صناعة الذئاب المنفردة

mainThumb

18-06-2016 02:09 PM

اصبحت  تلقى على مسامعنا  مصطلحات جديدة ومثيرة ومن خلال اعراس اعلامية معظمها تمتهن النسخ واللصق والاعادة لما هو مثير وبتكرار تكاد تخجل منه الدواب لما في التكرار من اهانة لقدرتها على الاستيعاب، في حين نعمل  نحنعلى ايجاد زوايا في عقولنا لكي ترقد هذه المفخخات الفكرية ، ولننهل  من الصحن المسموم حصتنا من التوجيهات الغير مباشرة ليكون المغزى تماما كما يراد لهان يكون.

في البدء يكون الحدث احمر فاقعا انتج  ضحايا ابرياء حتما على يدي مجرم ساقط لا يمت بصلة لأي معبد  او مرقد ،  وغالبا ما يكون الحدث الدموي قد تم اختياره في تجمع  لهؤلاء الضحايا في حدث صاخب (شواذ مثل حادث اورلاندو ... مشجعي كرة قدم ... حفلة موسيقية ...الخ ).
 
هذه الذئب لا بد انه  انسل من بعض الزويا  التي اصبحت تعمل على انتاج غيلانا  استوطنت في مخلوقات بشريه كانوا قد استقبلوا حصصهم  النحيلة  من  الكره والحقد على الاخر من خلال تراكمات اجتماعية او تاريخيه تمترست على مدار عمره القصير غالبا ...
 
والمشكلة ان المرحلة اصبحت حبلى بالعديد من ( مشاريع ) الذئاب المنفردة وعلينا ان نتوقع الكثير منهم بعد ان نستوعب ان ( الذئب المنفرد )هو انسان عادي المنشأ في المجمل وهو جزءا كان متجانسامع مجتمعه المحلي ...ولكن ضعفه وهشاشة فكره لمقاومة الايحاءات والوساوس  والضغوط الكبيرة استولدت الذئب الخفي منه لاحقا  بعد ان  تم رش الجميع  وتم الحقن للجو العام  ببعض مجتزء ومقتطع باحترافية مقصودة من الدين والافكار والمباديء الخاصة...
 
هذا المخزون المشوهالذي انتج الشر بنسب متفاوته اصبح يتمترس في  كتل بشرية مبعثرة حول  العالم وبعشوائية قد تبدو مقصودة ولتبدء عملية التحول للضعفاء والسذج من المجتمعات  تباعا... فردا يتبع ذئبا وكل منهم مرشح لان يصبح  قنبلة  موقوته  تملك صواعق الشر بايديها ولا تتحكم بها سواها ، تلك احتمالية قائمة وبقوة لمن ركز على حركة الطباخين في غرف العمليات القذرة التي تصنع الحدث والمحدث والاسم الحديث .
 
  في الغالب وبعد مرحلة الطفح في الضغوطاتيكون الذئب المنفرد قد بنى تدريجيا لنفسه الهدف ووضع التعليمات واصبح يتحرك من ذاته الملعوب بها عن بعد، واستعد بكل الوسائل التي اتيحت له  لينفذ هجومه الوحيد والاخير بالغالب... بما يعني انه شكل بنفسه ولنفسه فصيلا وقائدا وهدفا ووسائل تدميرية وهو من حدد نقطة الصفر من الناحية النظرية.
 
 
في المقابل مع تكاثر هذا الذئاب اصبحت هذه الظاهرة اصحبت تشكل تحديا امنيا كبيرا للاجهزة الامنية الاستخبارية والتنفيذية والوقائية(والتي قد تكون انتظرت او توقعت هذا التحدي او صنعته بشكل غير مباشر) احيانا لتجذر المبررات وتستخدمها للمشروع الامني طويل الامد، في حين ان من يكون قدصنعها ومن ثم صادت هذا الذئاب واستفردت بها هي قوى متوازية مع هذه الاجهزة ربما ادركت ان ( وقوع الشر او استدراجه  افضل من انتظاره طويلا ) وهي كانت تدرك ان ما فعلته على مدار عقود ومع تسارع الاحداث الخارجية العامة  سينتج (الشر المطلوب ) وسيجعله فاقدا للسيطرة امام  الضغوط والتحديات والايدلوجيا المنثورة  امامه بوسائل الاعلام او وسائل التواصل الاجتماعي ،
 
نعم ...ليس من اثم الظن ان نعتقد ان المجرم ( الصيدة ) سيتم وضعه لاحقا كمسمار اخر في حذواتاحصنة طروادة التي تتجهز لاقتحام حاجز ما او مجتمع  راكد وراكن لمقدراته الاجتماعية والامنية ،  هذا اللاشيء والذي اصبح صاحب السبق للاسم الجديد كذئب منفرد لا فصيل يقوده ولا قطيع يمشي معه...له حالتين معروفتين او نقطتي ضعف محتمل احداها او كلاهما  اولها الجنون ... والاخر هو الشر الفائض والعالي التركيز  بجيناته وهي مؤهلات تبحث عنها الجهات صاحبة مشروع (الذئاب المنفردة )... ربما.
لا بد انه  قد تم اصطياده بطريقة ما وبشبكة صيد معنوية  تم رميها على مجتمع كامل بعملية معقدة خلفها الكثير من دهاة العصر ، ونحن هنا لا نقول ان ( الذئب المنفرد ) قد جلس على طاولة مع صعاليك المرحلة وتلقى تعليمات بالورق والقلم ومن ثم انطلق ليفتح بوابة جحيم في احد الزوايا ... بل نحن متيقنين ان هذا المتحول من الانسانية الى ذئب قذر قد جلس لوحده وقرر لوحده وانطلق نحو الجحيم وهو متيقن بان هناك من المجد السماوي بانتظاره  بعد استنفذ كل وسائل الرفض الداخلي  ...
ولكن من صنع وضع التحول ومواده ادواته لهذا الكائن رقم اكس؟،  ومن خلط الخلطة ورش الغازات وجهز الكاميرات وانتظر لحظة الصفر..؟!
ان اي عمل خارج عن المألوف يكون وراءه اسبابا غير مالوفة ايضا ولها من القوة ( الموضعية على الاقل) ما يمكنها من تحويل هذا الشيء الى ذئب متوحش ومتوحد ضمن الايحاءات الموجهه والمنثورة والضغوط المقصودة ...
لذا علينا ونحن في ذروة الفشل والجنونان نشك كحد ادنى  في ان تكون الحالة الجديدة هي حالة متقدمة ومقصودة من صناعة المبررات لهدم الاخر وتشتيت القدرات للامم الضعيفهوبحيث تكون الاسلحه والاهداف والعبيد من وسط الطرف الضعيف الذي لا يملك القدرة على النظر في عين الحقيقية حين يتم اطلاق الذئاب منه وله وعليه بالنتيجة  .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد