أطماع إيران في منطقة الخليج العربي

mainThumb

04-10-2020 01:05 AM

شذرات عجلونية (18)

المجرمــونَ نراهــم كيفمــا استتروا وإِنْ تَخَفّوا عن الأنظار أو ظهــــروا


القراء الأعزاء أسعد الله أوقاتكم بكل الخير، تتواصل شذراتنا لنشر الوعي عن أطماع إيران في بلاد العرب؛ وبيان أنها تشكل مع أعداء الإسلام؛ ثالوثاً قذراً (صادات ثلاثة) صفوية، صهيونية، صليبية لتفريغ حقدها الدفين على الإسلام والمسلمين، هذا ما قاله أحد أئمة الشيعة الذي انشق عنهم؛ وهو الشيخ حسين المؤيد؛ زوج ابنة عبدالعزيز الحكيم، أبرز قيادي حزب الدعوة العراقي التابع لإيران؛ وهي أخت عمار الحكيم، زعيم الحزب حالياً.


سوف تكون مقالتي لهذا اليوم عبارة عن إيجاز لما تخفيه إيران من أطماع في منطقة الخليج العربي، ومن إدعاءات باطلة تكررها دونما حياء، ولم تعد تجد لها رادعاً حقيقياً، يقف أمام أطماعها؛ بعد استشهاد صدام حسين رحمه الله.

افتراءات الفرس بملكية الخليج العربي


يتجدد عداؤهم للعرب يوماً بعد يوم، حيث جدد الفرس أحقادهم في معاداة العرب، مع مطلع القرن العشرين فبدئوا بالقضاء على إمارة بني كعب العربيّة في الأهواز، عام 1925، وفي عام 1971 قاموا باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، وبدأ خميني عهده عام 1979، بسلسلة من الخيانات والمؤامرات، على العرب والمسلمين.
لا زالت إدعاءات الفرس الكاذبة تتكرر في بلاد الخليج العربي؛ فهم يدعون ويفترون بأن منطقة الخليج كلها ملك لإيران، ومن إدعاءاتهم الباطلة ملكيّة جزيرة البحرين، لذلك فهم يقدمون كل الدعم لمحاولات الانقلاب الفاشلة في مملكة البحرين ؛ في الأعوام (1981، و 1994، و 2011).


زادت أكاذيبهم من هذه التصريحات بعد احتلال إيران للعراق، التي كانت حجر العثرة في طريق تمددهم، بمساعدة أمريكا عام (2003)، بل ويدعون أن نفط في الخليج يقع في أراضٍ فارسية، كما صرح رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز آبادي.


يراهن الفرس دائماً على وجود أتباعٍ لهم في كل دول العالم العربي، وفي دول الخليج العربي على وجه الخصوص، أو مأجورين تغدق عليهم إيران الأموال الطائلة ولذلك أسرع حزب الله في لبنان إلى مبايعة خميني على أنه إمام المسلمين عندما أعلن ثورته قامت في إيران، وتحريضهم على إثارة الفتن والقلاقل في تلك الدول، إنما تدل على أنها كلها طبائع متأصلة في النفوس، وحقد دفين غائر في أعماق الفرس على العرب والمسمين.

عدو إيران الأول
تعتبر إيران أن خط الهجوم الأول للفرس في العالم هو السعودية الحديثة، إذ يعتبرونها رأس حربة في خصومتهم، وتعتمد على أتباعها في المنطقة الشرقية، الذين يتواجد فيها تجمعات شيعية اثنا عشرية، وهي منطقة تشهد معارضات يقوم بها أتباع إيران، منذ مطلع القرن العشرين (1913).


بدأ اكتشاف النفط في هذا المنطقة الشرقية، منذ عام (1925)، وفي الوقت نفسه قام محمد الحبشي وهو أحد أتباع غيران في المنطقة بإنشاء جمعية، وكان أعضاؤها يثيرون المشاكل والقلاقل. فقامت الحكومة السعودية بحلها واعتبرتها جمعية غير قانونية.


تجاوزت الأمور حد الفوضى، وطالب محمد الهراج بانفصال منطقة القطيف عن المملكة العربية السعودية عام (1948). كما اكتشفت الحكومة وجود جماعة ثورية أخرى في القطيف عام (1949)، تحت اسم جمعية تعليمية، فبادرت إلى حلها أيضاً. ولكن الحركة امتدت إلى منطقة الجبيل، فتم سحقها في عام (1950)، وتكرر وجود مظاهرات كبيرة حتى عام 1953.


ثم تجددت المشاكل في منطقة القطيف فترة السبعينيات، واضطرت الحكومة السعودية إلى إرسال قوات الحرس الوطني لاحتواء الاضطرابات. ولكن مع نهاية السبعينيات (1979) ازدادت الاضطرابات بدعوة من خميني لهم للثورة على الحكومة الشرعية.

قاعد على لقنه وبنتف بدقنه


مثل يقال لمن يتنكر لمعروف شخصٍ كرمه وأطعمه بعد جوع وتعب وعناء شديد، ولكنه ما أن شبع حتى بدأ بالتآمر على صاحب المنزل والنيل منه. وهكذا هم حيثما وجدوا فولاؤهم ليس للبلد الذي يعيشون على أرضه، ويأكلون من خيره، وإنما ولاؤهم لإيران ولسياستها الأثني عشرية المتهورة في أكثر المواقف.


هادي المدرسي هو ممثل خميني الخاص في البحرين، كان مجموعة من الفرس الإيرانيين يستجدون ملك، وحكومة البحرين حتى حصلوا على الجنسية البحرينية، ولكنهم منذ انطلاق ثورة خميني الفارسية، عام 1979، أعلنوا عن نواياها الخبيثة تجاه بلد منحهم الجنسية والأمان.


فقد بدأ مع اثنى عشر شخص، معظمهم من أصول فارسية تجنسوا حديثاً في البحرين، شرعوا بالقيام بأحداث شغب واسع النطاق في أنحاء البلاد، وفي الوقت نفسه طالب راديو طهران بتاريخ 30/8/1979 السلطات البحرينية بالإفراج عن هادي المدرسي، الإيراني الذي توطن في البحرين، وحصل على جنسيتها لتنفيذ أهداف إيران في البحرين.


يشهد التاريخ الحديث، أن إيران أعلنت غير مرة عن نواياها صراحة، وعلى لسان مسؤوليها الرسميين عن رغبتها بضم البحرين إلى إيران. وأنها دعمت ثلاث محاولات فاشلة للانقلاب على نظام الحكم في البحرين، في الأعوام: (1981،1994،2011)، وقد كان تلفزيون العالم وقت الأحداث الأخيرة في (2011)، يبث بثاً حياً ومباشراً من مجمع السلمانية الطبي، كما ألقت القوات البحرينية، وقوات درع الجزيرة القبض على موظفي السفارة الإيرانية داخل السلمانية، يوجهون الفوضى ويشرفون عليها.

الطبع قد غلب التطبع


كرر الفرس عداوتهم للعرب والمسلمين، بإثارة النعرات والقلاقل والفتن في البلاد العربية، على أرض الكويت والبحرين. ودائما يكون رأس الفتنة على علاقة مباشرة مع خميني، فقد قام صهره أحمد عباس المهري وهو إيراني فارسي، وممثله الخاص في الكويت، والمسؤول عن صلاة الجمعة في الكويت (وزير أوقاف فارس في الكويت). بنشاطاته المشبوهة بعقد ندوات في حسينيات الفرس في الكويت، وأخذ يثير قضايا سياسية، واجتماعية؛ منها قضايا الإسكان، وإنصاف الشيعة، فتتجاوب معه بعضاً من أتباع إيران الكويت.


توالت بعدها تصريحات الفرس فتارة تهدد إيران بأنها ستتدخل الكويت، وتارة تعلن عن نيتها باحتلال العديد من الجزر التابعة للكويت، وتارة أخرى تعرب عن قلقها من المضايقات التي يتعرض لها المهري ممثل خميني في الكويت.


ولم تتوقف إيران عند هذا بل أرسلت أحد الأشخاص الإيرانيين من حزب الدعوة، للقيام بعدة عمليات إرهابية؛ باستهداف السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت بسيارات مفخخة عام 1983، ثم اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية عام 1984.


وتعدُ الجريمة الأخطر التي ارتكبها ابو مهدي المهندس، في الكويت هي محاولة اغتيال أمير الكويت عام 1985 الشيخ جابر الأحمد، ثم هرب إلى إيران، ومنها إلى العراق حيث أصبح مساعداً لقائد الحشد الشعبي بعد الاحتلال الإيراني للعراق؛ إضافة إلى عمل المهندس مستشاراً شخصياً لقاسم سليماني، وقد هلكا معاً بتفجير واحد بداية عام 2020.

 


أستاذ مشارك في الصحافة والنشر الإلكتروني
E-mail:dralialqudah2@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد