اليوم فجرا تم استهداف مطار الشعيرات العسكري قرب حمص بعشرات صواريخ التوما هوك ... فالعدد المعلن عن عدد هذه الصواريخ ما زال متغيرا ومتناقصا... حين تم الاعلان عن 59 صاورخا واصبح الحديث بعد مرور اثني عشر ساعة عن 29 صاروخا ...!!.
وركزت وسائل الاعلام على هذا الهجوم الصاروخي المبارك من الجميع باستثناء محور البراميل الذي ابدى امتعاضه وغضبه ... حيث كانت وما زالت التغطيات مستمرة من جميع وسائل الاعلام والتي اصبحت تركز على تصريحات ترامب والرئيس الروسي والبرميل (السوري – الايراني ) ورؤساء الدول الاوربية والعربية وبدات التحليلات والتعليقات والمبررات والمؤتمرات والتهديدات الموزونة كما .. الى اخر هذه (الاحتفالية) التي دخلناها جميعا على امل الارتكان التام للمخلص ترامب بانهاء المسألة برمتها ... ويبدو ان هذا ما سيحدث بالطريقة المعاكسة لما نشتهي ولكن ...!
ولكن
لقد كانت الاحداث والمؤتمرات والتصريحات ترمي الى اهداف وتاثيرات واقتراحات اكبر بكثير من تاثير الصواريخ على القاعدة الجوية التي شاهدنا اولى لقطات الهدف بعد الضربة وبهاتف شخص يتجول على المدرجات ليلتقط صورة حفرة في الاسفلت شابهت حجمها بحجم حفرة اصابها حادث بدراجة هوائية .. وشاهدنا حظيرة طيران خرسانية واحدة من اصل 28 حظيرة خرسانية للطائرات موجودة حيث كانت هذه الحظيرة مصابة ببعض الخدوش التي يمكن ان يسببها عصفور سمين حين يحط عليها ...!
وبعد اثنى عشر ساعة من الهجوم شاهدنا فيديو من القناة الرسمية السورية وهو تصوير سيء للغاية ومتعمد ان يكون متغير التركيز من لقطة الى لقطة اخرى... وهنا كانت الفضيحة حيث ان التصوير الرسمي السوري كان يحاول البحث عن خراب لتصويره مرور على القاعدة من هاتف الجوال ...حيث بدأت الصور بنفس الحظيرة التي تمت من جوال الرجل الوحيد ولكن برضوض اكبر على هذه الحظيرة وتم تصوير حظيرتين مصابة بحروق على المداخل دون اي اي اثار للشظايا او المقذوفات النارية على هذه الحظيرة ... وبجميع الصور لم نشاهد برغي طائرة او عجل سيارة حتى مصاب ..
هنا علينا ممارسة الشك الذي هو اساس العلم .. فاللقطات الرسمية السورية (والمعروف عنها الغباء) اظهرات مرورا بطيئا تبحث عن اي خراب او اصابات ولو قديمة ومن ثم مرورا سريعا على ابنية الضباط والجنود والتي كان من الواضح عدم تاثرها وحتى عدم كسر زجاجها ..
وحين نبحث عن العم توما كروز نجد ان كل صاروخا من هذا النوع يملك قوة تدميرية تبلغ 200 كيلو طن ولو ضربنا هذه القوة التفجيرية بعدد الصواريخ 59 سنجد رقما تفجيريا من المفروض ان يصل اثره الى قصر المهاجرين ...!
ولو تمعنا في هذه المرحلة نجد ان ترامب كان يحبث عن نصر وعن مبررات لفشله السياسي والاقتصادي بعد النتائج الاقتصادية الفاشلة له والفوضى السياسية في فترة حكمة البسيطة وقبل فترة المائة يوم التي يكون فيها تحت المجهر ... وبوتين يحتاج الى مصالحة مع ترامب بعد خان شيخون واصحاب البراميل الاسد وشركاءه يبحثون عن عقاب ظاهري صوتيا بعد تعالي اصوات العالم بضرورة معاقبته ...
ان الامر فيه مسرحية جماعية... وفيهإنّات( جمع إنّ)واول هذه الإنّات اقامة حفل تطهير لجميع الذين قتلوا وجميع الذين خذلوا سوريا ورش المحل على خان شيخون وهم الغرب والشرق الذين مارسوا البكاء في اوقات الفراغ على ضحايا لعبة الامم.... ليتم منح صك الغفران لمحور البراميل الذين مارسوا الغباء التشبيهي في كل المحافل ... حيث يستطيع الجميع باحتفالية صواريخ ترامب الان وقف البكاء والاستغباء والانطلاق نحو مغطس دماء خان شيخون للتعميد والبدء من جديد في حل يرضي الجميع باستثناء المرحوم الفقيد الشعب السوري.