أين اهل الوفاء؟

mainThumb

03-09-2022 07:05 PM

في الذاكرة بئر ماء كانت مياهه عذبة تبل صدى الحصادين العائدين من الحقول .... شجرة بطم وبئر مياه جمع: لم يكن البئر نبعا بل كان يجمع مياه الشتاء, بعيدا عن القرى المجاورة ... لكنه منهل عذب في ايام الصيف و ايام الحصاد... رعاة الأغنام والأبقار كان يقصدونه كي يشربوا منه ويرو حيواناتهم ... شيخ حصّاد يشرب منه ويحمد الله ، امرأة تحمل حزمة حطب على رأسها ترتوي منه وتحمد الله ... مسلم يتوضأ ويصلي تحت الشجرة.
وفي ليل عكامس حطت غربان سوداء وطيور رخم ... تشرب منه وترمي الحجارة فيه لأن الماء شح، وكلما رمت الحجارة ارتفع الماء حتى اصبحت الحجارة اكواما وملئت البئر وما عاد حيز للماء، جف البئر ولم يعد قادرا. على جمع الماء وما عاد حاصدون ولا حاصدات ولا حطابات حتى بليل.... مات من مات وهرم من هرم! اصبح البئر خَرِبا فهجره الناس .
شيخ كريم بيته " ملفى الخطار" ، يقصده الضيوف والمتطفلون ... يأكلون من صحنه ويشتمونه ، ومن الغريب أن الكلاب وفية لهذا الشيخ ، فإن حاولت الذئاب والضباع أن تحوف دياره هبت لتدافع عن أغنامه وعجال ابقاره ... متطفل اكل من صحن هذا الشيخ وشرب قهوته ونام في بيته ضيفا كريما عزيزا سينين طويلة ... وفي يوم اكفهر فيه وجه الأرض ... سمع الضيف ان نذلا لديه مال كثير يريد ذم الشيخ مقابل دريهمات ... يسرع المتطفل ويركع امام النذل .. ينعم النذل عل الراكع بدريهمات. يقف الضيف ناكر الجميل أمام الجماهير يفشي ما عرف من اسرار ويقول انه عاش عند الشيخ كعيش الأيتام على مائدة اللئام!
لقد صدق من قال أنت كالكلب في وفائه ، فيا ليت رواد موائد الكرام يكون لديهم وفاء الكلاب! ترى ، هل يستطيعون؟!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد