معركة الكرامة وعيد الأم

mainThumb

21-03-2016 08:35 AM

شاءت المصادفات الرائعة أن تجتمع مناسبتان أو حدثين عظيمين ‏في يوم واحد في وطننا العربي الكبير وبلادنا الأردن تحديدا ، ‏وهما يوم الكرامة وعيد الأم ، الأولى كانت ملحمة عربية ‏عظيمة سطرها جيشنا الأردني البطل وأشقاءه الفدائيين ‏الفلسطينيين البواسل واستطاعوا بذلك جعل المستحيل ممكنا ‏والحلم حقيقة .‏
 
‏ وأن الوحدة رديفا للقوة والتفوق ، وفي ذلك اليوم الخالد من ‏تاريخ الأمة عبر جيش الكيان الصهيوني الحدود الأردنية مع ‏فلسطين العربية المحتلة قاصدا بلدة الكرامة الأردنية والقضاء ‏على الفدائيين الأبطال أي ما كان يسميهم بالإرهابيين وهم ‏الشجعان الذين حملوا أرواحهم على أكتافهم في كل عملية ضد ‏الكيان المجرم حتى عرف ذلك العدو القاتل أن الحرب سجال ‏وهزيمة معركة ليست نهاية التاريخ .‏
 
وكان جيش العدو وقادته أشبه بوزير الإعلامي النازي جوبلز ‏صاحب شعار اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس وحتى تصدق ‏نفسك ، وهكذا كان العدو الصهيوني وقادته   وهم يعبرون نحو ‏بلدة الكرامة مغترا ذلك العدو بنكسة حزيران الأليمة مصدقا ‏نفسه أنه أنتصر بمفرده وليس بالتخطيط والدعم الغربي ‏والأمريكي بشكل خاص المباشر منه واللوجستي حتى قال ‏النازي المجرم موشيه ديان قائد تلك العملية بأنه ذاهب إلى نزهة ‏عسكرية يقضي على الإرهابيين ويجلب من يستسلم منهم أسرى ‏ورئيسة وزرائه جولدا مائير كانت هي الأخرى تقول عندما ‏عبرت قوات العدو نحو الكرامة أنها تشم رائحة أجدادها  ‏المزعومين القادمة من خيبر ولكن ما هي إلا ساعات حتى ‏فوجئ العدو وقادته بمقاومة أردنية فلسطينية حيث تصدى ‏الفدائيون الأبطال والجيش الأردني الباسل بقيادة أسد الكرامة ‏وقائدها الفريق الألماسي مشهور حديثة ألجازي وما هي إلا ‏ساعات حتى أفقدوا العدو اتزانه ونفسوا غروره وسحقوا الكثير ‏من قواته واجبروه بالرجوع والهزيمة القاسية وعاد يجر أذيال ‏الفشل والهزيمة .‏
 
وكانت معركة الكرامة أول انتصار عربي رسمي على الكيان ‏الصهيوني.‏
 
واضاف يوم الكرامة معنوية جديدة للجندية العربية المقاومة في ‏كل مكان ورسالة أن الصدق والإيمان والوحدة هم الطريق ‏الوحيد للنصر والتحرير وأن هزيمة العدو ليست مستحيلة ولكنها ‏الممكن والأكيد عندما تتوفر العوامل الثلاثة التي أشرنا إليها  ‏إضافة للقيادة الفذة التي تمثلت في ذلك اليوم الخالد بالفريق ‏مشهور حديثه ألجازي رحمه الله ، ومن المفارقات المحزنة التي ‏تدمي القلب أن ذلك الرمز لم ينل ما يستحق من تكريم يليق ‏بنضاله  وصموده في ذلك اليوم الأغر عندما لم ينتبه لكل ‏القرارات التي وصلت إليه بترك العدو وكان كل تفكيره بمعركته ‏وهزيمة العدو أو الاستشهاد دون ذلك وتلقين ذلك العدو ‏المتغطرس درسا لن ينساه ، ومن المفارقات أيضا المحزنة أن ‏يكرم ألجازي في كثير من الدول الشقيقة ولا يكرم في وطنه بما ‏يليق به وهذه مفارقات محزنة ونحن نحتفل بالكرامة ويومها ‏وينسى القائد والرمز لذلك اليوم الخالد .‏
 
أما عيد الأم الذي أجمعت عليه البشرية ليكون تكريما للمدرسة ‏الأولى في حياة الإنسان فقد جاء في وطننا متزامنا مع نفس يوم ‏الكرامة ورتب ذلك المقادير الإلهية لتعطي أهمية للمرأة وهي ‏الأم والأخت والزوجة في حياتنا فهذه الأم هي المدرسة الأولى  ‏التي أخرجت لنا الفدائي البطل المتمسك بأرضه ووطنه كما هي ‏نفس المدرسة التي أخرجت لنا الجندي الأردني البطل من القائد ‏الفريق مشهور حديثه ألجازي بآخر جندي وفدائي  تشرف ‏بالمشاركة بتلك الملحمة الخالدة .‏
 
ومن المفارقات المدمية للقلب قبل العين أن تقام احتفالات أمانة ‏عمان قبل عام بتكريم فنانة عربية كأم مثالية بدلا من أمهات ‏الشهداء في تلك الملحمة وغيرها ولكن الأمر أكثر من طبيعي ‏عندما نرى أن يحتفل بالكرامة هو نفسه صاحب عار وادي ‏عربة وقبلها أوسلو وأمهم اللقيطة كامب ديفيد .‏
 
كل التحية والتقدير لجميع الأمهات في العالم والعربيات بشكل ‏خاص ، ولكي يا أمي التي شرفكي الله أن يكون ابنك البكر عبد ‏الله شقيقي الأكبر شهيدا في حرب حزيران يوليو عام 1967 م ، ‏الرحمة والمغفرة لكي يا أمي ولكل الأمهات والعزة والكرامة ‏للجنود والشهداء في يومهم العظيم  .‏
 
والمجد والخلود لشهداء الكرامة من الجيش الأردني البطل ‏والفدائيين الفلسطينيين الأبطال ولا ننسى قائد الكرامة ورمزها ‏العظيم الفريق مشهور حديثة ألجازي الذي قاتل بشرف وكرامة ‏وكبرياء ولم ينتظر فيما يراه إلا واجبه الوطني والقومي والديني ‏والأخلاقي ، ولكن التاريخ الذي أنصفه وسينصفه أكثر ، وتحية ‏لكل القابضين على جمر القيم والمبادئ في زمن أشباه الرجال ‏والباحثين عن مجد وهم لا مجد ولا كرامة لهم ولا نامت أعين ‏الجبناء .  ‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد