الضياع

mainThumb

23-08-2022 12:18 AM

لا ينفكّ قلبي يخفق كلّما ذكرتك ، أخشى عليه أن يتوقف حزنا فالإنفعالات تأخذه إلى فيافي بعيدة بعيده ، لا يقوى على السير فيها ولكنّه مرغما يسير ، وليس أمامه إلاّ أن يسير لربما نسي ما آلت إليه حالته ، ولكن الفيافي لا تلد إلاّ الفيافي ليس لها مدى .. وحين تبحث عن ظلّ شجرة تفيء إلى ظلالها لا تجد ..
أنت الآن غريب فلست من أهل تلك الديار .. ضائع لا تعلم أين أنت ولا أيّ الفيافي قطعت تبحث عن نهر جار في الجوار فلا تجد إنّك تسمع خرير الماء ولكن أين هو الماء هذا ؟ إنّك الآن في مهمه لا حدود له ولا أفق له كما لوكانت السماء تعانق الأرض والأرض تعانق السماء وتبحث عن الرعد والبرق والمطر .. وتبحث عن ذاتك فلا تجد ذاتك .. ويظل برغم كلّ شيء نورا خافتا تلاحقه كما لو كان بقية من ذكرى ذهبت وهيهات أن تعود ..
إمض في متاهتك لا أمل لك بالوصول فالطريق طويل ومتعرّج وصعود الجبال ونزولها ليس بالأمر الهيّن .. إمض هاربا فالهرب يليق بك .. إمض فلا طوق نجاة ينتظرك .. وعش على تلك الذكرى التي ذهبت مع الرياح العاتية والتي خلّفت لجّة من الهموم تستعصي على الحلّ فهذا قدرك .. ومع هذا وذاك يظلّ بصيص أمل لك في أن تنسى تلك الجميلة التي قادتك إلى الضياع فالجميلات دائما يمتهنّ هذه المهنة والعجيب أنّهنّ فخورات بذلك صدّقني ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد