هلاهيلة

mainThumb

17-09-2022 06:23 PM

يقول الشاعر سعد الثوعي في معرض حديثه عن جدّته :
الله أكبر يا زمان
جدّتي من عقب كانت تحتري فصل الخريف
صارت اليومه تغشمر
وتاكل الفصفص وتتفرج على حلقه جديده من ستيف
الله أكبر يا زمان
استطاع بكلّ صدق وبراعة أن يزاوج بين صورة في الماضي وصورة في الحاضر وأن يعرضها أمامنا بلا رتوش لتصير في المحصّلة صورة حيّة نابضة بالدفء والحرارة والحركة .. وحين يتحدّث عن جدّه تجد بين طيّات البسمة التي تغلّفه رجلا بكلّ معنى الكلمة : كان يبكي في سكات وكان يصبر في سكات ، وكان يشكو في سكات .. وحتّى وهو يتغزّل يظلّ مشدودا إلى جذوره يقول في مطلع قصيدته ( وصرتي تعرفين ابجد )
تطوّرتي مع الدنيا
تطوّرتي مع الأيّام
وصرتي تعرفين أوكي
وصرتي تعرفين أبجد وآي لف يو..
ابتعدت فتاته عن النقاء ، تنكرت للنبع الأصيل حتى أصبحت تعاف كلّ ما يمتّ للأصالة بصلة:
خذاك الليل والأقمار
مشيتي في دروب الوهم كم مشوار
نسيتي فرحتك بالبحر والأمواج
وصرتي تعرفين الروج والمكياج
ويقول في نهاية قصيدته عوافي يا زمان اليأس :
أحب أطفال قريتنا .. أحب المسحباني في لياليها
أحبّ العزّ يكبر في أمانيها
أحبك يا نهار العيد بالديره
إنّ هذا الحنين المتجذّر في صدر الشاعر للقرية رمز الطيبة والوفاء والتعاون وحسن الجوار يدعو المرء حقّا إلى التفكير بالأصالة في زمن قلّت فيه المروءات وانتشر فيه هوس الهجرة من القرى حيث الصدق والإباء والكرم وحب الجار إلى مدن اسمنتية لاروح فيها ولا دفء ولا حبّ ولاحنان ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد