،  بتنا لحظيا وفي كل نشرة  أخبار ‏عربية  مصورة ،  نسمع إتصالا من أحد سكان مضايا وهو يتحدث لهذه ‏الفضائية او تلك   ، عن المجاعة وعن معاناة أهل مضايا ، وأكرر  ‏السؤال  : لماذا لم يبادر هؤلاء بالإتصال مع الفضائيات للإبلاغ عن ‏المجاعة قبل إنكشاف الحال ؟ وعندما يقول قائل أنهم لم يكونوا يمتلكون  ‏وسائل إتصال ، أسألهم : ما داموا كذلك كيف حصلوا على وسائل ‏الإتصال بعد إنكشاف المجاعة ؟
هناك لغز ما يزال مجهولا عن مضايا ، ومن الأسئلة : لماذا الكشف عن ‏مجاعة مضايا اليوم ، وما سر تدفق صور المجاعة الكارثة وبهذه ‏الصورة  ، وما علاقة  النظام والجماعات المتحاربة في  الموضوع؟.
 
في تصريحات للمنظمات الإنسانية الدولية  العاملة في سوريا ، أفادوا أن ‏ما رأوه غير مسبوق ، ونحن كما قلت  رأينا بدورنا ما   نشرته وسائل ‏الإعلام العربية  عن مضايا ، والسؤال هل للنظام علاقة بالأمر، وهل ‏الواقعة لها علاقة   بالحديث عن  مفاوضات  مرسومة بالقلم والمسطرة ‏والفرجار كانت موسكو   الوصية على سوريا خلاله ، ترسم ملامح ‏المفاوض الشعبي السوري مع قاتله ؟
 
الغريب في الأمر أن المجتمع الدولي  وتحديدا دول الخليج العربية وفي ‏المقدمة قطر ، تقوم بدورها خير قيام  في إغاثة اللاجئين السوريين خارج ‏الحدود  ، وتقديم الكثير من المساعدات داخل سوريا ، كما ان مساعدات ‏دولية إنهمرت على سوريا بعض فضيحة مضايا ، لكن مواطنين في ‏مضايا قالوا أن هذه المساعدات  قد نفذت   ،علما انه لم يمض على ‏وصولها أيام معدودات .‏
 
سوريا بشكل عام منكوبة  وهي في مجاعة  تامة ، وما يجري فيها دليل ‏قاطع على ان حاكمها منذ أربعين عاما أو يزيد ليس سوريا  ، وإن حمل ‏الجنسية السورية ، فنحن في الوطن العربي نعاني من  حكام إما أزواج ‏يهوديات أو أبناء يهوديات ، ولا تغرنكم الأنساب ، فكل الأشياء قابلة ‏للتزوير ، واكثر من يتقن فن التزوير هم يهود بحر الخزر، وما مجاعة ‏مضايا إلا نقطة في بحر المجاعات والمجازر  ، التي  أسهم فيها بطريقة ‏او بأخرى نظام "الأسد " الأب الذي قبع  في دمشق الفيحاء لأكثر من 30 ‏عاما ، حيث إستقرت له الأمور بعد ان كانت سوريا ضحية إنقلابات ‏عسكرية لا تهدأ  وباع الجولان  فمستدمرة إسرائيل  ب 100 مليون ‏دولار، وبعده تحولت سوريا لملكية إبنه  بشار الذي سلم سوريا إلى ‏روسيا ، نظير حمايته ، كل ذلك جاء بترتيب ودعم من "الجارة "العزيزة ‏، مستدمرة إسرائيل ، التي ضغطت على صناع القرار في العالم  لعدم ‏إسقاطه.‏

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد