خطواتٌ بعضُها من بعض

mainThumb

11-10-2022 10:57 AM

يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾، من الجليّ في هذه الآية الكريمة أنَّ الله ينهانا أنْ نتّبع خطوات الشّيطان، هذا يعني أنّ الشّيطان أذكى من أنْ يدفع الإنسان إلى الشّرّ والفساد والفاحشة دفعة واحدة، بل يتّبع طرقا واستراتيجيات يستدرج بها الضّحية استدراجا خفيا وذكيّا، استدراجا يجعل من الضّحية مُدافِعة عن خطوتها ومُنافحة عنها ومقتنعة بها ومضحيّة بنفسها في سبيلها، وهكذا، خطوة بخطوة، حتى يقذف بها في قعر الرّذيلة والانحطاط.
بعد ذلك يبدأ العمل على الضّحية الإنسانيّة لنشر خطواته باعتبارها كما زَيَّن له أستاذُه الشّيطانُ، بأنّها حضارة أو تقدّم أو عِلْم أو عادة عاديّة أو أنّها فعل مجتمعيّ أو أنّها مباحةٌ أو أنّها شكلٌ لا مضمون أو أنّها لا تعكس أخلاقَ المرء وصفاء قلبه، فيتمكن تلميذُه من المُحاججة والجدال في الباطل والمُنكر بوصفه فِعلا عاديّا مباحا. من هنا، فإنَّ تحويل المنكر إلى عادة هي الفلسفة التي ينطلق منها إبليس لإضلال النّاس، وهي أي؛ العادة، كما هو مقرّر في علم النّفس، الطّريقة الثّابتة إلى حد ما في التّفكير، أو الرّغبة، أو الشّعور المكتسب من خلال التَّكرار السّابق لتجربة عقلية، والّذي غالبًا ما يكتسبه الشّخص ويعتاد عليه دون أنْ يلاحظ، إذْ هو خارج عن السّيطرة؛ لأنّ الشّخص لا يحتاج إلى الانخراط في التّحليل الذّاتي عند القيام بمهام روتينيّة.

وهكذا، فإن خطة إبليس تبدأ بتكرار منكر بسيط جدا فيه قابل للجدل والنقاش، ويكرّره باستمرار ليتحول إلى عادة لاواعية، ثم ينتقل إلى تَكرار منكر أفظع من سابقه، وهكذا دواليك حتّى يحقّق وعده في إضلال النّاس. وفي تصوري، فإنَّ خطوات إبليس وأتباعه من شياطين الإنسِ في إغواء النّاس يتأتى من خلال:
- الصّورة/ وزجاجات خَمْر خالية من الكحول

بدأت تنتشر وبشكل ملحوظ ظاهر زجاجات العصير أو شراب الشّعير الخالي من الكحول أو غير ذلك من مشروبات تخلوا من الكحول في زجاجات كزجاجات الخمر بالضبط حجما وشكلا ورسما ولونا، لا يمكن للرّائي أنْ يفرّق بين زجاجة الخمر وغيرها من زجاجات العصير، وهذا بلا شكّ، سيدفع باتّجاه أُلْفَة مشاهدة صور زجاجات الخَمر والنّظر إليها بوصفها أمرا عاديّا لا مُنكرا. وعليه، "فإن الصّورة قد تتحول بعد فترات طويلة من الاستخدام المُكثف إلى امتداد للهويّة الشّخصيّة". تقول "جنيفر أويليت" مُؤلفة كتاب "أنا وذاتي ولماذا: البحث عن علم الذّات"، إنّ عقلك سيبدأ بدمج صورتك الرّمزية في تصورك عن الذّات، وكلّما قوي ارتباطك بالصّورة الرّمزيّة، أثّر أكثر في سلوكك بالعالم الحقيقيّ". ومن هنا، "فإنّ الصّورة تُعدّ وسيلة مهمّة لنقل الرّسائل عن طريق القناة البصريّة، حيث يرتبط هذا النّوع من الاتّصال بالرّؤية ويعتمد اعتمادا أساسيّا على ما يُعرف بالاتّصال غير اللّفظيّ وعلاماته الحركات الجسميّة، والأوضاع الجسميّة، وتعبيرات الوجه والعينين ونحوهما"، وهذه التّعبيرات نجدها شاخصة عند كثير من الشّباب عندما يشربون من زجاجات كزجاجات الخمر مُقلِّدين بحركاتهم حركات شاربي الخَمر والسّكارى، وهذا بلا شكّ، سينحو به نحوَ التّجربة الحقيقة للخمر للشّعور بحالة السُّكارى؛ لأنّ الصّورة، أيضا، تَحْمل الكثير من المشاعر والعَواطف التي تؤثر في المتلقي تأثيرا عميقا.

- التقليد الأعمى/ وصناعة ملصقات للوشم

بعد انتشار الوشوم بشكل بارز وملحوظ عند الكثير من لاعبي كرة القدم ولاعبي الرّياضة والمصارعين والممثلين والمغنيين والرّاقصات وبائعات الهوى وكثير من المشاهير على "السّوشال ميديا"، ولا يخفى أنَّ هذا الفعلَ لا يليق بالصّالحين ولا يليق بصاحب الخُلُق أنْ يُقلّد أولئك النّفر من النّاس؛ إذْ يَقبع خَلْفه تَصورٌ بذيء وغاية مُنحرفة سلوكيّا وأخلاقيّا. وحتى لا يكون التّشبه بهم مَعيبة ونَقصا أو حراما عند المُقلِّد، فقد صنعوا ملصقات مؤقّته للشّباب والبَنات للوشوم،
يطبعونها على أجسادِهم في المُناسبات والأفراح وغير ذلك، ولا تخلوا تلك الوشوم من أشكال وثنيّة وعبارات كفريّة وصور شيطانيّة وأساطير وخرافات، وانتشار هذا الفعل القبيح والشّنيع ولو بالملصقات هو الخطوة الأولى ليصبح مع الأيام والأجيال وشماً حقيقيّا مألوفا، وعادةً مألوفة وجزءا من تقاليدهم الموروثة. فالمحاكاةُ أو التّقليد هو سلوك متقدّم؛ حيث يراقب الفرد ويكرر سلوك الأخر، وهو شكلٌ من أشكال التّعلم الاجتماعيّ الذي يؤدي إلى تطور تقاليدنا، وبالتّالي إلى تغيير أفكارنا وثقافتنا وهويتنا. كما يسمح بنقل المعلومات "السّلوكيات والعادات وغيرها" بين الأفراد وانتقالها إلى الأجيال دون الحاجة إلى النّقل الوراثيّ.
وعليه، فقد فَهِمَ عالم الاجتماع الفرنسي "ج. تارد" عملية التّقليد كمبدأ توضيحيّ أساسيّ للحياة الشّخصيّة والجماعيّة. لقد اعتبرها ظاهرة اجتماعيّة دائمة تُساهم في تطور وتغيير الدّين واللّغة والثّقافة والاقتصاد وظواهر أخرى، وبيَّن أنّ الحياة الشّخصيّة والاجتماعيّة تتجلّى نتيجة للتّقليد، وهذا يعني أنَّ التّفاعلات الاجتماعيّة تستند إلى علاقة مثل "المعلم والطالب". وهكذا، فإنَّ التّقليد يلعبُ دوراً حاسماً في تغيير السّلوك المجتمعيّ والثّقافيّ والفكريّ. واتكاء على استراتيجية التّقليد لتغيير المعتقدات، فقد بدأت شركة Reebok البراند المعروف، بإنتاج موديل حديث من الأحذية يشبه حافر قدم الماعز، وهو قدم لِوَثَنٍ كان يعبده فرسانُ الهيكل كرمزٍ للشّيطان والشّهوة والتّحرر، والمعروف بـــ (بافوميت Baphomet).
- توظيف المناسبات/ وملهى ليلي حلال
كثيرا ما يحدث في قاعات النّساء في حفلات الزّفاف وما يحدث فيها من رقصٍ وتزيين واختلاط وغناء فاحش انطلاقا من "هي مرة بالعمر" أو "فرحة العمر"، ليتحول حفلَ الزّفاف إلى ملهى ليليّ، بعد عروض العريسين، من رقصٍ رومنسيّ، وأنغام موسيقيّة وإضاءات تثير الغرائز وتذهب بالخيال بعيدا، ويتخلله أحضان وتقبيل وحركات وإيماءات جنسيّة، وقد يحدث أحيانا أنْ يدخل الرّجال وهم في أبهى زينتهم، إلى قاعات النّساء ليتمايلوا رَقْصا ودَبْكا ونَطّا ومَيَاعَة، كلّ هذا يحدث أمام النّساء والمراهقات اللّواتي ممن يُحْسَبْن على الأُسَر " المحافظة" غالبا. وعندما تتكرر هذه المشاهد أمام الرّائيين في حفلات الزّفاف يتحول هذا الفعل إلى عادة، وسيظهر ارتباط بين الموقف وردة الفعل تدريجيّا، وهذا يزيد من تلقائية السّلوك كلما تكرر الموقف. وتصبح السلوكيات الجديدة تلقائية من خلال عملية تسمى "خَلْق العادات". ويصعب التّخلص من العادات القديمة وخَلْق عادات جديدة لأنّ الأنماط السّلوكيّة التي يكررها البشر تطبع في المسارات العصبيّة. ومن خصائص السّلوك التّلقائي: الكفاءة وعدم الوعي وعدم القصد، وعدم القدرة على السّيطرة.
-المفاهيم/ والمايوه الشّرعيّ
بدأ هذا من خلال بالتّلاعب بمفاهيم المصطلحات، بعد أنْ استقر مفهوم الحجاب عند النّاس على غطاء الشَّعَر بأيّ شكل من أشكال الغطاء، أخذوا يطورون على الّلباس في ما هو دون الشَّعَر، وبدأوا بالألوان بتنوعاتها الفاقعة والزّاهية والدّاكنة واليانعة...، ثم انتقلت الصّورة إلى التّلاعب بشكل اللّباس، فظهر الضّيّق والمُزَرْكش والمُفصَّل والمُزيّن والمُبرقع والمُقطّع والشّفاف، ثم انطلقوا إلى قصقصة هذا اللّباس، فبدأوا بقصقصة الأكمام وأسفل السّاقين وأعلى النّحر، ولقد قادهم هذا الإقبال المخيف على هذه الألبسة، إلى إظهار ملابس بحر شرعيّة، كالمايوه الشّرعيّ، وهو ما يعرف ب(البوركيني)، وهذا ربّما سيقودهم إلى صناعة بكيّني شرعيّ، ولباس رقص شرعيّ، وكعب شرعيّ، ومكياج شرعيّ، إلى "تعرّي" شرعيّ، وهو جائز حتما ما زالت الفتاة محجبة بمفهومهم، الّذي أقنعوا فيه غيرَهم بأنّه حجاب وأنّها محجبة، وهذا دفعهم لإبراز مغنّيات محجّبات ولاعبات كرة قدم وألعاب قوى وكراتيه محجبات، وثمّة مُصارِعات محجبات، وممثلات محجبات، وعاملات في بارات الفنادق والمسابح محجبات، وربّما هناك راقصات محجبات أيضا، فكلّ ذلك جائز ما دامت الفتاة محجبة. وبالتّالي، فهو لا يتعارض مع تعاليم دينها وأوامر ربّها، ولا يتعارض مع إيمانها وسلامة قلبها.
- العِلْم/ وعبادة الذّات
انطلق توظيف العِلْم للإفساد من التّدرّج بمساحيق الوجه والميك أب إلى النّمص وخرم الأنف والأذن واللّسان والشّفة والسّرّة، وإطالة الأظفار والتّفنّن بأشكالها وأطوالها ورسوماتها وألوانها، إلى الكعب العالي والواطي والمربّع والمثلث والمُذَهّب والملون، إلى الموضات في تسريحات الشَّعَر والأزياء والملابس والحُلِّيّ، إلى عمليات التّجميل والنّفخ والشّفط والشّدّ، حتى أغرقوا النّاس في الماديّة بكلّ أشكالها وقذارتها، وجعلوا الجَسَد عِجْلا مقدّسا.
وهذا، شجعهم ودَفَعَهم إلى صناعة خِطاب حجاجيّ لنشر ثقافة الإفساد والرّذيلة بالعلم الزّائف، مستغلين عبادة النّاس لذواتهم وشهواتهم وأجسادهم، ومستعينين بهيمنة العلم واستبداده وطغيانه، على حدّ تعبير "بول فييدمان" في كتابه "طغيان العلم: ما هو العلم ؟ وما هي حدودة".
فللعلم سلطة قاهرة ومستبدّة غالبا، مُصادِرا بذلك العقلَ والأخلاقَ والأديان، من خلال نَشْر أوراق باعتبارها أوراقا علمية في علم النّفس والاجتماع والطّب تثبت رغبات وميول الإنسان باعتباره متعدد الجنس، كخطاب ثبوتية العلم بأن الذكر بطبعه قد يميل للذكر، أو الأنثى للأنثى، مما شجعهم للقول بميل الإنسان غريزيّا للحصان والبَغل والحمار والجحش والكلب والخنزير، وقادهم جنونهم الشّيطانيّ إلى القول بميل الإنسان إلى شجرة أو حجر أو سجادة أو طاولة، وأصبحنا نشاهد زواجا رسميا وحفل زفاف رفيع في الدّول الغربيّة بين امرأة وحصان، أو امرأة وكلب، أو امرأة وثعبان. وأذكر أنني قرأت خبرا عن زواج فتاة أوروبيّة بسجادة بعد قصة حبّ طوبلة.
ولم يقف الحدّ إلى نشر ثقافة الشّذوذ والرّذيلة، بل بدأوا يتدخلون بالبناء البيولوجيّ والهرمونيّ للإنسان لتغيير الميول الغريزية، من خلال التّطور العلميّ للجينوم، فلم يتركوا الذّكر ذكرا ولا الأنثى أنثى عن طريق زيادة هرمون التستسيروم (هرمون الذّكورة) عند المرأة، وزيادة هرمون الأستروجين (هرمون الأنوثة)، من خلال التّلاعب بالجينات الوراثيّة في الأطعمة والأسمدة والأدوية واللّقاحات، عمل شيطانيّ لم يشهد له التّاريخ نظيرا او شبيها، وهو وعد قطعه إبليس على نفسه في اللّحظة التي أعلن فيها العداء للخير والفضيلة والحقّ، مُتحديّا الله عزّ وجلّ: ﴿لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا، وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾.
ولا شكّ أنّه ضعيف وكيده ضعيف، ولكنه قويّ لمن يسير على خطاه كنعجة خلف مِرْياعِها، إذْ بدأ في أوروبا شيوع ظاهرتين من أخطر الظّواهر على الإنسانيّة عبر تاريخها، وهما ظاهرتا "الشّياطين البشريّة" و"الكلاب البشريّة"، فالأولى هي أن يحول الشّخص صورته وهيئته إلى صورة شيطان أو حيوان، وأمّا الأخرى فهي أنْ يتحول الشّخص سلوكيّا إلى كلب، ولهما أتباع بالآلاف في أوروبا وغيرها، وبدأوا يطالبون بحقوقهم والاعتراف بهم.
فها هي، "جينا فيليبس" فتاة بريطانية في الواحدة والعشرين من عمرها، تعمل طبيبة في البصريات، تترك مهنتها وإنسانيّتها لتتحول إلى كلبٍ بشريّ وتعمل كَكلبٍ بشريٍّ وتمارس حياتها ككلب، بأكله وحركاته وشربه ونباحه، ومثلها بالآلاف ذكورا وإناثا.
أمّا "دينيس أفنير" فقد أنفق 200 ألف دولار على 14 عملية جراحية ليشبه الشّيطان وانتهى به المطاف إلى الانتحار، وهناك من ينفق أضعاف هذا المبلغ ليشبه قطة أو كلب أو خنزير، ولا أعرف إن كانت هذه نهاية خطة الشّيطان أم ما زال في خطواته الأولى.
فأيّ فظاعة هذه؟! وأيّ جنون؟! وأيّ انتهاك واضح لحقوق الإنسان والمرأة والرّجل والطفل ولكلّ شيء في هذا الوجود؟! وأيّ فساد هذا الذي لم تشهد البشريّة له مثيلا؟! للدفاع عن الشّذوذ والانحراف الأخلاقيّ والفطريّ وكلّ السّلوكات المنحرفة عن الفطرة. ويعترني الدّهش والاستغراب من غياب منظمات حقوقِ الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطّفل وكلّ المنظمات الحقوقيّة عن تلكم الممارسات؛ فهل من الممكن أنْ تكون حريّةُ الفرد عندهم أغلى من الفرد نفسه؟
وهكذا، فمُسلسل الشّرّ والضّلال بحلقاته الذّكيّة و المتأنيّة، حتما سيقود البشريّة إلى إلغاء هُويّتها الإنسانيّة، فلا هُويّة جنسيّة، ولا هويّة دينيّة، ولا هويّة أخلاقيّة، ولا هويّة أُسَريّة، ولا هُويّة بيولوجيّة، ليدفعوا بالإنسان إلى الحيوانيّة والشّذوذ والرّذيلة والانحطاط والعبثيّة بكلّ معانيها وأشكالها، ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ، فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ﴾.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد