لماذا المسلم فقط أم أنها صدفة؟

mainThumb

23-07-2016 09:30 AM

فعندما لا يطارد إلا مسلم، ولا يقتل إلا مسلم، ولا يضرب إلا مسلم، ولا يسجن إلا مسلم، ولا يخاف الناس إلا من مسلم، ولا تسحب جنسية إلا لمسلم، ولا يمنع من السفر إلا مسلم، ولا يهان بسبب لحيته ولباسه إلا مسلم، ولا يأخذ منه أطفاله لدور الرعاية إلا مسلم، ولا يحكم عليه بالتشويه إلا مسلم، ولا تلصق التهمة بأحد إلا بامسلم،...عندها سأسأل لماذا المسلم تحديداً؟ ألان المسلم حقيقة هو من يستحق كل ذلك؟ أم هناك خطأ في أجهزة الرصد وآليات الضبط وأساليب الحكم، وأحكام العدالة في العالم؟ هل يعني أن يتحول في عقد واحد من الزمان ربع سكان الأرض إلى مطاردين، بينما غيرهم أنقياء مبرورين؟ ألم يشهد العالم الإسلامي مرحلة تشبه هذه المرحلة؟ هل كانت الحروب الصليبية بداية الصدام أم أن الصدام كان موجوداً لكنه متقطع؟ أنا مسلم! لكني لا أدري مع أي فئة قد أصنف؟ هل أنا مع من يستحق القتل؟ أم التشريد؟ أم النفي؟ أم السحل؟ أم الكراهية؟..كل شيء وارد ورهن الإشارة، والبضاعة جاهزة، والأحزمة الناسفة أكثر جاهزية عندهم...حتى وإن لفها الغربيون على وسط حيوان لقالوا حيوان مسلم، وحتى وإن جعلوها على ريبوت آلي لقالوا ريبوت مسلم؟...
 
ففي الأمس استمعت لتقرير متلفز ومباشر من قناة bbc العربية عن أحداث القتل في ميونخ الألمانية، وقد أصبت بالذهول والمراسل الصحفي يتحول إلى ضابط تحقيقات فيدرالي، يجمع الأدلة في ثوان معدودة ويحلل الأحداث، ويرسم المشاهد، ويطلق الأحكام، وتحاول المذيعة أن توقفه عند حده وتقول له هل ثبت شيء؟ فيقول: لم يثبت شيء لكن الجريمة تحمل بصمات ما يسمى بالدولة الإسلامية! وأقول أنا: تباً لداعش ومن والاها! لكن كيف لمراسل صحفي ينقل الأخبار فقط يحاول أن يثبت أن مسلماً هو من قتل الناس، على الرغم من أن الأحداث لا زالت جارية، ولم ير أحد من الناس المهاجمين، ومع ذلك يصر مرة بعد مرة ليقول إن المنفذ مسلم...لذا أعود لأسأل لماذا يصمم الإعلام الغربي - على الرغم من إدعائه الحيادية – على وصم أي عملية إرهابية في العالم بأنها إسلامية؟ هل تناسى الإعلام الغربي أن الغرب يعج بالجماعات المتطرفة يمينية كانت أم يسارية؟ قومية كانت أم إرهابية؟ لست هنا لأدافع ولا لأتهم ولكن أحاول وضع نقاط على حروف لم تعد موجودة، فقد سرقت الحروف من لوحتنا العربية، وبقيت فقط الصور المشوهة والرسوم المسيئة والروايات والقصص المفبركة، والأحداث المصطنعة، وملايين القتلى وعشرات ملايين المشردين، والاقتصاديات الفاشلة، والثقافات المدمرة، والتاريخ المسروق، ...لقد تعرض العالم الإسلامي لهولوكوست جديد يشبه هوولوكوست الحروب الصليبية ويتماهى مع الهولوكوست التتري، لكن بتغيير الأسماء وتبديل الملابس وطرائق الترويج. فهل يظن الغرب أن العالم الإسلامي عدو حقيقي له؟ أم أنها صناعة الموت والجوع والمرض؟ هل يبيعون سلاحهم لتعمل مصانعهم حتى ولو قتلوا شعوبنا؟ هل ينشرون أمراضهم ويبيعون عقاقيرهم المغشوشة والمزيفة لا للعلاج ولكن للتجارة والربح الحرام؟ هل بارت أراضينا لدرجة أنها لم تعد تنبت زرعاً ولا تنمي شجراً؟ أم أنه الاستعمار والسيطرة على لقمة الخبز ليبقى المسلم تائهاً ضائعاً يبحث عن رغيف خبز فلا يجده إلا من أخلاط النفايات الغربية...فبقايا الأرض والذرة والقمح المسوس وأشياء لا نعلمها...كلها تدهس لتصبح طحيناً يشتريه المسلمون بعشرة أضعاف الثمن، والمطلوب تبعية وارتهان، واستعمار واستكان، وتخلف تدريجي وتاريخ لا يعرف منه أبناؤه إلا الهزائم، وواقع لا يشي بشيء إلا الإحباط والتراجع والأمية حتى في التفكير وفي التخطيط....سقطت غرناطة في القرن الخامس عشر (1492م) وبعدها لم نسمع شيئاً عن إنجازات المسلمين، وفجأة وبقدرة قادر تقوم المدارس الغربية وتنتشر المكتبات في أوروبا وتنتشر الاختراعات، فشعوب أوروبا التي لم تكن تحسن الاستحمام في القرون الأربعة عشر الميلادية الأولى أصبحت تعب من الثقافة الإسلامية في الأندلس أو ما يسميه الأوربيون بالشمال الإسباني، وهو ما يسميه جيمس بيرك في كتابه (عندما تغير العالم/ص54/عالم المعرفة): بالنهب الثقافي...أما أوروبا فقد صدرت للعالم أسوأ ما عندها بعد أن نهبت تراث أمة استمر ما يزيد على الألف عام من البحث والاكتشاف والتجربة والتأليف، فكان الرد الصاعق، حروب ودمار على المسلمين، وهولوكوست بالملايين لمن علموهم كيف يأكلون ويشربون ويبلطون شوارعهم ويغسلون أجسادهم ويتعاملون بالنقود الورقية...وأخيراً!....إذا...لماذا المسلم هو الإرهابي على الرغم من أنه لم يقدم للعالم إلا النور والحرية، لم يستعبد أحداً في حضارته ولا سطوته، ولكنه بسط سلطان العدالة في ربوع العالم التي وصلها؟ ولماذا المسلم فقط وليس غيره..فلو حدث أن هبت عاصفة هوجاء في أحد المحيطات في العالم لتوقعوا أن تكون زفرة أو نفخة من مسلم؟...ويبقى السؤال برسم الإجابة...لماذا المسلم؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد