ليست أولى الحالات التي شهدتها الأردن والتي وسمت بـ ( مطالبات والا.. الإنتحار ) فعلى ما يبدو أن الأردنيين فقدوا الأمل في ايصال مطالباتهم لذوي الشأن و خصوصاً ( قضية البطالة ) ولم يعد هنالك خياراً إلا بالصعود على عمارة أسماها البعض ( عمارة الإنتحار ) ولا أدري اسمها فخرٌ أم رمز ؟! لتحقيق أو تسليط الضوء على أوجاعهم.
لا نختلف على أن البطالة أغرقت ابنائنا في وحل الضيق والغضب والوظائف الممنوحة لأبناء الوزارات والسعادة والعطوفة أصبحت سكيناً يمزق صبر المواطن ولكن لا نستطيع أن نذرف الدموع قهراً عليهم لأن الله حرم قتل النفس ودعونا لا نُعلق قلة الايمان على شماعة "حقوقنا ومطالباتنا " فهذا الأمر يخالف قواعد الدين ويشكك بعدالة الله والعياذ بالله من رزق يأتي (للسعاين في مناكبها وليس للملوحين بالسقوط من أعلاها )؟!
نحن كشعب أردني نعي التحديات التي نواجهها من سياسات حكوماتنا التفقيرية والاقتصاد المتهالك والمشاريع المبتورة والأبواب المفتوحة على مصارعها لللاجئين ونعلم بأن الغلاء يفتك بجيوبنا وأصبحت اصابعنا تتدلى من ثقبها ، لكن هذا لا يبرر صنع جسر للعبور إلى التهلكة بمخالفة شرع الله وحكمه .
ولنكن منصفين سنوجه سؤالاً للأفراد الذين تكبدوا عناء الحضور الى العاصمة عمان كي يصعدوا على سطح تلك العمارة ويلوحون بالقفز من عليها ... وكم تمنيت لو استرقنا السمع لنطَلِعَ على ما أسروا به وهم في طريقهم " للإنتحار" فلا نعلم هل كان محور الحديث عن من سيقفز أولاً مثلاً أم كم سيمضي من الوقت قبل أن يتجمهر الاعلام والأمن والجمهور من حولهم ؟!! ومن هنا نسألكم، هل تقبل يرعاك الله أن تعمل ( حارس عمارة، عتال، دهين، حراث،بائع،موسرجي،خضرجي،تمسح سيارات،توزع جرايد،... الخ)؟؟
مع احترامي وتقديري لكل المهن الشريفة المذكورة إلى حين ميسرة مثلاً؟
اليس من المنطق أن نضع اليد على الجرح بدلاً من الالتفاف حوله، نحن نعلم بأن ادارة الأزمات لدينا مهترءة وندرك بأن المعيشة ضنكاً ولكن أيضاً دعونا لا نبتعد عن " الأنفة " بطلب الرزق ، قل وما ندر أن تجد مواطناً أردنياً يقبل بتقليب عيشه إلى حين ميسرة فالسواد الأعظم يسعون إلى وظائف خالية من " الشعتلة " إذا صح التوصيف وحكوماتنا لن تكون حلاً لكم لأنكم أربعة أشخاص من أصل الاّف عاطلون عن العمل ولو أن الحكومة تعي الإحباط الذي يعاني منه المواطن لولت الأدبار تحاشياً لصدام لا يحمد عقباه من كم الغيظ والسقم الذي يعاني من الجسد الأردني ولكن لا نملك أن نقول إلا صبراً جميل والله المُستعان لا تستعينوا بهذه الطريقة لايصال مظالمكم فلسنا ضعاف الايمان ولا دماؤنا وأرواحنا رخيصة فلن تؤرق الحكومة على اثر انتحارك ولن يطالك إلا جحيم البطالة والآخرة .