المواطن وكشرة الموظف.

mainThumb

04-09-2021 05:07 PM

 لعل أغلبكم زار مؤسسة أو دائرة حكومية، بحكم حاجته إلى إنجاز بعض الأوراق والمعاملات الرسمية المختلفة، قد يضطر فيها البعض إلى التنقل بين موظفي تلك المؤسسة لتسهيل مهمته واستكمال معاملته، إلا أن الحاصل في أغلب المؤسسات أن المواطن يتحول إلى كرة يقذفها بعض الموظفين من مكان إلى مكان، إلى أن يصل إلى مرحلة العجز في إتمام معاملته بسبب أن أولئك الموظفون لا يفقهون دورهم الوظيفي، أو بعض المهام المنوطة بهم، والتي يفترض أن تتم  بالتدرج الصحيح، حتى يستكمل المواطن معاملاته، مما يضطره في نهاية المطاف أن يقف حائراً إلى أين يذهب، أو من ينجز له معاملته. 

مقدمتي أعلاه تتحدث عن واقع بعض الدوائر الحكومية، حيث صدف أن كانت لي معاملة بإحدى الدوائر، مع أنني كنت مستعدة ومتوقعة ليوم شاق مسبقاً، وبسبب تجارب سابقة أنا والكثير من المواطنين، وعملية الاستعداد هذه تتضمن أن أكون منذ بداية الدوام حتى يكفي الوقت لإنجاز معاملتي بالكامل، ليبدأ بعدها ذلك التمرين الشاق من التنقل بين غرفة وغرفة، أتسائل فيها عن البطل الذي سينقذني وينجز لي معاملتي، وكان أكثر ما يعيق، تلك الكشرة التي تلازم الموظف، وانشغاله بالمكالمات المطولة ذات الطابع الشخصي، وتقديمه لمعلومة مبتورة عن آلية إنجاز تلك المعاملة، وصدف وقتها أن دخل ضيف مهم على مايبدو، فأجلسه الموظف، ورافق ذلك عبارات ترحيبية وتبجيلية، فانقلب الموظف من شخص لا يطيق نفسه ولا من يقف أمامه، إلى إنسان وديع مبتسم، يداعب هذا وذاك بكل لطف، والصدمة تعلو وجهي، ونظرات الشكر والتقدير لذلك الضيف الذي أتى كالمنقذ لجميع من ينتظر دوره، فكان لنا ما أردنا. 
 
ما يحصل في الموسسات والدوائرالمختلفة التي تقدم الخدمة المباشرة للمواطن، أن الوضع يحتاج إلى الرقابة المستمرة على أداء الموظفين، فيما يتعلق بالجانب السلوكي للموظف، للقيام بواجبه على أكمل وجه، لا أن يتم الإنجاز حسب المزاجية، أوعدم تقديم المعلومة والإرشادات الصحيحة والوافية للمواطن، نتمنى من الجهات المعنية بالأداء الوظيفي المراقبة المستمرة لسلوك الموظف أثناء الخدمة، لما فيه مصلحة المواطن الذي وجد الموظف لخدمته. 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد