الابداع ليس خيارا

mainThumb

29-02-2020 10:18 PM

يشهد العصر الحالي العديد من التغيرات والتطورات المتعددة والمتغيرة نتيجة للثورة التقنية سريعة التغير التي ادت الى الانفجار المعرفي الشامل، الذي يسير وينتشر بطريقة سريعة ومتشابكة، الامر الذي يتطلب اعادة النظر بالعديد من الامور خاصة النظم التعليمية والمعرفية وجعلها تركز على الابداع للسعي واللحاق بركب التقدم العلمي والتطور التقني والاستفادة منه وانتاجه بدلا من استهلاكه فقط.
 
ان التقدم والنمو سنة الحياة وبالتالي لا بد على المؤسسات من اتباعه وقياس مستواه وآثاره بشكل مستمر، وبالنظر الى المنظمة الابداعية نجد ان العنصر البشري يشكل المحور الاساس فيها، فمنه ينطلق الابداع والمبدعين وتهيأ لهم الظروف المناسبة لتوليد المعارف الابداعية ونشرها وتوظيفها.
 
ان الابداع اداة مهمة تمكن الادارات من مواجهة التحديات المختلفة وادارة الازمات وتحويلها الى فرص وتعظيم العوائد والمنفعة، فالادارة المبدعة والناجحة لا تقوم على ردة الفعل بل تسبقه من خلال استشراف المستقبل والاستعداد له واغتنام ما يتضمنه من فرص واحيانا هي التي تقوم بالفعل.
 
ان واقع العديد من المؤسسات الحوكمية وممارساتها قد لا تمت بصلة الى الابداع لا من بعيد ولا من قريب وغالبيتها ممارساتها عقيمة اكل عليها الدهر وشرب!!! اذ تعتمد على الرويتن والبيروقراطية الجامدة التي تشل العقول وتميت التفكير لدرجة ان الموظفين اصبحوا كالالات يقومون بمجموعة من الاجراءات دون اعمال العقل، بنفس الوقت ينادي المسؤولين بالحكومة الذكية!!! متناسين ان بعض المعاملات قد تعطل بالكامل لايام نتيجة لعدم وضع طابع بقيمة مئة فلس!!!. وكثيرا ما طالعتنا وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ان بعض المواطنين تم ملاحقتهم لتسديد مبالغ لا تستحق الملاحقة لخزينة الدولة!!! فكانت تكاليف الملاحقة اكبر بكثير من المبلغ المطلوب!!!. وننادي بكفائة الاستخدام للموارد!!!
 
الدول المتقدمة تتنافس بعدد الابتكارات لديها من خلال السعي لتشجيع وتسجيل المزيد من براءات الاختراع ونحن لا زلنا نعاني من نقص بالعديد من البديهيات!!! فعلى سبيل المثال لا الحصر وبناء عل تصريحات رسمية فهناك نقص لما يقارب الالف امام ومؤذن في المساجد!!! وغير ذلك، الامر الذي يشير بشكل واضح الى تقصير واضح للتخطيط السليم للموارد البشرية وهذا لا يحتاج الى ابداع.
 
واختم بالقول ان الافكار الابداعية لا تولد فجأة فالعقول بحاجة الى تدريب وتحفيز وتوفير البيئة المناسبة المحفزة للابداع، وازالة المعوقات كافة والنظر الى المشاكل على انها فرص لابتكار الحلول بعيدين كل البعد عن تكبيل العقول وتوفير بيئة امنة للابداع، فالافكار الابداعية تنمو وتترعع حينما يشعر اصحابها بالامان والتشجيع، فالحاجة الان متزايدة للابداع وما ينتج عنه من ابتكارات تخدم البشرية وتسهم في رفاهيتها، وبالتالي فهو ليس خيارا ترفيا وانما حاجة اجبارية ماسة.
 
*خبير تميز EFQM Assessor
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد