الاختبارات التحصيلية المدرسية _ هل أنتم أيها المعلمون عن حالها راضون ؟

mainThumb

19-02-2016 02:52 PM

انه لمن البديهي أن يعرف الانسان أن لكل عمل أو نشاط ما قد يقوم به , يتطلب منه الاعداد الجيد المسبق له , وأن يقف موقف المتأمل الفاحص لهذا العمل أو ذاك النشاط في كل مرحلة من مراحل انجازه , لكي يحسنه أو يعدله حسب ما تقتضيه الحاجة , حتى يخرج بقالب متميز يحقق المراد من اجراءه وتطبيقه , وبصورة متقنة يرضى عنها الجميع وتحقق الغاية منه . فالاختبارات هي جزء رئيسي مهم من ضمن الأعمال والأنشطة التي يقوم بها المعلم لتقويم العملية التعليمية التعلمية , ومن أجل اصدار الحكم على مستوى تحصيل طلبته , ومدى استيعابهم للموضوعات التي درسوها , فاعدادها ليس بالأمر السهل الذي يظنه البعض من المعلمين , بل هي في غاية الأهمية  لما لها من آثار نفسية وأبعاد تربوية , ومساهمات فعالة تنعكس سلبا أو ايجابا على تشكيل وبناء شخصية الطالب , وعلى مدى نجاحه أو فشله في حياته المستقبلية , واعدادها أيضا يحتاج الى معلم مؤهل قد درس مساقا في القياس والتقويم , آخذا اياها بجدية مطلقة , ومعتبرا أنها أدوات حساسة لتقويم نتاجات التعلم يترتب عليها مصير الطلبة , وعلى الخروج بقرارات وأحكام هامة في حق المتعلم , وقياس مدى نجاح المعلم في أدائه , وفي توصيل ما أراده من معلومات لطلبته .


ان العملية التعليمية التعلمية لا يمكن ان تستقيم الا بعملية التقويم , وأن الوسيلة الوحيدة المعتمدة في نظامنا التعليمي في تقويم نتاجات التعلم , وتقويم كل العملية التعليمية , هي الامتحانات المدرسية التي بشكلها التقليدي أصبحت الأداة السائدة في تقويم التحصيل الدراسي للطلبة , وتقويم العملية التعليمية ومدى نجاحها أو فشلها . وقد وردت لفظة " الامتحان " في سورة الممتحنة الآية " 10 " , حيث قال الله سبحانه وتعالى : يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار ...الى آخر الآية الكريمة . وجاء في تفسير " يمتحنوهن " أي يختبرن اللاتي يعتنقن الاسلام وكان ذلك بالتحليف , فاستخدم المصطلح بما يدل على الاختبار . وتعرف معجم المصطلحات التربوية والنفسية الامتحان بأنه عدد من المثيرات أو الأسئلة يتطلب من الشخص الاستجابة لها أو الاجابة عنها , أو مقياس أو مجموعة من المقاييس للحكم على الخصائص النفسية للشخص أو مدى المامه بمعارف معنية معينة . وأما القاموس التربوي فيعرفه بأنه تقدير رسمي لعملية التعليم لدى الطالب ويستخدم في نهاية المنهج التعليمي بوجه خاص , والمعجم التربوي وعلم النفس فيعرفه بأنه اختبار يجرى لاكتشاف مقدار ونوعية المعرفة التي حصل عليها الطلبة خلال فترة معينة من الدراسة , أما أدب القياس والتقويم فيعرفه بأنه عينة مختارة من السلوك ( نواتج التعلم ) المراد قياسها لمعرفة درجة امتلاك الفرد من هذا السلوك , وذلك من أجل الحكم على مستوى تحصيله من خلال مقارنة أدائه بتحصيل زملائه , أو كما عرفها آخرون بأنه التأكد من كفاية معلومات شخص ما أو من مقدار مهاراته في أداء عمل معين عبر الاجابة على مجموعة من الأسئلة , أو القيام بعمل ما أو حل مشكلة معينة .


ان الاختبارات التحصيلية  تمثل احد الأدوات الرئيسة المستخدمة لجمع المعلومات لأغراض القياس والتقويم والمساعدة لاتخاذ قرارات تربوية معينة منها :-  قرارات تدريسية للتعرف فيما اذا تمكن الطالب من اتقان مهارة معينة  بعينها , وقرارات تشخيصية للتعرف فيما اذا كان الطالب يعاني من صعوبة تعلم مفاهيم معينة لاحدى المواد الدراسية , وقرارات انتقائية لمدى امكانية قبول الطالب في دراسة أو برنامج معين , وقرارات تسكينية لوضع الطالب في المستوى الدراسي الذي يناسبه , وقرارات تصنيفية لترفيع الطالب أو اعادته في صفه , وقرارات توجيهية لتعريف الطالب بالبرامج والتخصصات التي ينبغي أن يوجه اليها . فالاختبارات التحصيلية جزء مهم من الممارسات التربوية والتعليمية التي لا غنى عنها لقياس واقع جودة العملية التربوية والتعليمية , ولكي يستفاد منها في بناء البرامج والمشاريع التطويرية وفق دراسة كافية وعمل مؤسسي , ولتوفير نتائج علمية دقيقة عن مستوى الكفاءات لقراءة الواقع من خلال أدوات علمية دقيقة , ولتحسين مستوى أداء كل من المعلم والمتعلم ولتجسير كل الفجوات التي تعيق سير العملية التعليمية بنجاح .


لقد درج على ألسنة العوام من الناس وحتى المثقفين منهم تلفظ كلمة ( اختبار ) أو كلمة (امتحان ) للتعبير عن أداة تقويم الطلبة سواء كان ذلك كتابيا أو كان شفويا دون أن يميزوا بينهما , أو أن يتعرفوا على ماهيتها وكينونتها وخواصها , ولكي نفرق بينهما قام أهل الاختصاص والخبرة بالقياس والتقويم بتحديد نوعية ذاك التقويم حسب واقع التقويم التربوي الذي يميز بين الاختبار والامتحان حيث اعتبروا أن الاختبار يكون مقننا بينما يكون الامتحان غير مقنن , والاختبارات المقننة تقيس أهداف مشتركة عامة لمجموعة من المدارس وقياس أجزاء كبيرة من المعلومات والمهارات السابقة دراستها وأسئلتها ثم تجريبها ومراجعتها ومعالجتها احصائيا بغرض حساب معاملات السهولة والصعوبة , وفعالية المشتتات , والتخلص من أثر التخمين, كما أنها تمدنا بمعايير الأداء لمجموعات مختلفة من الأفراد على نطاق واسع , بينما الاختبارات غير المقننة وهي الامتحانات تقيس أهدافا خاصة بالفصل أو المدرسة , وتقيس أجزاء محدودة من المحتوى بمعنى أنها تتناول معلومات ومهارات معينة ومحدودة, وأسئلتها نادرا ما يتم تجريبها أو مراجعتها أو تحليلها احصائيا , وقد تمدنا بمعايير الأداء على نطاق الفصل أو المدرسة فقط , أي يكون التطبيق على عينة محدودة .وهذا ما تتميز بها لوائح التقويم المعمول بها بشكل عام في مدارس العالم العربي ,حيث تعتبر الاختبارات عبارة عن مجموعة من الاختبارات ذات الأغراض المتعددة التي تجرى في المدرسة لتقويم مدى تعلم الطالب خلال العام الدراسي , أما الامتحانات فهي الامتحانات التي يجلس لها الطالب للحصول على شهادة التعليم سواء كانت أساسية أم ثانوية .والاختبار عادة ما يكون لمعرفة مستوى الطالب في كل شهر , بينما يكون الامتحان لمعرفة مستواه في آخر السنة , والامتحان أشد ومعه لفظة " المحنة " التي تعني أن الانسان في مصيبة , والاختبار يصمم عند التقدم لوظيفة ما أو للتعرف على قدرات الشخص بموضوع ما دون تحضير مسبق , بينما الامتحان يكون قبله دراسة وتحضير . ومهما يكن من أمر التعريفات والاصطلاحات , فان ما يهمنا هو المفهوم نفسه , فسواء استخدم الامتحان أو الاختبار , " فسيبقى الخوف من الامتحان هو السائد "  . ولكن وكما يبدوا للعيان , فان واقع التقويم الذي يحدث في مدارسنا يعتمد كليا على الاختبارات التحصيلية ( الورقة والقلم ) باعتبارها من أهم وسائل التقويم , بل وتعد الوسيلة الوحيدة للحكم على تحصيل الطلبة , وتتركز اهتمامات المعلمين على صياغة الأسئلة ذات الجوانب المعرفية المتعددة على الاستظهار والتذكر , وما زالت هذه الامتحانات تتم بالأساليب التقليدية التي تهتم بالمادة الدراسية وتهمل جوانب تربوية في غاية الأهمية , كما أنها تفتقر الى الربط بين الأهداف التعليمية والسلوكية ومنظومة التقويم على الرغم من ضرورته , لأن الأهداف هي التي توجه عملية التقويم وتحقق فاعليتها في تنفيذ الأهداف الاجرائية وقياس مدى نمو الطالب , وتعد الاختبارات التحصيلية (الامتحانات التقليدية) من أدوات القياس التي يترتب عليها قرارات وأحكام هامة في حياة الطالب , ويبدوا أن القرارات والأحكام الصادرة من المدارس عن الامتحانات تحدد الراسب والناجح فقط , ولا تتناول الأمور العلاجية بالنسبة لحالات الرسوب والتأخر الدراسي .


ان الأسلوب الذي يتبع في اعداد الاختبارات حاليا في معظم مدارسنا قد يؤثر في صدق تلك الاختبارات وثباتها سلبيا , ويقصد بالصدق هو مدى صلاحية الاختبارات للغرض من استخدامها أو مناسبتها للمقررات التي ستبنى على نتائجها , كما يقصد بالثبات خلو درجات الاختبارات من أخطاء القياس , وبناء على ذلك فانه سيحصل هناك شك من خلال هذه الأساليب المتبعة في اعداد الأسئلة الجيدة واجراءات تصحيحها نظرا للنقص المعروف في كفاءة بعض المعلمين في مجال القياس والتقويم , بالاضافة الى أن مثل هذه الامتحاناتقد يعدها المعلم في وقت زمني قصير في ظل غياب مواصفات مكتوبة , أو أهداف اجرائية للمادة , أو تحليل مفصل لمحتوى المنهاج والسلوك المتوقع في اطاره , وينجم عن ذلك حصول الطالب على علامات لا تعكس حقيقة مستواه العلمي وما اكتسبه من المادة الدراسية , وهذا ما يلاحظه أساتذة الجامعات عند تقويمهم لأداء بعض طلبتهم الذين تخرجوا من الثانوية العامة بمعدلات عالية . فالنظام الحالي للاختبارات المدرسية قاصرعن القيام بالوظيفة التي يتوقعها التقويم التربوي السليم لأسباب عدة منها صعوبة متابعة تحصيل الطالب في المادة خارج نطاق نظام الاختبارات , وصعوبة تقويم طريقة التدريس ومدى ملائمتهالمحتوى المادة ولأنماط ومستويات التعلم عند الطلاب , ووجود بعض الممارسات التدريسية والتقويمية الخاطئة مثل التركيز على الحفظ دون استيعاب وتطبيق المفاهيم والمبادئ العلمية في المادة الدراسية , وضعف العلاقة بين التقويم والمنهاج واسلوب التدريس والتعلم .


ان الاختبارات بمفهومها الطبيعي العام تقدم تغذية راجعة حول سير العملية التعليمية , وما ينبغي التأكيد عليه في المادة الدراسية , اذ تكشف عن مواطن الضعف والقوة لدى الطلبة , وبذلك تتيح للمعلم أن يعدل في طريقة تدريسه أو يسير فيها قدما , كما تمنح الاختبارات الصفية تغذية راجعة للطالب تساعده في تقويم نفسه , وتنظيم جهده ووقته وتبنيه العادات الدراسية الصحيحة . ان الامتحانات المعمول بها في مدارسنا لا تقيس قدرات الطالب على التفكير والتحليل والتركيب والتقويم  , امتحانات يهتم الطالب فيها الى الدرجات كغاية في حد ذاتها , وليست وسيلة للدلالة على نمو معين عنده . فالامتحانات القائمة حاليا لا تعكس التطور التربوي المشار الية في التشريعات والوثائق التربوية والمؤتمرات والندوات المنعقدة في اطاره ولو نظريا , فهي تظلم النظام التربوي ونظام الامتحانات نفسه باعتباره معادلا لنظام التقويم التربوي , وبذلك فهي تظلم أطراف العملية التعليمية التعلمية برمتها , لذلك من الضروري تطوير استراتيجيات التقويم لربط تصميم تقويم الأداء للطالب والمحتوى بنواتج التعلم المتجددة وأهداف التقويم . انه لمن الملاحظ اليوم أن الامتحانات التي تصمم من قبل المعلمين قد قلبت غرض التربية والتعليم من الاعداد للحياة والمستقبل الى الاعداد للامتحان من أجل النجاح , وبهذا تقتل الأصالة والقدرة على التفكير والابداع والاختراع  الذي نحتاجه في حياتنا وفي بناء نهضتنا , وأن الاختبارات التحصيلية في وضعها الحالي لا تشجع على الابتكار , وانما تشجع على الحفظ الصم الآلي , وبالرغم من علم أهل التربية المسبق بأن مثل هذه الاختبارات التحصيلية  تقتل نفوس وعقول طلابنا , ومن علمهم أيضا بأن الصراع الدولي في وقتنا الراهن وفي المستقبل لا يحسمه الا التقدم العلمي والتكنولوجي من خلال تنمية صور التفكير المختلفة , فانهم لا زالوايستخدمون تلك الأدوات غير المجدية للوصول الى ما نصبوا اليه .
أيها المعلمون الأعزاء


انه لمن الضروري أن تعلموا بان عناصر المنطلقات الفلسفية التي تقوم عليها حركة القياس والتقويم هي أن الناس يختلفون في قدراتهم العقلية وسماتهم الشخصية , وأن الاختبارات لا تقيس أو تقوم الأشخاص كأشخاص , وانما تقيس وتقوم خصائص معينة في وقت معين ثم مقارنة الاستجابات بما هو مطلوب منهم أدائه  , وأن الاختبار ما هو الا مقياس مقنن أو منضبط لعينة من السلوك .


انه لمن الواجب الذي يحتم عليكم عمله هو أن تحرصوا أشد الحرص عند وضع الأسئلة بأن تشمل أكبر قدر ممكن من المقرر الدراسي , والتدرج من السهولة الى الصعوبة بحيث تتناسب مع مستويات الطلبة المتباينة , وأن تتناول قياس قدرات عقلية شتى : كالذاكرة , والقدرة على النقد والتحليل , وأن تحوي أسئلة تتطلب الاجابة عنها تشغيل الذهن والربط والمقارنة, وما الى هذه العناصر التي تطلعنا على مدى استعداد الطالب للتفكير المنطقي السليم ومعرفة حظه من النقد والتحليل , وأن تتناول الأسئلة العناصر الأساسية المهمة التي تدل الطالب على مدى استيعابه للمادة وخطوطها الأساسية , والابتعاد عن تصعيد النقاط الغامضة , أو تقصي العناصر الشديدة التعقيد حتى لا ينقلب الاختبار الى وسيلة للتعجيز لا وسيلة الى قياس مدى فهم الطالب للمواد الدراسية , وأن تكون وضع طريقة الأسئلة واختيار عناصرها وطريقة تصميمها قريبة من الشكل الموضوعي , ولا تعتمد العامل الشخصي على القدر المستطاع حتى تكون وسيلة فاعلة صادقة لقياس قدرات الطالب العقلية , وحتى تخرج طلبة أبطالا مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة الانسانية .


ان الامتحانات  التي يجلس عليها الطلبة تفتقر الى صدق المحتوى والثبات والموضوعية والشمولية معتمدة على ذاتية ومزاجية المعلم دون الأخذ بالمعايير السيكومترية , وعدم اهتمام المعلم في أغلب الأحيان على سلامة اللغة ووضوحها , أسئلة ذات اجابة غامضة مطاطية , وعبارات مبتورة , وعدم مراعاة قدرات الطلبة المفحوصين , وأسئلة لا تمكن المعلم من تحديد مواطن الضعف لدى طلابه بدقة وغير متحررة من أثر التخمين .


انه قد أصبح من الضروري تطوير قواعد معلومات تحقق أقصى درجات الاستفادة من الجهود في اعداد الاختبارات ضمن نظام يقوم على تحديث لأنظمة الاعداد والادارة , وحفظ النتائج والاختبارات واعداد التقارير الفنية عنها , ويشمل التطور الاجراءات المتبعة في ادارة نظم الاختبارات بما تضمنه من توفير للأساليب الملائمة لسلامة اعداد الاختبارات ذاتها بما يضمن تمشيها مع الأسس الفنية والعلمية للاختبارات , وتطوير أساليب تخزين الأسئلة وتنظيمها وتصنيف الأهداف السلوكية التي تعتمد عليها تلك الأسئلة ضمن قواعد معلومات حديثة تمثل وفرا للجهد وربطا للعناصر المختلفة في عملية تطوير الاختبارات . وتجدر الاشارة هنا الى أهمية أن يشمل التطوير بناء بنوك للاختبارات ترتكز على ايجاد مجموعة كبيرة من الأسئلة التي يمر بناؤها في عدد من المراحل والخطوات المتدرجة حيث يتم تطوير بعض الاختبارات المعنية يجري تجريبها وحفظها ومراجعتها وتدقيقها وفقا لقواعد معينة ترتبط بأهداف المادة الدراسية والفئات المستهدفة من الطلاب في تطبيقها ويستدعي هذا التطوير بلورة خطة واضحة يمكن السير على هديها للوصول الى مراحل لاحقة الى تطوير البنوك الملائمة من الأسئلة والتي يؤمل أن تسهل الى حد كبير عملية اعداد الاختبارات وتصحيحها واستخدامها في تطبيقات التقويم المستمر والنهائي للطلاب .


لقد أصبحت الامتحانات المحطة الرئيسة والهامة في حياة الطالب الأكاديمية والهاجس المقلق بل الكابوس الذي يؤرقه وكل شيءغبرها يهون أمامه, وكأن الامتحان هو الحياة بعينها , حيث طبع ونسخ هذا المفهوم في عقول طلابنا ومعلميهم , بل حتى ترسخ في أذهانهم بحيث يصعب على كبار علماء النفس علاجها . ومن المؤسف أيضا أن نرى القائمين التربويين الذين يدربون ويحضون على التنويع في أساليب التقويم والتدريس هم أنفسهم من يصاب بأخطاء التقويم , ولا أدل على ذلك الا أن تطلع على امتحاناتهم فتجدها مخالفة لكل ما يقولون ويؤمنون به , وهذا ما لا يقبله العقل والمنطق , فهم والحالة هذه ينطبق عليهم قول الله تعالى " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .
ان الامتحانات المدرسية في وضعها الحالي ان لم تتطور الى الأفضل مشكلة حقيقية قد تخلق جيلا لا يمتلك مهارات التفكير الناقد والتحليل والاستنتاج مما يجعل ذلك أمرا ملحا على التربويين بتغيير أساليبهم التقويمية لمساعدة هذا الجيل على تنمية مهاراتهم ومعارفهم المطلوبة للنجاح في أعمالهم المستقبلية , وهذا يتطلب تطوير في استراتيجيات التعليم لربط تقويم أداء المتعلم والمحتوى بنواتج التعلم وأهداف التقويم .
وبالرغم من حضور المعلم الفعال في داخل الغرفة الصفية سواء كان ذلك بقيامه بالأنشطة الصفية وتنويع أساليبه وتقريب المادة التعليمية الى عقول الطلبة ليسهل فهمها وهضمها , الا أنهم ما زالوا مقصرين في عملية التقويم من حيث استمراريته خلال السنة . ان الامتحانات التقليدية بشكلهاالعام الحالي لا تقيس جميع نواحي نمو شخصية الطالب بل تقتصر على الجانب المعرفي مع اهمال النمو الجسمي والتكيف الاجتماعي والعادات والمهارات والميول والاتجاهات العقلية والقدرة على الابتكار , وفي هذه الحالة تفتقد المؤسسة التربوية ارتباطها بأهداف التعليم بل يصبح همها النظر الى المناهج لصالح الامتحان .


أيها المعلمون الكرام


ان الامتحانات في وضعها الحالي لا تعطي صورة شاملة وصادقة عن تحصيل الطالب وقدراته في الفهم والاستيعاب والتفكير والاستدلال والنقد والمقارنة والتطبيق والتحليل والتركيب والربط بين ما يتعلم في قاعات الدرس وحياته الشخصية والعلمية , وعليكم الاهتمام ببناء اختبارات تتسم بالصدق والثبات والشمولية وعلى المؤسسة التربوية مسؤولية تدريبكم على مبادئ القياس والتقويم لانجاح العملية التربوية ولتكون أكثر فاعلية وانتاجية . وأنت يا أخي المعلم عليك التوقف عند أوراق أسئلتك وتقارنها بما أسلفناه وترى مدى مطابقتها لمبادئ القياس والتقويم , فان كانت متطابقة فأنت معلم جيد تحكم على مستوى أداء طلابك  بكفاءة عالية وتقوم مسيرة تعليمك بشكل أفضل .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد