المشاركة في الانتخابات .. ممارسة مُقدّسة

المشاركة في الانتخابات ..  ممارسة مُقدّسة

07-11-2020 11:22 PM

تتصدر المشاركة في الانتخابات النيابية، المُقرر إجراؤها يوم الثلاثاء المُقبل، قائمة الحقوق، التي منحها وكفلها الدستور الأردني، الذي لا يميز بين جميع الأردنيين في الحقوق والواجبات وان اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين، بحسب البند الأول من المادة الـ6 منه.
 
ولأن حرية الاختيار حق رباني "مُقدس"، كرسها الدستور من خلال صون الحرية الشخصية، واعتبار كل اعتداء على الحقوق والحريات العامة أو حرمة الحياة الخاصة للأردنيين جريمة يعاقب عليها القانون، تأتي المشاركة في الانتخابات النيابية عبر اختيار الشخص الكفوء والمُناسب لتمثيل فئات الانتخاب في مجلس النواب الـ19 المُقبل، ضرورة ملحة لتدعيم ركائز الدولة وتثيبت استقرارها.
 
ولا بدّ أن تكون المشاركة الانتخابية أولوية لدّى الجميع، ولا سيما لؤلائك المطالبين بحقوقهم على أكمل وجه دون التنازل عن أي منها لأي ظرف كان، وهو الأمر المشروع، لكن من الواجب أيضًا الاستجابة لنداء الوطن في إنجاز استحقاق دستوري أمامه الكثير من القضايا المفصلية، وعلى رأسها الأزمة الصحية، التي فرضها فيروس كورونا المُستجد، فضلًا عن أحداث المنطقة المُتسارعة وتداعياتها السياسية والاقتصادية، التي قد تصل بطريقة أو بأخرى إلى تلك الحقوق.
 
وبشأن دعوات المقاطعة، التي يعتقد من يتبناها أنهم يعبرون عن "استياء" ولا يعلمون أنهم جزء منه لاحقًا، فالتعبير عن الرأي لا يكون من خلال "الصمت" بل بالحديث وإدلاء الصوت لمن يستحقه ويصونه في قضايا الوطن والأمة، أما بشأن من يسعون للتغيير الإيجابي، فلن تكون أمامهم فرصة أكبر وأفضل من تلك التي تتيحها صناديق الإقتراع.
 
ويجمع الكل أن صحة الإنسان تعلو فوق أي اعتبار آخر، وهو ما يتطلب من الجميع توخي أعلى درجات الحيطة والحذّر في مختلف ممارسات الحياة اليومية، فلن يقف الفيروس التاجي مكتوف اليدين أمام من يذهب للتبضع وتزويد المؤن أو من يعسى لإنجاز معاملاته أو من يذهب لعمله، و"ينقض" على من يذهب للإدلاء بصوته ضمن إجراءات مشددة تحاول أن تبقي متبعها بعيدًا عن مرمة الفيروس.
 
وعملًا بمقولة "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، تُبرز أهمية اتباع مختلف الاجراءات المُتبعة والتدابير المتخذة وعلى رأسها التباعد الجسدي وارتداء الكمامة والقفازات، للمحافظة على الصحة والسلامة العامة والوقاية من الفيروس التاجي، وهي ذات الأهمية التي تمكن في المشاركة بالصوت، الذي يمثل الدرهم، تجنبًا للخروج بمجلس نواب ليس بمستوى الطموحات والآمال.
 
ومن المؤكد أن النصيحة المشاركة في الانتخابات تقف عاجزة أمام خيارات طالبها، الذي لا يحق له أن يندم لعدم الأخذ بها لاحقًا، فإما التمتع بممارسة حق الاختيار، الذي يعُد من هبات الله للإنسان، وأما تحمل مسؤولية العزوف وعدم إلقاء اللوم على مخرجات يمكن أن يكون "الصمت والعزوف" قد أدى إليها.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد