البطولة ليست بقتل الطفولة!!

mainThumb

01-10-2022 02:37 PM

رأى بعينيه الصغيرتين قُبَّعاتٍ قَبَعتْ على طريق عودته إلى المنزل، فتذكر في جيناته الوراثية نفس القبعات التي منعت جدَّه وأباه من حقّ العودة إلى الوطن، فتابع خائفا "ريَّانُ" مسيرته إلى بيت أبيه وأمّه، إلا أنه تدعثر في الطريق، تماما كقضية الوطن المتدعثرة، فتوقف نبضُ قلبه عن أدا الواجب، إلا أنه سيبقى طفلا غادرنا وسيرته تذكّرنا بالواجب.
"ريَّانُ" ابنُ السبع سنوات، طفلٌ وديع لم يعرف معى الحياة بعد، واجهه الجنود "الأبطال!!" ليقضوا نهمَهم في مواجهة البطل ريّان الخائف المذعور، الذي من ذُعره لم يتمكن القلب من ضخّ الماء في شرايينه.
أيُّ بطولة في الاعتداءات الكتكررة، على بيوت المدنيين العزَّل؟ إلى متى سيبقى هذا الاحتلال قابعًا على أرض فلسطين، وفي كلّ يوم يتقدّم نحو الهدم والقتل والتدمير والسجن والتهجير، ومنع الموتى من المسير نحو القبر، والتحريق وما الطفل علي دوابشة عنك يا ريّانُ ببعيد.
أيّ يوم للطفولة ينادون به؟ أيها العالَم.. أليس منكم بلدٌ رشيدٌ؟ أليس بالأمس اجتمعتم تحيّون السلام وتُحيُونه على منابر الأمم "المتّحدة"؟. ألستم الذين خاطبتم بوتين بلغات الحبّ قاطبةً أن يهدّئ من روع النزاع في أوكرانيا؟ فما الفرق بين أطفال فلسطين وغيرهم من أطفال العالم؟. هبْ أنّ الأرضَ أرضَهم.. هل الشعب الفلسطينيّ يستحقّ أطفاله كلّ هذا العناء؟. أمْ أنهم يستحقون العذاب لأنا آباءَهم وأجدادَهم هم أول من سكن فلسطين قبل ستين قرنا من الزمان.
نعم.. فليسمع العالم أنّ "ريَّانُ" هو صاحب الأرض حتى لو لم يرتوِ "ريَّانُ" من مائها، وأنّ الخوف والذعر الذي تسببه جنود الاحتلال لهذا الطفل، لن يمسح من ذاكرة الأرض دمعتان يذرفهما أحد المسؤولين الإسرائيليين حزنا على مقتل "ريَّان".
فيا معاشر الأحرار في العالم، الذين تتحركون لحماية الطفل من أُمِّه وأبيه، ألم يحرّك فيكم قتلُ "ريَّانَ" شيئا، أم أنكم عن الشمس تعمهون، وعن رؤية ملذات الكون تبحثون؟.
كلا والله، فقد فارقَنا "ريَّانُ" ونبضُ قلبه يهمس في أُذن الأحرار: (لا تتركوني وحدي، ولا تذرفوا الدموع على موتي فقد متُّ وأنا أذرفها خوفا وذعرا).
كما أنّ ريّانُ مات، وهو يهمس في أذُن الجنود المدججين بالسلاح: (البطولة ليست بقتل الطفولة).
والسؤال: هل يعي أولئك الذين يقضّون مضاجع الأمهات بقتل أطفالهنّ، من أنّ لكلّ شيء نهاية حتى هم؟. أم أنهم يظنون أنهم مخلّدون في هذا العالم وهو ليس لهم أرض؟.
الجواب: طفح كيل صبر الصابرين، وينتظرون النصرَ من ربّ العالمين، القائل سبحانه عن حال المفسدين:  الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14).
وداعا ريّانُ.. وأقرئ السلام لكلّ أطفال فلسطين وأطفال العالم الذين يقضون نحبهم في ميدان البطولة.


agaweed1966@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

الأردن يطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة

القبض على شخصين حاولا التسلل من الأراضي السورية إلى الأردن

النيران المستعرة في إسرائيل تحاصر جنود الاحتلال بقاعدة عسكرية

رغم الانفعالات بالمباراة .. إشادة بأداء المخادمة في أبطال آسيا

خبر سار لمتقاعدي الضمان بشأن تأجيل اقتطاع أقساط السلف

56742 سورياً عادوا إلى بلدهم عبر معبر جابر

انقطاع الكهرباء غداً من 8.30 صباحاً وحتى 4 عصراً بهذه المناطق

قانونية النواب تقرّ معدل قانون العقوبات

ارتفاع أسعار الذهب محلياً في آخر تسعيرة

بني مصطفى تترأس اجتماعاً لاعتماد دليل تتبع مشاركة المرأة الأردنية

السجن 20 سنة لـ 4 من 16 متهما بقضايا حيازة مواد متفجرة وأسلحة وذخائر

جيش الاحتلال:إجلاء 3 مواطنين سوريين دروز لتلقي العلاج داخل إسرائيل

بينهم 33 موظفا بالتربية .. إحالة موظفين حكوميين للتقاعد .. أسماء

إرادات ملكية بهذه الأسماء .. تفاصيل

الشيباني يكشف حقيقة ضغوط أمريكا على سوريا للتطبيع مع إسرائيل