كلمات من الروح

mainThumb

01-04-2016 06:59 PM

( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)


انا لا اعتقد انه هنالك خطر على الامة اكبر من خطر تقسيمها احزابا وشيعا وجماعات .. كل فرح بحزبة وجماعته ومنكرا لبقية الناس على اعتبار انهم من العوام ..


لقد نزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام اسلام واحد وسنه واحده وقرآن واحد ونهج متبع واحد ولم يكن هنالك تقسيم في المجتمع الاسلامي على اسس حزبية او طائفية او إثنية او تشيع او خلافه رغم انه كان هنالك منافقين ومرتدين وجهلة يعرفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى حينما طلب منه بعض الصحابة ان يدعوا على المشركين رفض والحديث النبوي الشريف يقول .. عن ابي هريره رضي الله عنه انه قال .. ( قيل يارسول الله ادع على المشركين .. قال انا لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمه ) رواه مسلم  .. ايضا قال تعالى في سورة ال عمران ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك .. صدق الله العظيم


هذا هو الدين الذي نعرفه ونؤمن  به وهذا هو الرسول الذي احببناه واتبعناه واقتدينا به ولكننا نجد اليوم على ساحة هذه الامة من يشتت الناس ويؤصل التفرقة فيما بينهم بل وتجد الكثير من هؤلاء المتحزبين ينظرون للناس ممن ليسوا في حزبهم انهم كفرة وحتى احيانا يستخسرون القاء التحية عليهم متناسين ان رسولنا الكريم  كان يعطف على جميع الناس ويحسن معاملتهم مسلمين كانوا او غيرهم ليعطي صورة طيبه عن حقيقة المسلم وعن جوهر الاسلام المتسامح ..


واليوم نرى ان فئة الدعاة داخل المجتمعات الاسلامية تنقسم  الى قسمين .. اولا : قسم يسلك طريقة الدعوة بتخويف الناس من الله سبحانه وتعالى وتصويره عز وجل على انه خلق الانسان ليعذبه ويحرقه بالنار حاشا لله وانه لايتحقق الايمان عند الناس الا بالخوف والرعب من العذاب  وانا باعتقادي ان هذا النهج يحتاج الى مراجعات طويله ..  ثانيا : وفئة من الدعاة تتبع سبيل ونهج اقناع الناس بالدعوة لله تعالى من خلال توضيح ان الله رب رحمة ومغفرة وعدل وتسامح وان الايمان الحقيقي لا يتحقق فقط من الخوف من العذاب بل من القناعة والحب والايمان برحمتة تعالى وعدلة ورأفته بالعباد والخلق اجمعين  وان رحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء ولولا رحمة الله بخلقه لانتهى كل شيء ..


فشتان بين ايمان يتحقق من الخوف وايمان ينغرس في الروح من القناعة والحب والقرب من الله ..


انا اعتقد انه لاخلاص لهذه الامة الا بصهر كافة الخلافات فيما بينها والتقارب الايدولوجي ونبذ الخلاف والتعصب كل لجماعته وحزبه .. والعودة الى نهج رسول الله عليه اتم الصلوات والتسليم  ونهج صحابته رضوان الله عليهم ووضع حد لكل من يقتطع لنفسه جماعة تتكلم باسم الدين وتدعي انها وحدها الصواب وبقية الامة على خطأ فيجوز الخلاف وطرح وجهات النظر المختلفة في كل شيء ولكن ليس في الدين  مع مراعاة الاستفادة من التقدم والتطور والحضارة والعلم ومواكبة كل مافيه فائدة للبشرية ..


انا مسلم عربي اسير على فطرتي التي فطرني الله عليها والتي قرأتها من القران والسنة ونهج السلف الراشد  بعيدا عن الغلوا والخرافة والبدع والتخلف .. لا اتبع لاحزاب ولا لجماعات ولا لافراد ولا لشيع ولا لطرق او خلافه .. وانظر للانسانية جمعاء نظرة حب واخوة وتعايش .. يعنيني الاسلام بنظرته الشمولية التي تتسع للحب والتسامح مع الجميع وليس للخوف والقتل والاحباط  ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد