ما لم يقله اللوز في نيسان 14

ما لم يقله اللوز في نيسان 14

09-05-2016 10:36 PM

 لما وردتُ عين الربيع رأيتُ أمة من الكلمات يسقون، ورأيت من دونهما كلمتين تذودان الفراشات، قلتُ ما خطبكما؟ قالتا لا نسقي حتى يستجيب القلب وقلمنا شيخ كبير لا يكتبُ إلا ما صدر من النبض، فسقيتُ لهما وتوليتُ إلى ظل المناجاة، دعوت ربي: إني لما أنزلت إليّ من خير فقيرة، فجاءت إحدى الكلمتين تمشي على استحياء، قالت: إن أبانا يدعوكِ ليجزيك أجر ما سقيتِ لنا.

 

فاستجاب ربي دعوتي وكتب القلم:
 
بعد أن أبعدتني الحرب وقسوتها عن السفر بين عوالم الطبيعة، وبين خمائل الورد وأسرار الشفق، جعلتني أعود من جديد إلى معانقة ذلك الجمال في الحياة الذي شوهته القذائف والاتكاء على الترقب، عدتُ لأسبر غور محيطات الكون، وآتي بحكايات عن الربيع واللوز، عن أطيافك التي ترافقني، عدتُ للدهشة من قفزات المطر، وأصبحت أطربُ لصوت العصافير وهديل الحمام، بعد أن نسيتُ وجودها، وأرتشف قهوتي شاردة في رحلة استكشاف في حضن الطبيعة، لأرى ياسمينة تغني عطرها، وزهر الليمون يبثُ انتعاشه، وقطة تتثاءب بكسل، وقمر يرنو إلي بنظرة حب فتغار نجمة.
 
هل رأيت كم امتلأتُ بحروف البنفسج وكيف حالت أناملي إلى حقول تفترشها شقائق النعمان، بعد كل هذا لن أبرح عينين لوزيّتين أو أمضي حقباً.
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد