من يفك شيفرة الخصاونة ؟

mainThumb

15-03-2022 05:57 PM

 منذ أكثر من عقدين تحول الأردن إلى وعاء منتج للعباقرة، فوصفات الإصلاح الاقتصادي ونظيره السياسي وحتى الإداري أصبحت بنوكاً لأهداف تفرضها متطلبات البيئة الدولية والإقليمية، ثم تُكيفها بما يتساوق مع مصالحها العليا بالدرجة الأولى.

 
آخر صيحات منتجنا العبقري، هو العين الحمراء وإشعاعاتها الإدارية. في إحاطة غاب عنها حسن التوقيت أعلن رئيس الحكومة أن حكومته التي وضعت على خارطة الإدارة الأردنية منذ (18 ) شهراً ستستبدل عينها المصابة بالرمد بتلك الحمراء، لمن يتلاعب بقوت الوطن، وأنها ستكسر ناب الفقر قبل أن يستفحل في نهش أجساد الأردنيين .
 
حقيقة لا نملك إلا التصفيق وإظهار النواجذ سخرية من توسيع الفجوة بين رفاهية القمة وعوز الأسفل، بعد أن أجهزت تصريحات الرئيس بشر الخصاونة عن عينه الحمراء وحماية سلع المواطنين من ارتفاع الأسعار على أي بارقة أمل إصلاحية، فالرجل حالم ولا يقف على أرض الواقع.
 
نتفهم أسباب نشاطه المحموم مؤخراً بعد أن تعدت أطراف عديدة (فاقدة لشرعيتها الشعبية) على ولايته العامة، وغالت في إحراجه شعبياً، عبر إقحامها في ملفات عديدة، حول مستقبل شكل الأردن ودوره في الإقليم فيما يتفرغ الرجل لترتيب نفسه على مهل.
 
يحاول الخصاونة بظهوره المكثف، وما يرافقه من صيحات يطلقها يمنة ويسرة بعد- رحلة اختفاء - رتق الفتق في جسد حكومته، وإعادة التموضع من جديد؛ لإثبات تماسك وفعالية حكومة ولدت أصلا مشوهة ولم تنقذها أربع عمليات جراحية جرت خلال أقل من عام، فيما يتنبأ العارفون بدخولها غرفة الإنعاش بعد الانتهاء من موسم الانتخابات البلدية واللامركزية.
 
ستبقى حالة الإنكفاء في مفاصل الدولة بالرغم من كل هذا الحراك الذي يسعى إلى خلخلة البنية السياسية والاقتصادية، لأن أصل الخلل هو النهج وغض الطرف عن جوهر الإصلاح الشامل، وهو ما تظهره مؤشرات القياس الدولية وحتى الوطنية بتراجع حالات حرية الرأي والتعبير، والمزاجية في اختيار قضايا الفساد ، ومستوى التعليم العالي وغيرها.
 
عندما نعتمد على المراوغة في إدارة مؤسسات الوطن ستحضر أسئلة الغياب: ماذا لو انكفأت هذه النشاطات من ندوات وورش عمل وغيرها على نفسها بعد انتفاء السبب، وضجر المضيف ورحيل الحكومة؟ هل ستصبح حلما في ليلة نريدها قمرة وربيع؟ وكيف سيحاسب الضعيف القوي؟.
 
إن أجوبة واقع الحال يا فخامة الرئيس هي : عجز تجاري يتمدد، وعدالة لا مسطرة لها في الوظائف والتعينيات، وبطالة الشباب وصلت حدود الـ 50% ، وضرائب تجاوزت حدود الجغرافيا، ودين عام سيصل ولا فخر إلى (43.4147) مليار دولار في عامنا الحالي، وموازنة تحمل عجزاً متوقعاً مقداره (1.7) مليار دينار، واختراع تقويم جديد لا شبيه له (صيف في قلب الشتاء) ثم تقول دولتك: أن أجمل أيام الأردنيين على الطريق .
 
أجمل أيام الوطن تحضرعندما نعتمد على ذاتنا، وأن تتوقف رفاهية من اغتنى من سرقة مؤسساتنا، والتخلي عن شروط المؤوسسات المانحة، ووصفاتها المعلبة المبنية على استراتيجية إفقار الشعوب؛ لتبقى تحت ظل استعمارها .
 
أجمل أيام الوطن تلك التي يصنعها الأردنيون بفضل رشدهم الوطني ووعيهم، وهم يمنحون صاحب القرار الفرصة تلو الفرصة لعلى وعسى أن يلتقط أحدهم الإشارة فتتعدل المسيرة، ويتبدل الحال.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد