الجزائر امام مهمة كبيرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني
انطلقت المساعي الجزائرية منذ ما يقارب التسعة أشهر كمحاولة لأنهاء الانقسام واعادة الفلسطينيين لمسار وحدتهم الوطنية، بدأت هذه المساعي بلقاءات منفردة مع الفصائل على راسها فتح وحماس ومن ثم الفصائل الأخرى لتجميع النقاط الإيجابية ودراسة الإخفاقات السابقة وكل العقبات التي يتوقع ان تعترض مساعي الجزائر والتي يشرف عليها الرئيس الجزائري شخصيا عبد المجيد تبون. الجزائر من منطق ثوري باعتبارها صاحبة أطول ثورة في التاريخ العربي تدرك انه لا يمكن للفلسطينيين ان يعودوا لوحدتهم دون تعزيز ارادتهم السياسية من قبل رفقاء وشركاء لهم في النضال من اجل الانعتاق من الاحتلال الصهيوني وتدرك القيادة الجزائرية ان الانقسام يهدد قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال وتحقيق حلمهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، ومن هنا جاء الدور الجزائري الذي يعمل بسرية تامة وبعيدا عن الاعلام.
المساعي الجزائرية اليوم باتت امام استحقاق إطلاق الحوار الشامل بعد ان انتهت من الحوارات الثنائية والمنفردة واستطاع الخبراء الجزائريين جمع ما يحتاجونه مع معطيات واقتراحات وتصورات ورؤي فلسطينية ووضعوا خبرتهم وحنكتهم السياسية الطويلة فوقها للخروج بورقة شاملة تم اعدادها على أساس كافة التفاهمات والاتفاقات السابقة مع بعض الموائمات فيما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وملف منظمة التحرير الفلسطينية , وهي ورقة لم يكشف الكثير عن بنودها سوي انها ورقة تركز علي إجراءات تطبق المصالحة الفلسطينية من خلال خارطة طريق وضعها (الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون) ليزف خبر اتفاق الفلسطينيين علي تطبيقها في القمة العربية بالأول من نوفمبر القادم ويطلب من القمة العربية الدعم السياسي والمالي اللازمين لعملية استعادة الوحدة الوطنية وتشكل لجنة عربية بما فيها الجزائر لتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطيني خطوة بخطوة على الأرض.
تفاؤل حذر من قبل الشارع الفلسطيني الذي لم يعد يثق بان الفصائل ستعود متفقة من الجزائر لان خيبات الامل كانت كثرة والصدمات فعلت بالمواطن الفلسطيني مالم يفعله الاحتلال , والمواطن اليوم لا يريد اي مؤتمرات ولا خطابات وكلمات ولا مصافحات وصور بقدر ما يريد فعل حقيقي علي الأرض ,يريد ان يري حكومة وحدة وطنية تعمل في غزة كما في الضفة تساهم في تخليص المواطن من خشيته على مستقبله وتعيد له الامل بان الغد سيكون افضل وتنهي ازماته بقدر الممكن في وقت ممكن وصفه بالقصير قياسا مع عمر الانقسام ,وتأخذه لممارسة حقه الديموقراطي لاختيار قيادته السياسية وممثليه النيابيين ,ولعل التطبيق الفعلي علي الأرض لخارطة طريق الجزائر هو المعيار الحقيقي لنجاح الجزائر التي تحرص كل الحرص لتكون علي مسافة متساوية من كل الفصائل وبالتالي تعرف ان التطبيق الفعلي هو معيار نجاحها لإعادة الفلسطينيين لمسار وحدتهم وترتيب بيتهم الداخلي انطلاقاً لنحو استراتيجية نضالية واحدة تحدد سبل المواجهة والاشتباك والنضال السياسي والوطني لإسقاط الاحتلال الصهيوني وتحقيق حلم الفلسطينيين الذي تقاذفته أمواج الاحتلال العاتية علي مدار 15 عاما وهو عمر الانقسام الأسود.
قد تكون المساعي الجزائرية هي المحاولة الأخيرة على المستوي العربي للتدخل ومحاولة جمع شمل الفلسطينيين الذين تفرقوا واختلفوا علي فتات وليس دولة ولا مملكة ولا أماراه غنية بالنفط والذهب ,وانما كيان منهك يستنهض قواه ليتحول الي دولة فكان الانقسام هدية من الرب لدولة الاحتلال لتتهرب من كل الاتفاقات والتفاهمات مع منظمة التحرير وبالتالي تتهرب من استحقاق الحل النهائي المبني علي أساس حل الدولتين ,لا اعتقد انه اذا ما فشلت الجزائر لا سمح الله سيحاول احد النظر في وجه الفصائل الفلسطينية سواء من العرب او من الفلسطينيين انفسهم لان أبناء الشعب الفلسطيني علي مدار 15 عاما ملوا أوهام و وعود خيالية وعاطفية , الفلسطينيين مازالوا يدركوا ان الوحدة الوطنية تعني عزة وكرامة هذا الشعب وهي اول خطوة علي طريق الاستقلال ودحر الاحتلال.
الجزائر بجهودها الحثيثة تنسف كل مخططات الاحتلال الصهيوني وكل تكتيكات مؤسسات الاحتلال الاستراتيجية التي اعتمدت الانقسام كحل سياسي يحتاج فيه الفلسطينيين الدعم الاقتصادي فقط ليس اكثر ,وان نجاح الجزائر في مهمتها الدبلوماسية الكبيرة والعمل العربي الكبير يعني نجاح القمة العربية في الجزائر في انهاء قضية ارقت كل العرب لأكثر من 15 عام واضعفت صوت الفلسطينيين امامهم ما دفع بعضهم للتطبيع مع دولة الاحتلال والدخول سلام احادي , كما واضعف المقاومة الفلسطينية واوجد اتجاهين مختلفين , اتجاه يؤمن بان الطريق للتحرر من الاحتلال هو عبر المقاومة الشعبية والدبلوماسية طويلة الأمد ,واتجاه يؤمن بان المقاومة المسلحة وحدها هي الطريق لدحر هذا الاحتلال المجرم والاتفاق على استراتيجية وطنية نضالية واحدة يحترمها الجميع وتوظف كل الطاقات الفلسطينية لتطويرها ليس صعباً ولا مستحيل.
ان الحوار الوطني الشامل الذي سيبدأ في الجزائر وبرعاية سامية من (الرئيس عبد المجيد تبون ) يشكل اليوم المخرج الوحيد والامن لنجاة الفصائل الفلسطينية من الغوص في مزيد من وحل الانقسام واضاعة ثوابت القضية واهمها قضيتي القدس واللاجئين اللتان تسعي دولة الاحتلال لإخراجهم من دائرة الصراع ,واعادة غزة للحضن الفلسطيني واغلاق الطريق علي الاحتلال الذي يعتبر غزة خارج دائرة الصراع الان ويتعامل معها ككيان سياسي وجغرافي منفصل ,ولعل توافر الإرادة السياسية لدي المتحاورين هي اهم عامل لنجاح المصالحة واستعادة حقيقية شاملة للوحدة الوطنية لان الجزائر لن تصنع إرادة للفصائل اذا ما فقدوها , ولن تفعل اكثر ما فعلت لتقرب الفصائل من بعضها البعض وتعزز كافة العوامل الوطنية المشتركة بينهم , ولعل الانتباه للمصلحة العليا للوطن والشعب والقضية تقتضي ان يتنازل الجميع عن مصالحهم الذاتية وبرامجهم الخاصة لصالح البرنامج الوطني الشامل الذي يؤمن به كل الفلسطينيين والذي يؤدي في النهاية لتحقيق حلم كل الفلسطينيين في وطن واحد قوي ومستقل بلا احتلال وبلا موت وقتل واعدام, في وطن عاصمته القدس وحدوده حدود فلسطين .
Dr.hani_analysisi@yahoo.com
الملك يحسم من الدوحة: لا أمن بلا ردع
مسؤولون إسرائيليون يحرجون ترامب: علم مسبقاً بالضربة على قطر
تحويل كليك بالخطأ والجزاء القانوني
نواب يثنون على خطاب الملك بـقمة الدوحة
لأول مرة .. أسعار الذهب بالأردن تسجل ارقاماً قياسية
أبرز ما جاء بلقاء الملك وولي العهد السعودي
انتصاران لفريقي دوقرة ومعان بالدوري
الملك وأمير قطر والسيسي يجرون اتصالا مرئيا مع عدة قادة
إسبانيا تلغي عقود أسلحة مع إسرائيل بقيمة 700 مليون يورو
وزير الداخلية يؤكد أهمية التطوع في مواجهة الظروف الطارئة
سانتشيث: لا منافسات رياضية دولية لإسرائيل وروسيا
وزير الزراعة يستقبل السفير الياباني لدى المملكة
اعتماد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة
مجلس التعاون: مجلس الدفاع الخليجي سيقيم الوضع الدفاعي للمجلس
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً اليوم
سعر الذهب عيار 21 في الأردن اليوم
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
الصفدي يلتقي وزير خارجية كرواتيا في عمّان اليوم
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
نصائح لقبول تأشيرة شنغن بدون عقبات
دراسة تكشف ديناميكيات الانقلابات العسكرية في إفريقيا
الصحة النيابية تطلع على الخدمات بمستشفيي الإيمان
العياصرة: التوسع الاستيطاني يعبر عن حالة التوحش في إسرائيل