مدح أشد وقعا من القدح

mainThumb

28-09-2022 01:53 PM

اجتمع الأهل والأصدقاء في ديوان العشيرة في حفل خطاب تكريمي لثلة من أبناء العشيرة اللذين حصلوا على مؤهلات جامعية في تخصصات الطب والهندسة والآداب ، وكان عريف الحفل زاهي ، اول شاب من أبناء العشيرة يحصل شهادة جامعية في تخصص كاسد لا مجال له في ميدان العمل!
وبعدان التأم الجمع تناول الجميع حلوى الكنافة والعصير البارد . سبعة نفر من الشباب تخرجوا في ميادين مختلفة واولهم شريف الذي حصل على شهادة دكتورا في تخصص الأعصاب ، فكان محط انظار الجميع وابدى جميع الحاضرين اهتماما خاصا به مع تقدريهم لباقي أبناء العشيرة!
وجاء دور خطيب الحفل زاهي ليلقى كلمته : وقف زاهي حاملا ورقة طويلة وعريضة ، بعد السلام و البسلمة تلا آية كريمة: ‏{‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ‏} ‏[‏المجادلة‏:‏ 11‏] ثم قال أيها الاخوة الخريجون والحضور : انا لن اتطرق للسياسة والظروف الراهنة لكني اقدم التهنئة للخريجين واذكركم كيف حصلوا عل مؤهلاتهم بعد رحلة اغتراب في بلاد الله الواسعة .فقد عاشوا زمنا في بلاد أوروبية غربية ، ولابد انهم قد تشربوا اخلاق القوم فظنو أنفسهم انهم يختلفون عن مجتمعهم الذي عاشوا فيه : مجتمع الإباء والاجداد ، وان اذكرهم بحياتهم في أيام الطفولة حيث ساروا حفاة شبه عراة الى المدرسة حتى في أيام البرد وانا أتذكر اخانا الذي حصل على اعلى شهادة في تخصص علم الأعصاب وانا أرى انه ربما اندمج مع المجتمع المخملي في أوروبا ونسي الماضي كيف كان يلهو واترابه على مزابل القرية حافي القدمين عاري، انا لاأقصد ان احط من قدره لكن أتذكر تلك الحياة التي عشناها في شقاء وتعاسه واحب ان اذكره بما كان يفعل وهو في الصف السادس الابتدائي ، عندما تسلل الى حوش الحاجة ستي ام احمد وحاول سرقة البيض من قن الدجاج لكنه علق بسلك شائك فهرعت اليه الكلاب ونهشه كلب في مؤخرته فسقط بنطاله ..... لم يتمالك الخطيب نفسه فقهقه عاليا فضحك الناس وضجوا .. نهض المختار ونزع المايك من يده وقال : استرح استرح .اندفع شريف حامل الدكتوراه في علم الأعصاب .والتقط المايك وخاطب الحاضرين بقوله : الحمد لله الذي هدانا الى الإسلام وجعل امتنا خير الأمم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر : أيها الاخوة اسمحوا لي ان اشكركم جميعا على حضوركم وأود تذكيركم اني سابقى فردا منكم لا يتعالى عليكم ,اود التأكيد على اني لن انسى الماضي ، ولن ادافع عن نفسي : لكن جميع افراد العشيرة الكبار منهم و اترابي يعرفون جيدا مسيرة حياتي ، فما فعلت يوما في طفولتي فعلا يشينني
ولا سرقت بيضا ولا دجاجا ، رغم اني قد عشت في ظروف صعبة عاشها الجميع منا في هذه البلدة بشيء من التابين . واحب أن اوكد لكم أني في خدمتكم ورهن اشارتكم وانا مستعد لمساعدة أيا منكم في العلاج ، فقد لاحظت ان السيد زاهي يعاني من اعراض الزهايمر وأتمنى عليه ان يراجعني في عيادتي في اقرب فرصة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد