هَلْ فَضَلَ اللهُ بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ؟.

mainThumb

09-01-2020 11:00 AM

 طلب الله منَّا أن نتدبر القرآن الكريم في أكثر من آية (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82))، وبالفعل لو تدبرنا القرآن الكريم بشكل دقيق لم نجد أي إختلاف فيه نهائياً لا في أوله ولا في أوسطه ولا في آخره مما يؤكد لنا أنه من عند الله. ولو كان من عند غير الله كما إدعى ويدعي بعض الناس لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً. ولكن في المقابل كثيرً من الناس لا يرغبون في تدبر هذا الكتاب العزيز وكأن على قلوبهم أقفالاً ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)). كما أن الله صرَّفَ للناس في القرآن من كل مثل إلا أن الإنسان من طبيعته الجدال بالباطل وليس بالحق (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف: 54)). فلو سألنا أحدٌ من الناس: هَلْ فَضَلَ اللهُ اَلأَنْبِيَاء بَعْضَهُم عَلَى بَعْضٍ؟ وأجبنا بنعم، لأعترض الكثير من الناس بسرعة دون أن يعودوا إلى كتاب الله ويتدبروه ليجدوا ما قاله الله في الأنبياء. ويقولون: الأنبياء ليس بينهم فرق كلهم أنبياء الله، فنقول لهم: نعم كلهم أنبياء الله ولكن لله الحق في تفضيل بعضهم على بعض ببعض المواصفات والصفات لأن الله لا يُسْأَلُ عما يفعل ونحن نسأل عن كل أفعالنا (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23)).

 
فنقول لكل من سأل ويسأل هذا السؤال: نعم، إن اللهَ فَضَلَ بعض الأنبياء على بعض بمعايير ومقاييس معينه منحها لكل نبي وفق زمنه وظروف حياته وأعطى أمثله على ذلك. والحكم بيننا أيها المعترضون على إجابتنا هو كتاب الله. وقد أنزل الله القرآن باللغة العربية والتي لا تحتاج إلى ترجمه أو غيرها حتى يفهمها أهل اللغة العربية وقد أخبرنا الله حول هذا الموضوع: (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء: 55)). فنص الآية واضح كوضوح الشمس في وضح نهار أيام الصيف، ففضَّل الله نبي الله دَاوُودَ عن غيره من النَّبِيِّينَ بأن آتاه الله زَبُورًا، وكذلك في الآية (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ(سبأ: 10))، ومن بعده كذلك لإبنه سليمان (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (سبأ: 12)). وهناك آيات عديدة في القرآن الكريم تبين كيف فضل الله بعض النبيين على بعض لا داعي لذكرها جميعاً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد