الإدارة الديكتاتورية

mainThumb

30-05-2022 10:33 PM

 إذا ما اتينا على ما وجب على الإدارة تحقيقه، هو تحقيق اهداف المنظمة والتي تتميز بخصائص معينة وهي ان تكون « محددة وقابلة للقياس والتحقق وواقعية ومحدده زمنياً». وذلك باستخدام الموارد المتاحة بأفضل الطرق واقل التكاليف، وتعد وظائف الإدارة « التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوجيه والرقابة» التي لها دور فاعل لتحقيق هذه الأهداف.

واما الديكتاتورية فهي امتلاك السلطة المطلقة للفرد المسؤول والذي بدوره يتولى المسؤولية في إدارة المنظمة ولا تعني له الوسائل والطرق الديمقراطية شيئا.

والمسؤول الديكتاتوري يطغى عليه الطغيان والاستبداد والاستكبار والتأثير السلبي على البيئة المحيطة والاستغراق بالذات والاستغابة بغير حق.
 
ومن يمتلك هذه الصفات الغير محببة والغير مرغوبة في المجتمع الإنساني، يعتقد ان الأسلوب الذي يستخدمه يحافظ على الامتيازات التي امتلاكها حسب موقعه الاداري، ويحقق أهدافه الشخصية، وخاصة عندما تتوسع السلطة لديه، ومركزية القرار ايضاً. وحينها يفتقد للمهارات القيادية المتوافق عليها علمياً وعالمياً. ويقلل من الريادة في العمل والابتكار وتحفيز العاملين والتشكيك بقدارتهم وكأنه هو فقط من يفهم ويدرك ويعمل، وكما يميل الى شخصنة الأمور، واتساع فجوة الثقة، وافتقاد الاحترام المتبادل.
 
إن من ينتهج الإدارة الديكتاتورية في العمل يتأثر من الناحية النفسية والجسدية، والازدواجية في المعايير والتخبط في العمل، والعنصرية، ويتتبع الأخطاء، ويفتعل النزاعات ويتجه نحو خطاب الكراهية بين العاملين بهدف تفرقتهم.
 
واما المتملقون الذين يحيطون بالمسؤول فهم اول من يسعون ويعملون الى فشل ادارته والفوضى، وهذا يعني ان اهداف المنظمة لن يتم تحقيقها كما يجب.
 
والمسؤول الذي تنطبق عليه هذه الصفات عليه ان يعيد التفكير جيداً، والعمل على تحسين ادارته وسلوكه ضمن صفات القائد كـ « تفويض السلطة، المشاركة في اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف وتجزئة العمل، والإيجابية في العمل، وعدم التميز والعنصرية، وتشجيع العاملين والاستماع الى آرائهم وافكارهم والاستفادة من الخبرات والمهارات للعاملين والتواضع والابتعاد عن الانا والاستماع والانصات لوجهات النظر المتعددة والمختلفة وتكوين الثقة المتبادلة. وحينها نصل الى الإدارة الديمقراطية التي تخدم الصالح العام.
 
ومن ناحية أخرى، عندما المسؤول أحيانا يأخذ مسار الإدارة الديكتاتورية في ظل إطار محدد وفي قضايا واعمال محددة قد تكون جيدة، إذا كان كادر العمل على وافق، لكن ان لا تكون النهج الدائم لان التفرد في السلطة والسلطوية في العمل تعرقل سير العمل وتكون ردة فعل العاملين سلبية.
 
وما ينطبق على الإدارة في العمل ينطبق على ادارتنا الشخصية لحياتنا، وتعكس اخلاق وسلوك الفرد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد