هذه الدنيا

mainThumb

13-04-2021 03:43 PM

 لمجاهدة النفس عن كثير من مغريات هذا العصر ، وعن تيارات هذا العصر ، قيمة سامية من مجموعة القيم التي غرسها فينا ديننا الحنيف ، ونظرة سريعة إلى ما آلت إليه الأمم التي سبقتنا وأمم هذه الأيام لأكبر دليل على أن الدنيا فانية فانية فانية وليس يبقى إلاّ وجه الله والعمل الصالح ، ومن هذا المنطلق رأينا الشعراء يتسابقون إلى ذمّ ما في الدنيا من زيف وخطايا، ولا أقصد كلّ الشعراء ولكن الشعراء الذين هداهم الله وألهمهم طريق الصواب ومن هؤلاء الشعراء أبو العتاهية ..يقول من قصيدة له يحكي فيها عن غفلة الناس عمّا سيؤول إليه مصيرهم

 كلنا في غفــــــلة والموت يغدو ويروح
نح على نفسك يا مسكين إن كنت تنوح
لتموتنّ وإن عمّرت ما عمّر نــــــــوح
فالحياة الدنيا إلى زوال وما الحياة إلاّ الحياة الآخرة واللبيب اللبيب من هداه الله وعمل لآخرته ودنياه معا 
يقول القاضي الباجـــي: 
إذاكنت أعلم علم اليقين
بأن جميع حياتي كســاعه
فلم لا أكــــــون ضنينا بها 
وأجعلها في صلاح وطاعه ؟
أتقرّب فيها إلى الله باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، وفي كل زمان ومكان يبقى عقلاء هداهم الله إلى الطريق الصحيح ، إلى الصراط المستقيم فأصبحوا كالمنارات التي تشعّ شامخة في عنفوان وكأنني بهؤلاء العقلاء هم من عناهم الشاعر بقوله:
إنّ لله عبـــــــــــــادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكّروا فيها فلما علمــــوا
أنّها ليست لحيّ وطنـــــا
جعلوها لجّة واتخــــــذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
وما دامت هذه الدنيا كذلك فلم التهالك عليها ولم التهافت؟؟ والغريب في الأمر أننا جميعا نعرف ذلك ونقرّ به في دخيلة أنفسنا ومع هذا ننسى ! والأغلب أننا نتناسى ونضع في أذننا اليمنى قطعة من قطن وفي اليسرى قطعة من العـجين  هربا من سماع الصوت الذي ينذر من الخارج أو الذي ينبعث من داخلنا منذرا بأنّ حياتنا ليست إلاّ مجرّد لهوٍ وغرور... 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد