توجت جهود الحكومة السودانية بالتعاون مع الجامعة العربية في ختام الملتقى العربي لمكافحة ظاهرة الارهاب الذي عقد في العاصمة السودانية نهاية الاسبوع الماضي باصدار اعلان الخرطوم، الذي تبنى مرتكزات رئيسية ان طبقت ستساهم الى حد كبير في تجفيف منابع هذه الظاهرة.
اعلان الخرطوم اعطى السودان زخماً سياسياً عربياً كبيراً، وشكل مرتكزا أساسياً في مكافحة الفكر التكفيري والتطرف الارهابي، كما عبر اهتمام القيادة السودانية في الملتقى العربي عن جديتها واصرارها على مكافحة هذه الافة الخطيرة، واكد الرئيس عمر البشير الذي اختتم المؤتمر بكلمة تضمنت جهود السودان في مكافحة هذه الظاهرة، بقوله :» لقد تصدى السودان للارهاب بالجدل الفقهي والفكري قبل اتخاذ وسيلة القانون او القوة الامنية ، الا انه استخدم القوات المسلحة لتقاتل داخل السودان وخارجه لدعم الشرعية ودحر الارهاب».
واكد اعلان الخرطوم على ضرورة الطلب من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالسكو) الأخذ بعين الاعتبار قضية مراجعة محتوى وتأثير المناهج الدراسية في الدول العربية بما يضمن خلوها من كل ما يدعو لترسيخ الأفكار المتطرفة لدى الطلاب في المراحل الدراسية كافة.
والعمل على ضرورة نشر القيم الإسلامية، واستثمار المخزون الثقافي للأمة ، وإدراج مواد في مناهج التعليم تركز على التسامح والعدالة والسلام ، وتجريم الظلم ، ونبذ العنف ، وحرمة الدماء.
كما دعا اعلان الخرطوم وسائل الإعلام العربية لإبراز سماحة الدين الإسلامي وإعلائه لقيم الفضيلة ، وتبنى برامج إعلامية هادفة وموجهة لتجفيف منابع الانحراف الفكري وسد جميع منافذه.والطلب من الدول الأعضاء العمل على إنشاء مراكز لتأهيل الأئمة والدعاة لتصحيح الخطاب الديني بما يلائم روح العصر.
وتضمن اعلان السودان دعوة الدول الأعضاء للاسترشاد بتجربة جمهورية السودان في جهودها لمكافحة الإرهاب وانتهاج أسلوب المعالجات الفكرية والحوار بالحسنى.والطلب إلى وسائل الإعلام العربية تعزيز الاهتمام الإعلامي ببرامج المناصحة العربية وإتاحة الفرصة أمام التائبين للعودة إلى الإندماج في المجتمع في إطار من الشراكة بين مؤسسات الدولة وقطاعات المجتمع.
ومن النقاط المهمة أيضا التي تبناها اعلان الخرطوم، ترشيد مناهج التربية والتعليم بما يتوافق مع عقيدة الأمة وثوابتها، وعلاج ضعف المؤسسات التعليمية ، وتعزيز قدرتها على الوقاية من الفكر المضلل، ودرء الانحراف السلوكي والفكري، وتحويل المعرفة إلى سلوك مؤثر في شخصية النشء.وتوظيف الإعلام الجديد وأدواته في نشر الوعي بين شرائح المجتمع – ولاسيما الشباب – بمخاطر التعامل مع المواقع التي تشجع على الإرهاب وتمويله والانخراط في صفوفه.
والعمل على ضرورة دعم فكرة إنشاء مفوضية عامة للإعلام العربي مهمتها تنظيم البث الفضائي الإذاعي والتليفزيوني وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي . وتفعيل مبادئ وثيقة البث الإذاعي والتليفزيوني عبر الفضاء كخطوة بديلة في حالة عدم إنشاء المفوضية العربية للإعلام .
كما دعا الى إنشاء جهاز رقابي عربي مشترك تكون مهمته مراقبة أداء البث الفضائي ووضع التوصيات اللازمة لتفادي السلبيات وتعظيم الإيجابيات بما يخدم أهداف العمل الإعلامي في إطار ميثاق الشرف ، والتقييم المستمر لكفاءة وتأثير الحملات الإعلامية والعمل المستمر على تطويرها وفتح آفاق جديدة مع مختلف الجهات والمؤسسات العاملة في مجال الإعلام والقياسات والعلوم السلوكية والنفسية والإجتماعية .
وإنشاء شركة إنتاج عربية مشتركة ، وأكاديمية عربية لعلوم الإعلام بهدف التعاون لخلق صناعة عربية إعلامية مشتركة تتصدى للمضامين التي يقدمها النموذج الغربي للجماهير العربية، من خلال كيانات كبيرة تبرز الهوية المشتركة وتكرس للوفاق وتنبذ الفرقة والخلاف وتضع أولويات لإنتاج أعمال تقوم على الاعتزاز بالحضارة والتراث والتاريخ العربي الإسلامي وتعزز مشاعر الانتماء لهذه الثقافة.
واكد على ضرورة دعوة وزارات التربية والتعليم لاستحداث مادة للتربية الإعلامية في مراحل التعليم كافة بهدف توعية النشء للتمييز بين الغث والثمين. ودعوة الدول الأعضاء الاهتمام بالشباب وحل مشكلة البطالة بتعزيز فرص العمل وتخفيف حدة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة.
مضامين شاملة احتوى عليها اعلان الخرطوم لمكافحة ظاهرة الارهاب، يجب التوقف عندها ودراستها ملياً وان تسلك طريقها في التطبيق، وان تتضافر الجهود العربية الرسمية والمدنية على ضرورة بلورة هذا الاعلان، وتنفيذ بنوده سعيا للقضاء على هذه الظاهرة والدفاع عن سماحة الاسلام، فالارهاب أعمى لا يعرف دين ولا مقدس ..!الراي