شَيَاطِيْنُ اَلإِنْس

mainThumb

05-07-2021 12:46 PM

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى شياطين الإنس في كتابه العزيز قبل شياطين الجِن وذلك لخطرهم الكبير على الناس لأنهم يعيشون بينهم ويخالطوهم ويحدثوهم ويتعاملون معهم في معاملاتهم العديدة (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)).
 وقد أوضحت هذه الآية أن من شياطين الإنس من هم أعداء للأنبياء فكيف للناس العاديين؟ ووصفهم الله بأنهم يمتلكون أسلوباً مزخرفاً في نقل الكلام على لسان بعض الناس إفتراءً وكذباً وبهتاناً للغير لإثارة الفتن والمشاكل بين الناس غيرة وحسدا.
 ولأن نفوسهم كما ذكرنا في مقالات لنا سابقاً من نوع النفس الأمارة بالسوء (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)). 
 
وفي المقابل هناك أشخاص من أصحاب النفوس اللوامه (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (القيامة: 2))، أو النفس المطمئنه الطيبة (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (الفجر: 27)). 
ولكن علينا أن نعلم جميعاً أن أصحاب النفوس اللوامة أو المطمئنة قليلون مقابل أصحاب النفوس الأمارة بالسوء لقوله تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ  (الأعراف: 179)).
 
فنضرب مثلاً عن كل نوع مما ذكرنا من الأشخاص شياطين الإنس وأصحاب النفوس اللوامة أو المطمئنة، فلو حصل خلاف في مسجدٍ ما بين شخصين فمن الممكن جداً أن ينقل أحد شياطين الإنس كلام غير صحيح على لسان الشخص الأول للشخص الثاني ويثير فتنة كبيرة بينهم لدرجة المشاجرة ورفع الصوت داخل المسجد ويقف شيطان الإنس وأمثاله متفرجين. 
ولكن ستجد هناك أشخاص من أصحاب النفوس اللوامة أو المطمئنة يحاولون قصارى جهدهم لإنهاء الخلاف وهم قلة بالطبع. ولا يهدأ بال (س) قبل مغادرة المسجد إلا أن يصلح بين الشخصين الذين وقع بينهم الخلاف. فــ (س) في أعيننا واعين كل الناس الذين يخافون الله أنه إنسان عظيم بكل ما في الكلمة من معاني لأنه يريد أن يطفيء الفتنة التي أثارها شيطان أوشياطين الإنس في المسجد.
 قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (البروج: 10)). 
فبارك الله في (س) و (ن) مباركة السماء وكثَّر الله من أمثالهم وقاتل وعذَّب وأذَّل وفَضَح الله شياطين الإنس في الدنيا والآخرة (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (البقرة: 191)).
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد