التّعامل مع الطّفل الجريء

mainThumb

05-11-2020 01:16 PM

السوسنة - إن مسألة كيفية التّعامل مع الأطفال الجريئين هي مسألة يواجهها معظم الآباء والأمّهات من وقت لآخر.
 
التّحدّي عند الأطفال مشكلة شائعة ، خاصّة عند الأطفال الصّغار وعند المراهقين، وهو جزء طبيعي من نموّهم، ويمكن التّعبير عنه بسلوكيات مثل الكلام  أو عدم إطاعة الوالدين والمعلمين وغيرهم من البالغين، كما تقول كاثرين لي المتخصّصة في مشاكل الأهل والأطفال في مرحلة المدرسة. 
 
قد يأخذ التّحدّي عند الأطفال في سن المدرسة شكل الجدل أو عدم فعل ما يطلبه الأهل أو أن يكون بطيئاً جداً في الاستجابة ولا يأتي على شكل نوبة غضب عارمة، قد يحاول الطّفل التّحدّي ليتحكّم في موقف ما أو لإعلان استقلاله ، أو لأنّه يختبر سلطته وحدود حرّيته  أو للتّعبير عن كرهه لأشياء طثلب منه القيام بها، مثل جمع الألّعاب أو القيام بالأعمال المنزليّة. 
 
إذا استمرّ السّلوك المتحدّي لفترة طويلة من الزمن وأدّى إلى تعارض مع أداء الطّفل في المدرسة وعلاقته مع العائلة والأصدقاء يمكن أن يكون علامة على ما يسمّى اضّطراب التّحدي المعارض كما يقول المستشار الطّبي الكبير ريتشارد .
عند الأطفال الذين لديهم اضّطراب التّحدي المعارض، يتميز التّحدّي بسلوكيات مثل نوبات الغضب أو العدوان التي غالبا ما تبدو غير مناسبة لعمر الطفل، قد يواجه الأطفال الذين لديهم هذا الاضّطراب مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو اضّطراب نقص الانتباه وفرط النشاط .
 
 
 كيفية إدارة التّحدّي عند الأطفال :
يجب الوصول إلى أصل السّلوك، والبحث عن الأسباب والمحفّزات ومحاولة تتبّع تحدي الطّفل، هل هو نمط ؟ أم أنّه تجاه أشياء محدّدة لا يحبّها ؟ أم أنّه نتيجة غضبه من أمور أخرى ؟
علاج الطّفل تماماً كما هو الحال مع البالغين، يمكن للطّفل أن يحسن التّصرّف وأن يكون في مزاج سيء ، أو قد يشعر بالإرهاق ويريد التوقّف لبعض الوقت. 
يجب الحزم حول ما يجب أن يفعله، لكنّ التّحدّث معه يكون بطريقة محبّة ومتفهّمة ، وعندما يقوم الأهل بالتّعبير عن رأي أو عدم الموافقة بطريقة محترمة ، سيتّبعهم أطفالهم.
يتمتع آباء الأطفال في سن المدرسة بميّزة واضحة على آباء الأطفال الأصغر سناً عندما يتعلق الأمر بالتّعامل مع السّلوك السّيئ مثل التّحدّي لأنّهم يمكنهم التّحدّث عن ذلك مع أطفالهم ومناقشة ما يريدونه ويحاولوا إيجاد حلول مناسبة.
 
يجب التّأكّد من أنّ الطفل يعرف تماماً ما يجب عليه فعله وما لا يجب فعله وتأسيس قاعدة واضحة لهذه التّصرفات. ومحاولة الوصول دائماً إلى حلول وسطى تريح الجميع ومن المستحسن الاستسلام عندما يريد الطّفل السّيطرة على شيء ثانوي بحيث يمكن للأهل أن يكونوا أكثر قوة عندما يتعلق الأمر بالأشياء الأكبر، قد يظهر الطّفل سلوكًا متحديًا لأنّه يريد أن يكون له رأي أكثر في متى وكيف يفعل الأشياء، ومناقشة الخيارات أمرٌ جيّد في بعض الأحيان لأنّها إحدى الطّرق التي تمنح الطّفل شعوراً وكأنّه يتحكم كثير من الأمور، على سبيل المثال ، بدل أمره مباشرة باللّعب بعيداً أو بعد إنهاء الواجب المدرسي، تخييره بأن يقوم بالواجبات المنزليّة بعد الغداء أو قبله.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد