الإرهاب الذي ضرب بروكسل هو الإرهاب الذي تحاربه الدولة السورية

mainThumb

26-03-2016 11:05 AM

المبادئ والقيم الإنسانية واحدة لا تتجزأ بالأهواء الشخصية والمواقف السياسية هنا وهناك أو من هذا النظام أو ذاك ، نعم الإرهاب الذي ضرب بروكسيل العاصمة البلجيكية هو عمل بربري جبان ونتفهم المشاعر الإنسانية التي جعلت السيدة فيديريكا موغريني مسئولة العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي تبكي على الهواء مباشرة وتضع رأسها على كتف أحد وزراء الخارجية وكأنها تطلب من يواسيها من هول الجريمة البشعة  ومعها كل الحق فهذا عمل إجرامي سقط ضحيته عشرات الأبرياء بين قتيل وجريح لا ذنب لهم إلا المصادفات التي أوجدتهم في أماكن الإنفجارات ، ولا شأن لهم في السياسة وإحدى تلك الضحايا سيدة مغربية مع أحد أفراد أسرتها .


 ولكن ما أستغربه أكثر وقبل أن نعتب على ازدواجية المعايير بالاتحاد الأوروبي التي عبرت عنها دموع موغريتي وغيرها هو كلام مفتي الناتو يوسف القرضاوي  القابع في جزيرة قطر  تحت حماية أكبر القواعد الأمريكية في العالم الذي أدان تلك العملية الإجرامية المدانة والمفروضة بكل قيم الأرض والسماء ، ولكن أليس من نفذ تلك العملية الإجرامية في بروكسيل هم أنفسهم من يدعمهم القرضاوي وكل مشايخ الضلالة والإرهاب وأسيادهم وأسياد أسيادهم من وراء البحار ، ويسمونها ثورة في سوريا وليبيا والعراق ، ماذا تغير يا سادة أليس تنظيم داعش المجرم هو من نفذ تلك العملية ولغاية كتابة هذه السطور .  إعلام البترودولار يسمي هذا التنظيم المجرم ( بتنظيم الدولة الإسلامية ) أليس ذلك اعترافا بهذا التنظيم المجرم وإعطاءه ما لا يستحق ، وهذا الإعلام الذي يصف الإرهاب بالدولة كما يسمون أنفسهم  أليس هو إعلام لدعم الإرهاب والقتل وسفك الدماء .


نعلم أنه يعمل بشكل مزدوج الولاء ولكن هل تنظيم داعش الإرهابي وإخوانه في المنطقة بعيدين عن أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية وعملائها في المنطقة .


إن الإعمال الإرهابية في بروكسيل وقبلها فرنسا والأردن في مدينة أربد  ولم تسلم منه حتى تركيا راعية الإرهاب وداعمته،   يطرح على العالم التفكير بصوت عالي وتسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة ، يؤلمنا جدا سقوط أبرياء في كل مكان في العالم والقيم والمبادئ الإنسانية لا تتجزأ ولماذا لم نرى هذه الدموع والمشاعر الإنسانية على ضحايا الإرهاب الصهيوني في فلسطين واستشهاد الآلاف البشر في غزه أليس هؤلاء بشر بل ومن أفضل البشر  ، ولا يزال العدوان الصهيوني مستمرا والشهداء يسقطون يوميا في فلسطين ولا أحد يعترض أو يبكي  كما فعلت مسئولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي وحتى وزراء خارجية دويلات الخليج تباكوا على تلك العملية والضحايا ولكنهم عند فلسطين يلتزمون بالصمت ولا علاقة لهم بالعالم  حتى وصل الأمر بدويلة إعرابية أن ترفع علم بلجيكا على أحد أبراجها في الرمال المتحركة ، ولماذا لم نرى هذه الإدانة للجرائم الصهيونية من مفتي الناتو يوسي القرضاوي وأين هي المشاعر الإنسانية على أكثر من مليون عراقي استشهدوا بالغزو والاحتلال الأمريكي لذلك البلد الشقيق ، ولماذا لم نرى إدانة القرضاوي ودموع موغريتي ووزراء خارجية الأعراب     في العدوان والاحتلال الذي تعرضت له ليبيا من قوات الناتو  وأسقطت دولتها الشرعية وقتل بوحشية زعيمها العقيد الشهيد معمر ألقذافي ورفاقه رحمهم الله جميعا وفتوى من القرضاوي ومشايخ الضلالة.؟
 
اليوم القتل والإرهاب في ليبيا والعراق بعد الاحتلال أصبح على الهوية ومئات البشر يقتلون ويذبحون وأين المشاعر الإنسانية عن سقوط الآلاف الضحايا في سوريا ودعم الإرهاب الذي نراه اليوم ارتد على صناعه ولا يزال الإعلام الناطق بالعربية المتصهين يصف داعش بالدولة الإسلامية والإرهاب في سوريا أنه ثورة ، وقبل هذا وذاك يعلم العالم أنه  لا يوجد إرهاب وإجرام أكثر من الاحتلال للأوطان فأين المشاعر الإنسانية من احتلال فلسطين وتهجير شعبها منذ أكثر من ستون عاما والذي لحق بها اليوم العراق وليبيا وتهجير الآلاف من المواطنين السوريين والسودان الذي تم  تقسيمه وساعد على ذلك غباء نظامه السياسي وأسلمته المزعومة .


ندين الإرهاب والإجرام المتمثل بالكيان الصهيوني ووجوده من الأساس هو أكبر إرهاب كما ندين الإرهاب الإجرامي  والوهابي ودواعشه تحت أسماء وعناوين مختلفة في سوريا والعراق وليبيا وفي كل  مكان ، وهي وجهوه لعملة واحدة اسمها الإرهاب والإجرام باسم الدين الذي أساءوا إليه ولقدسيته وللأسف جعلوا منه ماركة تجارية لملء جيوبهم وإرضاء أسيادهم وأسياد أسيادهم من وراء البحار .


لذلك المطلوب موقف دولي واضح من محاربة الإرهاب وداعميه وخاصة نظام آل سعود ودويلات الخليج وتركيا  ولم يعد مقبولا لكل الأمم والشعوب أن يحارب الإرهاب في جانب ويدعم بجانب آخر من الكرة الأرضية ويعتبره البعض ثورة ، وآن الأوان لنقول كفى سياسة الكيل بالمكيالين ، ولا عزاء للصامتين .                                                 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد