التحرش وثقافة العيب

mainThumb

06-06-2022 12:31 PM

تصدر  على مواقع التواصل الإجتماعي عنوان "متحرش التكنو" بشكل كبير جدا، ولكن لا أحد يعلم من الضحية في ظل الكثير من الاتهامات واللقاءات والمنشورات والإدعاءات، وكل واحد منا تحول لقاض يطلق الأحكام على هواه،هذه قضية مهمة وحساسة، ولكن طرحت بأساليب خاطئة جدا،فأصبح هذا المتهم اشبة بالضحية التي عندما تقع تكثر سكاكينها، فالمتهم بريئ حتى تثبت ادانته. 
 
وبعد هذه القضية  أدركت بأن الكثير منا لا يفهم معنى التحرش الجنسي ولا يعرف حجم الأذى النفسي الذي يتركه المتحرش بالضحية، ولا حتى خطورته، ولا نعرف كيف نتصدى للمتحرش من الأساس. 
التحرّش الجنسي هو أي قول من الكلمات غير مرغوب بها لدى الآخر أو الأفعال التي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر الآخر ويشعر بعدها  بالأذى النفسي وعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الإحترام ، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد. 
بناء على هذا المفهوم فكل ساعة  تتعرض فتاة للتحرش، فكيف تتعرض الكتير من البنات للتحرش دون أن تعلم أن ما تعرضت له يعد تحرشاً ؟. 
قد يكون المتحرش الدكتور الجامعي، وقد يكون الطبيب، وقد يكون المعلم، قد يكون المدير في العمل، قد يكون الزميل، قد يكون أحد من أفراد العائلة، والأهم والمنتشر حاليا بشكل كبير جداً "الحبيب". 
 
فعندما تتقدم الفتاة لوظيفة وفي المقابلة يتم اختيار الأجمل منهن من أجل الترويج للمؤسسة .. فهذا تحرش، وعندما تذهب الفتاة للطبيب ويغازلها او يلمسها بحجة فحصها … فهذا تحرش، وعندما يكتب الدكتور أسئلة  صعبة جدا حتى يصعب على الطلبه حلها  ليتوسلوا له بعدها في مكتبه"البنات تحديدا"  من أجل حصولهم على علامة النجاح … فهذا تحرش. 
وعندما يحاول الزميل لمس زميلته والاقتراب منها أو التعليق عليها بحجة المزاح قولا مخلا للحياء…. فهذا تحرش. 
عندما يغازل الشاب  فتاة ويتلفظ بكلمات ومصطلحات  مسيئة وخادشة للحياء بحجة انه حبيبها وسيتزوجها على دردشات مواقع التواصل الإجتماعي.. فهذا يسمى تحرش، وعندما يجلس الشاب في الجامعات  والحدائق في أماكن  خالية من الناس  ويغازلها ويحاول لمسها…. فهذا  يسمى تحرش. 
فهذه الأفعال كلها " تحرش" بالعلم والثقافة والمجتمع  ، وضرب اتزانهم وغير  نهجهم وعكس مسارهم تماماً....
فنحن نتعرض للتحرش في كل زمان ومكان، فالمشكلة ليست فقط في هذا كبش الفدا "متحرش التكنو" فالمشكلة في المنظومة الأخلاقية المختلة التي نعيش فيها، وقلة الدين وعدم الوعي،وقلة الثقافة، وانعدام التربية، وغياب دور الأهل بالكامل في التوعية وزرع الفكر الحر، حتى لا تتردد كل فتاة من الوقوف في وجه المتحرش  والتصدي له؛ لأنها تعلم أن عائلتها تقف خلفها وستلقن  المتحرش درسا ليكون عبرة لمن لا يعتبر. 
فأكرر وأعيد وأزيد أن تمكين البنات والنساء بشكل عام ومنحهم الدعم العائلي هو الطريقة الأمثل لمواجهة التحرش، والتخلص من  ثقافة العيب  وخوف المجتمع من التحرش . 
فالبنت التي تقف عائلتها خلفها،  تشعر بالقوة وتتصدى لكل  متحرش لعين مهما بلغت حدة  نذالته...
اما البنت التي  تخاف من ردة فعل أهلها،  وحكم المجتمع… فتقف عاجزة وكأنها  هي من ارتكبت  الخطأ، وتخاف الفضيحة. 
والجدير بالذكر أن في  ظل التكنولوجيا  والإنتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، قد يكون التحرش  من خلال مواقع التواصل الاجتماعي "العالم الإفتراضي"؛ فلذلك كيف  نحمي أنفسنا  من التحرش؟ 
 نصت المادة ٣٠٦ بقانون العقوبات على معاقبة كل من عرض فعل منافي للحياء أو وجه أي عبارات أو قام بحركات غير أخلاقية على وجه منافي للحياء بالقول أو الفعل أو الحركة أو الإشارة أو التلميح بأي وسيلة كانت سواء وقع على شخص لم يكمل ال١٨ سنة  أو أنثى اكملت ال١٨ سنة من عمرها من دون رضاها  بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، فهنا يجب أن نعلم  انه نستطيع تقديم  الشكاوى إما من خلال المراكز الأمنية  ليتم فتح تحقيق فيها وتحويلها للقضاء.
 
و إذا وقعت من خلال الإنترنت "وسائل التواصل الاجتماعي" فيتم تحويلها من خلال وحدة الجرائم الإلكترونية للجهات المختصة ويعاقب عليها بنفس العقوبة المنصوص عليها في قانون العقوبات .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد