العودة الى بدلات السفاري

mainThumb

24-09-2022 02:03 PM

قيل في الامثال الشعبية (كل على ذوقك والبس على ذوق الناس ) ،واختلفت الازياء وتطورت عبر التاريخ تبعا لعادات وتقاليد الشعوب والظروف المناخية وغيرها ،ونتيجة للعولمة وسيطرة الغرب على معظم القارات اصبح الزي المتمثل في البدلات الرسمية وربطات العنق هو الدارج في معظم البلدان في العصر الحديث، رغم ان بعض الشعوب لا زالوا يحتفظون بزيهم الوطني والشعبي ولهم الاحترام والتقدير على ذلك .

وفي حقبة التحرر الوطني والاممي من الاستعمار بكافة اشكاله حاول بعض القادة التاريخيين ان يغيروا في الزي الرسمي ،كرمز للمقاومة والتمرد على الغرب ومنهم فيدل كاسترو وماوسيتونج وجيفارا وغيرهم، وقلدهم بعض الزعماء العرب ولبسوا بدلات السفاري ،واستغنى الكثير منهم عن ربطات العنق لانها كما يروى كانت تمنح لدافعي الضرائب في العصور الوسطى لتمييزهم عن المتخلفين عن دفعها .

ولكن في بعض بلداننا مع الاسف ينظر الى الشخص احيانا بالزي الذي يلبسه ويعامل على اساسه وتفتح له الابواب ويمنح الالقاب للبدلة ونوعها ،وقد تصد لمن هو اعلى منهم قدرا وعلما لتواضعه في ارتداء الملابس التي تريحه ،ولذلك قد يضطر البعض الى ارتداء البدلة الرسمية حتى يتفادى الاعاقة من الدخول الى وزارة او مؤسسة ما من الحاجب والسكرتير او الحوار مع المدير او الوزير حتى تنكشف حقيقة الزائر التي لا علاقة لها بالزي الذي يرتديه .

ولذلك انا اعتقد ان اللبس على ذوق الناس يفرض على الشخص ما لا يرغبه او يناسبه ويريحه ،وذلك قررت العودة الى بدلات السفاري التي لازمتني عقود طويلة واضطررت الى ارتداء البدلات الرسمية في فترات الادارات الاكاديمية الجامعية وغيرها التي ابتليت بها لعقود من الزمن ، وبعد التخلص منها ارى ان الانسان كلما تقدم به العمر عليه اختيار الملابس المريحة والانيقة ،لان ذوق الناس قد يستدعي ارتداء الملابس الضاغطة على الهضاب والمرتفعات هنا وهناك ،ولذلك البس ما يريحك ويرضي ذوقك ولا يعنيك اذواق الاخرين ،لانك الوحيد الذي تعرف تضاريس جسمك ،ولانك انت الذي يتالم من ضغط الربطة على عنقك ، ولله في خلقه شؤون ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد