التعديل الوزاري الأخير ذكرني ‏ بمسرحية ضيعة تشرين

mainThumb

08-05-2016 11:03 AM

 صدمة قوية تعرض لها الشعب الأردني مؤخرا على أثر التعديل ‏الوزاري الأخير الذي طال حكومة النسور إذا جاز لنا أن نسميها ‏حكومة .‏

 
‏ فهذه الصدمة جاءت على أساس ما تأمله الشعب الأردني من ‏صانع القرار خاصة بعد فوضوية التعيينات الأخيرة التي قام بها ‏رئيس الحكومة لستة من المؤلفة قلوبهم في مفوضية العقبة ‏وبرواتب مغرية وبدل سكن بلغ خمسمائة دينار لكل موظف ‏وموظفة البالغ عددهم ستة أشخاص ، ورد عليه مجلس النواب ‏بدلا من المحاسبة بتعيين (102) شخص بوظائف إدارية مختلفة ‏في نفس المجلس الذي يعاني من التخمة أصلا في عدد الموظفين ‏والموظفات الإداريين ، والذي ينطبق عليهم مقولة أو مسمى ‏موظف بلا وظيفة.‏
 
‏ هذه التعيينات أو البطالة المقنعة التي استفزت شعبنا الذي يعاني ‏أبناؤه من البطالة منذ سنوات وهذه التعيينات المتبادلة بين ‏الحكومة ومجلس نوابها إن دلت على شيء إنما تدل على أننا قد ‏عدنا لأسوأ ما كنا عليه قبل هبة نيسان المجيدة عام 1989 م ، ‏فإذا كان مجلس النواب بهذه الصورة والإشكالية فأين هي ‏الرقابة إذا كان حاميها هو حراميها سواء الحكومة  أو الذي من ‏المفترض أن يكون مجلس نواب لمحاسبه الحكومة فهل بعد ذلك ‏يأتينا من هو جالس في أبراج عاجية لينظر علينا بدولة القانون ‏والمؤسسات بالأردن والأكثر مأساة الانتخابات التي أصبح ‏النواب يعدّو لها من الآن وما التعيينات الأخيرة إلا اكبر دليل ‏ولن تفرز إلا نفس الوجوه بعد التعديلات وقوانين الانتخاب ‏الجديدة القديمة التي وجدت لتفرز لنا ما نرى ونشاهد من ‏مجالس خالية من كل دسم سياسي وعلى ضوء التعيينات الأخيرة ‏تعلقت الآمال بصانع القرار لوقف هذه المهازل ولكن المفاجئة ‏كانت تعديل طفيف لحكومة النسور الأمر الذي يثبت لنا بان ‏الفساد أصبح اكبر المؤسسات بدولة الفساد وليس فساد ألدوله 0‏
 
فهل كانت حكومة النسور تحتاج لتعديل  أو اقالة ومحاسبة ،  ‏وهذا ما قاله الشارع الأردني وحتى التغيرات التي طالت الوطن ‏في هذه الحكومة ركزت على المناطق المحسوبة على النسور أو ‏داعميه والتعيينات الأخيرة من الحكومة ومجلس الأنس يثبت لنا ‏أننا في فوضى أكثر من خلاقة خاصة على ضوء الأزمة ‏الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الأردن وجاءت الخيبة الكبرى ‏عندما فوجئ شعبنا بالتعديل الوزاري المحدود الذي لا علاقة له ‏بأصل المشكلة حيث يذكرنا بمسرحية ضيعة تشرين للفنانين ‏الكبيرين دريد لحام ونهاد قلعي والتغير الذي كان يجريه المختار ‏حسني البورازان (نهاد قلعي) على المخترة لأجل إرضاء الشعب ‏المتمثل بتغير الديكور الخارجي للمختار وإبقاء الوضع على ما ‏هو عليه .‏
‏ ‏
مأساتنا في الأردن أننا نواجه مسرح ولكن فارغ حيث نفس ‏الممثلين ونفس السيناريو والمخرج والذي ينطبق عليه قول ‏شاعرنا الكبير نزار قباني  رحمه الله (لقد احترق المسرح من ‏أركانه ولم يمت بعد الممثلون) .‏
‏ ‏
ويبقى سؤالنا الذي نعيده ونكرره وأيدينا على قلوبنا ، الأردن ‏إلى أين وماذا بعد ؟؟؟! .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد