في ذكرى مرور 40 يوما على وفاة جدي أحمد ابراهيم العمري - أحمد ناصر العمري

mainThumb

10-03-2016 10:21 AM

قبل أربعين يوما شهدت وفاتك, ولطالما كنت خائفا من هذا اليوم وكنت أنكره حتى لا يأتي, لقد كنت يا جدي رحمك الله رجلا عطوفا بكل ما للكلمة من معنى, كنت حنونا علي منذ أيام طفولتي الأولى وكيف لا فأنا حفيدك الأول, فلطالما تذكرت وجهك الحنون ونظراتك لي وأنا أخطو أولى خطواتي على الأرض التي كنت دائما تقول لي خلقنا منها ولها نعود وها أنت قد عدت إليها يا جدي الحبيب ومعلمي الأول, تاركا ورائك من يحبونك ويدعون الله أن يرحمك ويسكنك فسيح جنانه, كنت أرافقك دائما في جميع أعمالك التي كنت تحب القيام بها وأراقب ملامح وجهك وأنت تقول لي أن الانسان يجب أن يفكر مليا قبل أن يعمل أي شيء, ويجب أن يكون سوياً في كل تصرفاته وأن يكون مطيعاً لأبويه وحنوناً على من يصغره ورؤوفاً مع كل من يحتاجه ومعاوناً لكل ضعيف وفقير.
لطالما شاهدتك تمد يد العون للمحتاج, لطالما شاهدتك تصلي وأمرتني أن أصلي, لطالما عرفت رضاك عليَ وغضبك مني من نبرة صوتك التي نادراً ما كانت تعلو, كنت أنظر اليك وأنا أعرف أن لمرض أرهقك وأسألك هل أنت متألم فتقول لي لا أنا متأمل,  متأمل بالله أن يمد في عمري حتى أراك رجلاً.


لقد مزجت الألم بالأمل حتى تقاوم ذلك المرض الذي دائما كنت أشعر أنك أقوى منه وأنك تهزمه كما يهزم الفارس الشجاع عدوه الجبان ولكن مشيئة الله, أن يقبض روحك الطاهره النقيه الى جوارة في ذلك اليوم الأول من شباط الذي لن أنساه ما حييت.
بإختصار علمتني كيف يكون الرجل رجلا وكيف يموت الرجل رجلاً.
فرحمة الله عليك يا معلمي ويا سيد الرجال.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد