التصنيع الزراعي هو الحل

mainThumb

16-08-2016 11:33 AM

يعاني المزارع الأردني من الخسارات المتتالية في قطاع الزراعة بسبب كثرة الإنتاج وقلة الطلب الذي سببه الفقر والثورات العربية... وطلب الأبناء مستلزمات تكنولوجيا الاتصالات التي أخذت جزءا كبير من موازنات الأسر ....
 
تدخل في عملية الزراعة عمليات كثيرة تؤثر في حجم الربح والخسارة ابتداء من حلقة مستلزمات الإنتاج الزراعي والعمالة إلى التسويق ووسائط النقل والتي جميعها تتطلب إدارة واعية مثقفة لديها خبرة متمكنة في حلقات الإنتاج الزراعي فالإدارة الفاشلة تدفع مستلزمات زراعية باهظة التكاليف بسبب عدم المعرفة بالبدائل ذات الأسعار العالية واستعمال المناسب بدلا من الهدر العشوائي أما العمالة فيجب أن تكون على مستوى عال من المعرفة لتقديم الإنتاج النوعي وقوة اليد والذكاء البصري فإذا ما كانت العمالة تعد ساعات عملها بأي وسيلة من أجل الإيحاء بإنتاج أكثر  غير نوعي فان لذلك مردود سلبي على نجاح المشروع الزراعي فالعمالة ذات الإنتاج الوسط بنوعية عالية من الإتقان خير من العمالة المنتجة بأداء غير متقن لان ذلك ينعكس سلبا على مستلزمات التسويق فبعض العمال لا يتقنون عملهم ربما بسبب الغباء العقلي أو ربما بسبب موت الضمير أو ربما بسبب عمى الألوان أو الانتقام لطريقة أوامر صاحب المنتج الزراعي  يكون سببا في جزء من الخسارة وإما الحلقة الثالثة والتي تتعلق بالأسواق المركزية فالسوق المركزي الذي بنته أمانة عمان هو سوق كبير فيه أعداد كبيرة من التجار تختلف اجتهادات وساطتهم وبيعهم فمنهم من يفضل مصلحة المحلات التجارية والبسطات والعربات على حساب مصلحه المزارع من أجل الترويج لمستورداتهم من خارج الأردن
ارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان لهذا العام أدى إلى النضج السريع للفواكه والخضار حيث كانت الأسعار متدنية جدا والتي أدت إلى تلف جزء كبير منها في الأسواق.....في أواخر شهر رمضان بسبب زيادة العرض....ازدادت الاسعار بسبب نضج اغلب المنتجات الزراعية كما وان ارتفاع درجات الحرارة في شهر 4 انعكس سلبا على عقد الأزهار على أشجار الزيتون والعنب الزيني.... وجميع أصناف الحمضيات ما عدا الليمون الشهري.
 
اعتقد أن وزارة الزراعة قدمت مصانع رب البندورة في المفرق والأغوار.....لكنها غير كافية......كما واعتقد انه من الضروري ان تكون هنالك حصة معتدلة من دعم المنح الخارجية لمنحها لمشاريع التصنيع الزراعية....اين مصانع تجفيف الخضار والفواكه ....تبيع المولات كيلو التوت المجفف بسبعة دنانير.....اين مربى الاسكدنيا في جميع دول المنطقة أين مصانع تجفيف اللوزيات والتين.....نستورد التين المجفف التركي بثلاثة دنانير.....اين مصانع عصائر الرمان والتي يثمنها الأوروبيون بسبب الأبحاث التي تجرى عليها في علاج أمراض السرطان والزهايمر.
 
لا بد من إعادة النظر في طريقة ونوعية زراعاتنا ولابد من التوجه للاستثمار في التصنيع الغذائي ولابد من الترويج  لذلك من خلال صندوق تنمية المحافظات لدعم العاطلين عن العمل....حيث المصنع الصغير لا تزيد تكلفته عن العشرين ألف دينار أردني ولا بد من إعادة زراعة الأصناف المقاومة للظروف الجوية والنادرة.....فالبقاء على النوعية التي تخسر المزارع هو شبيه بالمقامرة فلنبحث ولنغامر في تجارب البديل الأفضل في القطاع الزراعي.
 
الاعتصام والإضرابات لتحسين دخل المزارع ليست هي الحل....فكل القطاعات الأخرى الصناعية والسياحية والنقل... تعاني من الخسارات المتتالية والعالم كله يعاني من نفس معاناتنا....فليس لنا إلا الصبر والبحث عن التطوير والبدائل.....يجب ان لا نعصف بأمن بلدنا من خلال جلد الذات بالوهم ولوي ذراع الحكومة من اجل التعويضات فموازنات العالم شحيحة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد