أنا أتحدث عنكِ

mainThumb

22-03-2016 09:46 AM

لا زلت أتحدث عنكِ فالسنوات الخصبة التي مرت لم تستطع محو رسمك من ‏ذاكرتي ، والسنوات العجاف التي مرت لم تستطع كذلك .. ظللت أنت أنت ‏كما عهدتك نسمة الصيف ، وعطر الخزامى وبسمة الأمل .‏

 

تخيلت أننا .. أو أنني بعد آخر لقاء عاصف لنا سنصمد أو سأصمد ......لا ‏زالت دقائق ذلك اللقاء تعاودني .. كان الجو مكفهرا في الداخل والخارج .. ‏بدأت حبات البرد تتساقط في اللحظة التي كانت تضطرم في داخلينا عاصفة ‏من نوع آخر .. ومع هذا كان الحديث شهيا كطبق شهي على ضفاف بحيرة ‏ساكنة ‏
‏-‏ أنا ؟
‏-‏ أنت ؟
‏-‏ أنا وأنت
 
وأنار وجهينا البرق .. كان هناك مجال للتراجع ، ولكن هزت رعدة قوية ‏المكان لم يعد هناك مكان للتراجع تساقط البرد بشدة اطرافنا تجمدت من ‏الصقيع وبدأ يدب الجليد في كل الأعضاء ..بلغ اللسان ، لا أنا تحدثت ولا ‏أنت تحدثت لم ينبس كلانا ببنت شفه .. كيف استدرت أنت وكيف ‏استدرت أنا في اللحظة تلك ؟ هذا ما أود بجدع الأنف أن أتخيله .. ولكن ‏عبثا . انتظرت طويلا كنت أجوب الشوارع هربا منك ولكن عبثا كانت ‏صورتك أمامي أتخيلها لا كانت أنت .. مرة سألت أحد المارة :هل ترى ‏هذه الصورة المشرقة ؟
نظر إليّ ببلاهة ولم يجب . كنت أصغي لما تقولين  وحين كنت أتلفت ‏لأرد عليك و أفاجأ بأن لا أحد بجانبي سوى الفراغ أركض .. أركض ‏خشية أن يظل صوتك يلاحقني وحين كنت أصل فراشي مجهدا وأستلقي ‏عليه بملابسي كيفما اتفق أبتسم لأنني لم أعد أرى صورتك ولا أسمع ‏صوتك ولكن ما أن أرتاح قليلا حتى أراك قبالتي تحدقين فيّ عبثا كنت ‏أحاول .. هل يهرب الإنسان من نفسه ؟ هل يهرب إنسان من ظلّه .. حين ‏رأيتك أمس أيقنت بأنك مثلي ..سيدتي ..أعترف بأني لن أنسى لكني لن ‏أركض خلفك ثانية .. سأعيش إذا لم تتخلي عن هذا الصلف على ذكراك ‏فحسب .‏
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد