المسرح القومي العربي

mainThumb

13-04-2016 08:38 PM

  فوق ستار المسرح القومي العربي يتلألأ بيت شوقي أمير الشعراء :‏

 
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت        فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
 
وقد كان لمفهوم الأخلاق قيمة من قيم العرب لها مكانتها وبريقها في ‏الزمن الغابر وفي الحاضر وسيكون لها نفس القيمة في الآتي من الأيام ‏وفي ديننا كما في بقية الأديان السماوية دعوة واضحة وصريحة للتحلي ‏بمكارم الأخلاق حتى أن سيدنا محمدا قال عليه الصلاة والسلام ( بعثت ‏لأتمم مكارم الأخلاق ) وقال عنه سبحانه وتعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ‏‏) ومحظوظ من كان على خلق .‏
 
ويقول أرسطو في كتابه فن الشعر : يلزم أن يكون لكل تراجيديا ستة ‏أجزاء هي التي تعين صفتها المميزة وهي ( القصة والأخلاق والعبارة ‏والفكر والنظر والغناء ) .‏
 
فالأخلاق قيمة مهمة في العمل المسرحي كما هي في كل الأعمال وقد ‏اختلف المسرحيون في كيفية تنفيذ هذا المدلول يقول المسرحي ألفريد ‏فرج : ( كانت القيم التي أحض عليها فيما أكتب للمسرح ألعدل والحرية ‏والتضامن الإجتماعي ) ويضيف بأنه لم يحد عن التزامه بالأخلاق ، أي ‏بالقيمة الإجتماعية للمسرح .ولدى سؤاله عن الغاية الأخلاقية ‏لمسرحياته أجاب بأن المسرح حافز أخلاقي غايته المعرفة بالنفس ‏وبالآخرين وترقية السلوك والفهم .‏
 
ويقول ( رشاد رشدي ) عن الغاية الأخلاقية لمسرحياته : هي ليست ‏غاية على الإطلاق هي إثارة هدفها الإتجاه نحو التمييز بين القبيح ‏والجمال فحسب . وهو يرى بأن القبيح هو الرذيلة والجمال هو الفضيلة ‏وللمسرح غاية جمالية مساوية للفضيلة والجمال هو الأنقى ولا يمكن أن ‏تؤتى الرذيلة في ظل الجمال الذي هو القيمة العليا التي تحتوي جميع ‏القيم .‏
 
في حين يقول يوسف ادريس عن الغاية الأخلاقية لمسرحياته : نستطيع ‏أن نقول إن أهداف الكاتب المسرحي كدوائر الماء وهناك دائرة كبيرة ‏يتحرك فيها وهي أن يغير البشرية .‏
 
و مسرحيات نعمان عاشور لا يهدف فيها إلى أية غاية أخلاقية وإنما إلى ‏تثبيت ما يراه من قيم صالحة يمكن أن يتبلور بها كيان الإنسان المشاهد ‏وفي نفس الوقت تسفيه القيم الفاسدة ومحاولة استبعادها والتنفير منها ‏بالسخرية اللآذعة ومسرحياته تحاول غرس الوعي الإيجابي ومن ثم ‏المعرفة بحقائق الأشياء.‏
 
وفرق كبير بين من يحض على الفضيلة في أعماله وبين من لا يهتم ولا ‏يحض .‏
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد