ماذا يملك الانسان ؟

mainThumb

20-07-2022 10:21 PM

وهبنا الله كنوزا في الدنيا ، وكلها كنوز لو تعاملنا معها تعامل المالك ، وهبنا الحياة ووهبنا الارض ووهبنا العقل.
في الحياة كل ما يسعدنا لو انتبهنا ، نحتاج للماء عند العطش فنجد امامنا الينابيع التي يتدفق منها الماء الزلال الذي يروي عطشنا ، ونكبر وننمو وينمو ادراكنا فنتعلم في المدارس عند طفولتنا شيئا ندركه ونحن كبار ، اذ نتعلم في المدارس اصول القراءة والكتابة والفهم ، وهذا كل ما يلزمنا حين نكبر وحين نريد ان نتعلم ، فنحن حين نغادر المدرسة يصبح في يدنا وتحت تصرفنا كل ادوات التعلم التي هي ملكنا ، فعلينا ان نستعملها استعمال المالك لا الاجير، ونفكر كيف ومتى ولماذا نستعملها ، الا يخبرنا فكرنا باننا نستعمل الماء والعلم بحرية المالك فيما يملك ؟ ولنتخيل ماذا سيحصل لنا لو منعت عنا تلك الكنوز ! اذا علينا ان نحافظ عليها ونستعملها للمعيشة المبهجة وعلينا الارتقاء للاعلى دائما ، بناء على الكنوز التي وهبها الله لنا .
وهبنا الله الارض ، فانشأنا فيها البيوت والمزارع والمصانع والمدارس ، وعندما لم نستخدم موهبة العقل والعلم انقسمنا - للاسف - الى برزخين ، برزخ المعمر القانع الذي يبني في الارض الخير والتطور وينشر قدراته الحسنه والمفيده في كل موقع فيها وفي كل زمان ، وبرزخ الظالم المخرب الاناني الذي يزيد في نفسه معيار الانانية على معيار القناعة ، وينتصر في نفسه معيار قهر الاخرين على معيار السعادة الذاتيه ، فتراه يغطي النقص الذي فيه والذي يعتقد بان لدى الاخرين ما لايمتلكه ، فلا تكتمل ذاته الا بقتل الاخرين وتخريب بيوتهم ، فيحاول سلب ما وهبهم الله ويعتقد بانه محروم منه .
وبعدما وهب الله الانسان كنوز الحياة والارض والعقل ، قال ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ ، وان القراءة السريعة للمعنى الذي تفيده هذه الايه هو ان الله وهو صانع الاشياء وواهبها وهو الذي يطلب حسن استعمالها وانه سيجازي سيء الاستعمال بعد المغادرة ، قد خير عباده بين التعامل مع الكنوز كما يتعامل الواعي المدرك او الغافل الاناني ، وكل سيأخذ في النهاية اجرة على اسلوب تعامله مع تلك الهبة والاجر يأتي فقط منه ، لانه هو من وهب للانسان تلك الكنوز.
وحصل ذلك الانشقاق في التفكير بداية في اولاد ادم وامتد عبر العصور وفي كل الاماكن على الارض ، ولم ينتبه المنشقون الى ان واقع الامر في كل موقع وكل حدث تحدده امور غير تلك التي يعتقدون بانهم يملكونها ، فكم من حدث في التاريخ تغلب فيه الصغار على الكبار ، وكم من فكرة حملها شخص واحد واصبحت مع الزمن هي المغطية لاوسع المواقع واصبحت من اكثر الافكار انتشارا ، وكم من فكرة شيطانية مجسمة في قذيفة واحدة شطبت او قتلت عدد يزيد كثيرا عن من صنعها او قذفها .
القياصرة والحكام كلهم ذهبوا وحتى الانبياء ذهبوا ولم يبقى خلفهم الا الكنوز التي وهبها الله لمخلوقاته ، هي كنوز علينا استخدامها ككنوز فقط ، وانا لنرى في التاريخ وفي الجغرافيا دروس ومواعظ يجب علينا نحن البشر ان نعلمها ونفهمها .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد