إهمال لا يبرر، ولكن ..

mainThumb

14-03-2021 10:24 PM

 كثيرة هي الأخطاء التي يقع فيها الأشخاص على اختلاف مواقعهم ومناصبهم، فجل من لا يخطئ وجل من لا يسهو وجل من لا يقصد ومن لا ينتبه وغيرها.. عبارات ليس هناك من لم يقلها يوما في حياته ليبرر خطأه مع تعدد المواقف التي تقال فيها، ولكن هناك أخطاء أبدا لا يمكن أن تبرر أو أن يسمح بتبريرها أيضا. 

 
ما حصل في حادثة السلط بتوقف الأكسجين عن المرضى يضعني في حالة لست قادرة على تحديد طبيعتها، حالة تتربع فيها "الصدمة" على عرش المواقف كلها، ففي اللحظة التي أعتبر فيها نفسي محللة بارعة للأمور، وقادرة جدا على تشخيص ماهية الأشياء، أصبحت أرى أنني أكثر الناس عجزا في وصف ما حدث مجرد وصف فقط.
 
قبل يومين من هذة الحادثة فجعت بنبأ التهام النار لمنجرة زوجي، لم أكن أتخيل حجم المأساة التي تفاجأ بها كل أهل المنطقة، ولكن أمام حادثة السلط شعرت أنها مصيبة فردية كأي مصيبة من مصائب الدهر، وتبقى ابتلاء من الله لعبده، قدرها له لحكمة لا يعلمها سواه،  وباتت مشكلتي هينة جدا مقابل قضية أهم هي "وطني".
 
فمنذ صباح أمس ومشاهد التجمع أمام بوابة المستشفى تتسابق أمام ناظري، لا تفارق مخيلتي، توجعني مرة، وتدمعني مرات.. صراخ،  مناشدات،  حيرة،  ترقب،  خوف،  أمل وألم،  غصات ودمعات، كلها تحاصرني دون رحمة، وعندما رأيت صورة مكبرة لعيون جلالته خلال تواجده في ميدان الحادثة، خرت دموعي دون توقف، حزنت لحزنه الذي أضناه وأتعبه، وكأن لسان حاله يقول لم أعد أثق بأي أحد،  أتعبتموني كثيرا، خذلتموني، وأذيتموني. 
 
أحبتي، ليس منا من يمكنه أن يقوى على تبرير هذا الخطأ،  ولكن ما حصل حصل الآن، وجهوا ثورات الغضب إلى عصف ذهني نخرج من خلاله بحلول طويلة الأمد لكل ما يجري في بلدنا الغالي، جلالته يفقد ثقته بكل المسؤولين، هو بحاجتنا الآن، دعونا نشكل فريقا يخاف الله في بلده، محبا له، واعيا، مفكرا، اختاروا عباقرة من كل الاختصاصات، دون شروط ومحسوبيات، من كافة المناطق والحارات والمخيمات، فريق يتحاور، يخطط، ويرفع توصياته لكل مجال مهترئ وقطاع مهزوز، هيا نخدم أنفسنا بنظافة عقولنا وطهارة قلوبنا وحجم إنسانيتنا، هذا فقط ما نحتاجه الآن،  فالوطن هو نحن.. ومثلنا هو تماما ينتظر من ينقذه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد