فلنجعلهم رجالا - خولة الكردي

mainThumb

05-07-2019 03:31 PM

ما أحوج ابنائنا في هذا العصر، إلى صحوة تعليمية تعينهم على تطوير قدراتهم ومهاراتهم، وما أجمل أن يكون أول عامود في هذه الصحوة، هو تغيير شامل في أسلوب التعليم، والمنهج العلمي بما يتوافق مع متطلبات العصر ولا يتعارض مع قيم مجتمعنا ومعتقداته.هذا التغيير والذي لن يكون عابرا أو مفاجئا، ندعو فيه اساتذتنا التربويين ذوي الخبرة في اعداد منظومة تعليمية جديدة قائمة على أسس قوية، تعين طلابنا على تجاوز نقاط الضعف لديهم في فهم واستيعاب المادة التعليمية، تدفع إلى تخريج جيل من الشباب والشابات، قادرين على مواجهة صعوبات الحياة بكل اصرار وحماس.
 
وأول ما يجب علينا فعله في سياق ذلك، هو العمل على وضع منهج دراسي يرتكز بشكل كبير على مفهوم التطوع، فلو تربى ابناؤنا على حب التطوع وعمل الخير بدون انتظار أي مقابل، لصار حال مجتمعنا أفضل بكثير، فالتطوع معنى سام وجميل، وإن تربت عليه الأجيال منذ الصغر وبشكل صحيح ، ما اشتكى أحد من عدم اكتراث ابنه في أمور البيت، ولما اتجه بعض الأبناء إلى المكوث ساعات طويلة يقلب هاتفه الخليوي، وتضيع معها طاقاتهم وتدفن مواهبهم في مهدها.
 
إن الشعور بمعاناة الاخرين وأوجاعهم، لأفضل ترياق لانتشال ابنائنا من براثن الفراغ واللهو الغير مجدي، ولأصبح من السهولة بمكان أن يعتمد الأب على ابنه في معظم أمور الحياة. فالتطوع يعلم الانسان الاعتماد على ذاته، وعلى حب مساعدة الاخرين ومد يد العون لمحتاجيهم، وتنمية روح التحدي والاصرار والجلد، والأهم من ذلك كله، تقوية علاقته بأسرته ومجتمعه ووطنه.
 
والميزة التي تسترعي الانتباه في مفهوم التطوع، هو المساعدة في الشفاء من امراض عديدة وبالأخص الأمراض النفسية، والتي باتت تنتشر بين جزء لا يستهان به من الشباب، فإذا ما عملنا بشكل جدي على احداث التغيير المطلوب، والذي يفضي إلى صحوة تعليمية، لما كنا نسمع عن شاب انتحر وهو في مقتبل العمر، وفتاة حاولة الانتحار وهي في عمر الزهور، ساعتها لن نضطر إلى أن نسأل أنفسنا يوما، لماذا يحدث هذا لابنائنا وبناتنا؟ والجواب: فالنأخذ بأيديهم ونعلمهم ما ينفعهم في هذه الحياة، حتى يشبوا أقوياء رجالا يعتمد عليهم وقت الشدائد، ونساءا قادرات على اعداد جيل متسلح بارادة قوية وعزيمة لا تلين.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد