صدمة قوية تعرض لها الشعب الأردني مؤخرا على أثر التعديل الوزاري الأخير الذي طال حكومة النسور إذا جاز لنا أن نسميها حكومة .
فهذه الصدمة جاءت على أساس ما تأمله الشعب الأردني من صانع القرار خاصة بعد فوضوية التعيينات الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة لستة من المؤلفة قلوبهم في مفوضية العقبة وبرواتب مغرية وبدل سكن بلغ خمسمائة دينار لكل موظف وموظفة البالغ عددهم ستة أشخاص ، ورد عليه مجلس النواب بدلا من المحاسبة بتعيين (102) شخص بوظائف إدارية مختلفة في نفس المجلس الذي يعاني من التخمة أصلا في عدد الموظفين والموظفات الإداريين ، والذي ينطبق عليهم مقولة أو مسمى موظف بلا وظيفة.
هذه التعيينات أو البطالة المقنعة التي استفزت شعبنا الذي يعاني أبناؤه من البطالة منذ سنوات وهذه التعيينات المتبادلة بين الحكومة ومجلس نوابها إن دلت على شيء إنما تدل على أننا قد عدنا لأسوأ ما كنا عليه قبل هبة نيسان المجيدة عام 1989 م ، فإذا كان مجلس النواب بهذه الصورة والإشكالية فأين هي الرقابة إذا كان حاميها هو حراميها سواء الحكومة أو الذي من المفترض أن يكون مجلس نواب لمحاسبه الحكومة فهل بعد ذلك يأتينا من هو جالس في أبراج عاجية لينظر علينا بدولة القانون والمؤسسات بالأردن والأكثر مأساة الانتخابات التي أصبح النواب يعدّو لها من الآن وما التعيينات الأخيرة إلا اكبر دليل ولن تفرز إلا نفس الوجوه بعد التعديلات وقوانين الانتخاب الجديدة القديمة التي وجدت لتفرز لنا ما نرى ونشاهد من مجالس خالية من كل دسم سياسي وعلى ضوء التعيينات الأخيرة تعلقت الآمال بصانع القرار لوقف هذه المهازل ولكن المفاجئة كانت تعديل طفيف لحكومة النسور الأمر الذي يثبت لنا بان الفساد أصبح اكبر المؤسسات بدولة الفساد وليس فساد ألدوله 0
فهل كانت حكومة النسور تحتاج لتعديل أو اقالة ومحاسبة ، وهذا ما قاله الشارع الأردني وحتى التغيرات التي طالت الوطن في هذه الحكومة ركزت على المناطق المحسوبة على النسور أو داعميه والتعيينات الأخيرة من الحكومة ومجلس الأنس يثبت لنا أننا في فوضى أكثر من خلاقة خاصة على ضوء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الأردن وجاءت الخيبة الكبرى عندما فوجئ شعبنا بالتعديل الوزاري المحدود الذي لا علاقة له بأصل المشكلة حيث يذكرنا بمسرحية ضيعة تشرين للفنانين الكبيرين دريد لحام ونهاد قلعي والتغير الذي كان يجريه المختار حسني البورازان (نهاد قلعي) على المخترة لأجل إرضاء الشعب المتمثل بتغير الديكور الخارجي للمختار وإبقاء الوضع على ما هو عليه .
مأساتنا في الأردن أننا نواجه مسرح ولكن فارغ حيث نفس الممثلين ونفس السيناريو والمخرج والذي ينطبق عليه قول شاعرنا الكبير نزار قباني رحمه الله (لقد احترق المسرح من أركانه ولم يمت بعد الممثلون) .
ويبقى سؤالنا الذي نعيده ونكرره وأيدينا على قلوبنا ، الأردن إلى أين وماذا بعد ؟؟؟! .