حكايه من زمن عائد ..

mainThumb

29-05-2016 10:00 AM

ولch قومي امرسي يابنت شوية مريس  هسع الرعيان اتروح بعدهم على لحم بطنهم من الصبح ..  هكذا خاطبت ام شلاش ابنتها صيته التي ردت عليها : 
 
طيب يمه استني اشوي .. اجدّل بشعوري .. 
 
ولch قومي إنعثري ..  ريتهن إيضلن وراch .. طول نهارch قدام المرايه اللي ايشوفch  ايقول انه العرسان طوابير على الباب ...
 
تلتفت صيته نحو امها وهي تحرك فمها يمينا ويسارا وتقول : 
 
 يابيييييييييه ؟؟؟!!! كله شغل بشغل ... يعني مافيش غيري ’قرده’ بالدار .... خلي عيده حبيبة قلبch  اتقوم طول نهارها طابعه ..... مافيه غير القرده صيته ..
 
يابيي مكثر لعيch  يابنت .. تقول بالعه رادو .. علوين شاطره بشغل البيت مثل منتي شاطره برد الحchي ... 
 
 ثم تهمم صيته وهي تنهض من مكانها وتقول :  ... طيب خلص قمنا .. اف شوهاظ ؟؟!!!
 
قامت صيته مرست الجميدات وحطت على وجههن شوية زيت زيتون وجنبهن فحل بصل مع شوية خبز صاج صاخنات وشوية مهايد وقعدت ..
 
وبعد قليل عاد مفلح من مسراحة  مع اخوه مرشد وهو يهيجن ... ياحالالي يامالي ياربعي ردوا عليه .. ثم جلس وحينما رأى الطعام الموضوع له صرخ وهو يقول : كل (بكسر الراء) يوم مريس (بكسر الميم)  مو وعدتيني يايمه تاخذيني على الماكدوكنز .. ولا على الكنت تاكي .. ؟؟؟!!! 
 
فردت عليه امه وهي تعدل رواق بيت الشعر : كل وانطم يابوشدوق .. اتفكر حالك من عيال المدينة ؟؟ 
 
فرد عليها بحماسة شديده : يعني همّه عيال عمان احسن مني ؟؟!! افرجيch والله غير اطلب ديليفري هالحين ... ثم اتصل وبعد قليل كانت السياره تحضر له الكثير من الطعام الذي يريده والممنوع على اطفال الريف والبوادي .. وقبل ان يأكل شعر بأن يد تهزه وتطلب منه ان يستيقظ : قوم ياولد الفجر شق قوم اسم الله عليك طول الليل تحلم  وتحرك شدوقك كنك تاكل شي .. ففرك مفلح عينيه وهو يتمنى لو تركته امه نائما قليلا حتى يتناول شيء من الطعام تبع المدينه حتى لو كان في الحلم ..  
 
في هذه الاثناء اشعلت ام شلاش النار امام بيت الشعر كعادة اهل البادية كل صباح  ومساء على اعتبار ان النار ونس وكذلك هي نوع من الترحاب بالضيوف  فالضيف حينما يرى النار مشتعلة امام البيت يدرك ان اهل البيت يسهرون  ويرحبون بالضيوف .. ثم وضعت المحماسة على جانب النار واخذت تعد القهوة  .. 
 
بعد عدة سنوات كبر مفلح وتجند في الجيش وتحقق ذاك الحلم الذي راوده منذ صغره  .. كان يشد القايش على خصره حتى يكاد ان يخنقه ثم يمضي الى المدينة حيث الواجب ... كان يقف طوال الليل في يقضة تامه ... هو على استعداد لان يقتل كل من تسول له نفسه الاعتداء على وطنه ... وفي احدى الايام تذكر ذاك الحلم  الذي داعب معدته ذات مساء فقال في نفسه سأذهب الى المطعم واتناول من طعام المدينه .. ثم تحسس جيبه فوجد فيها نيرة خضراء لامعه فضحك في سره وهو يمني النفس بالطعام وان يتبقى معه المزيد من المال .. دخل الى المطعم وهو منتشي ... كان ينظر كل حين الى هندامه العسكري المكون من بدلة فوتيك وبسطار نمره 12 وبوريه تصل لاذنيه ...  كان يعتقد ان الجميع ينظر اليه على اعتبار انه يسهر على راحتهم ... كان منتشي لدرجة الزهو والفخر .. ثم مد يده على جيبه  واخرج الدينار اللامع منها وقدمه للموظف وقال له : ودي آكل ... بعد برهة من الوقت رد عليه موظف المطعم :  بدك توكل بدينار ؟؟؟!!!! ثم ضحك حتى كاد ان يسقط على ظهره وهو يقول : روح كول مريس احسنلك ...
 حبيبي هاي المطاعم مش لمثل شكلك .. هوينا بلا زغره .. 
 
فامتعض مفلح من كلام الرجل وخرج وهو يتلفت يمينا ويسارا كي يتأكد ان لا احدا رأى ذلك المشهد المؤلم ثم سار في الطريق دون ان يلوي على شيء وحتى دون ان يعرف اين هو حيث تاه في المدينه فقرع جرس احد الابواب ليسأل عن عنوان بيته فخرجت له احدى الخادمات ..  فهمهم وهو يحاول ان يسألها عن عنوان بيته  لكنها طردته  شر طرده وهي تقول : 
 
انته إمشي ولا نادي بوليس .. فجرى هنا وهناك دون وعي وهو يكاد لايصدق نفسه ؟؟ 
 
لطالما سهر على امن اهل المدينة .. كان يشعر دائما انه على استعداد لان يموت من اجلهم ... 
 
لقد اهتزت صورة المدينه في داخله ... لم يعد يشتهي حتى الطعام الذي حلم فيه ..  وكان يهمهم : ماله المريس .. كان يكلم نفسه بتلك الكلمات وهو يهرول لخربوشه دون ان يلتفت خلفه ...
 
مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد