ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب

mainThumb

13-10-2022 07:31 AM

اقرب الامثلة واوضحها في شرح هذا العنوان هو ما جاء في الشريعة الاسلامية عند الحديث في موضوع الوضوء والصلاة ، فلا تتم الصلاة التي هي فرض اساسي من الفروض في الدين الا بالوضوء ، سواء كان بالماء او بالتيمم عند غياب الماء ، اي ان الصلاة تتم فقط ان اداها المسلم وهو متوضىء .
ولا تتم الصلاة ايضا الا بطهارة المكان وطهارة الملابس وطهارة البدن هذا بالاضافة الى التوجه للقبلة التي شرعها الله للمسلمين وهي البيت الحرام في مكة ، فان تم كل ذلك صارت الصلاة صحيحة والا فانها جهد غير مناسب وليس له مردود اراده المصلي.
اذا فالمتمم للواجب ايضا هو واجب ولا بد من القيام به ليكتمل الواجب ، ولعل تعليم الابناء من اجل بناء واقع ومستقبل للامة يعتبر من اول الواجبات في حياتها ، ولان التعلم يتطلب مكانا امنا ونظيفا وادوات متوفرة للتعلم كالدفاتر والاقلام ، والاساتذة المهيئين ، والمناهج المناسبه وغير المنقولة ولا المستورده ، وبرامج التعليم المناسبة سواء تحدثنا عن المدارس او الجامعات .
اي ان التعلم المناسب لبناء المجتمعات بناء صحيحا نافعا يفرض توفيرتلك الاشياء بالشكل الملائم والمناسب ليكتمل دورالتعليم فيؤدي النتيجة المتوقعة منه في بناء الدولة المتقدمة والنافعة في هذا العالم ، كتلك التي عاشت لمئات السنين في بلادنا ، او تلك التي تفرض صوتها وصورتها علينا هذه الايام بعد ان فقدنا قاعدة البناء والارتكاز في بلادنا .
وان كانت المدرسة او الجامعة هي مركزاساسي لبناء لبشخصية فمن الواجب ايضا ان نتاكد من ان المؤثرات الاخرى في تكوين شخصية الابناء هي ايضا مناسبة ، ويصبح من الواجب التاكد من مناسبتها لبناء شخصية اولادنا ، ومن المعروف ان المؤثرات في بناء شخصية الاولاد تتحدد بثلاث مواقع وهي البيت والشارع او العمل بالاضافة للمدرسة او الجامعة.
اما البيت فهو ما يستند اليه الابناء في كل مناحي الحياة تعلما واحتراما وخوفا ، فالاب والام هما مرجعية الاتباع والتقليد الاول في حياة الناس ، فان صلحا صلح الاتجاه الرئيسي في حياة الاولاد فهما من يبني في لاولاد الاتجاهات الاولى في حياتهم .
وللتاكد من تاثير هذا البعد في حياتنا وفي مجتمعاتنا فما علينا الا ان نرى حال الاولاد الذين ينتمون للاسر التي ينشغل فيها الاب او الام عن بيته فينعزل عن تربية اولاده وبناته ، فهم لم يبقوا لديهم من الوقت او الجهد المطلوب للاهتمام الشامل بالابناء خصوصا في مراحل بناء الشخصية ، فقليلة هي الاسر في بلادنا التي يهتم فيها الاب اوالام بمراجعة سلوك الابناء عند عودتهم من مدارسهم او حتى يسالوهم عن ما عملوا او تعلموا ، اليس ذلك هو المؤثر الاول في بناء الاجيال التي ستتحمل مسؤولية مناحي الحياة القادمه ؟.
وياتي بعد ذلك تاثير الشارع او قل المجتمع في بناء شخصية وحياة الابناء ، فالشارع هو الملجأ الذي يقضي فيه الابناء الكثير من الوقت خصوصا في الاسر المنشغلة دائما ، وبالشارع يلتقي الابن مع الاصحاب ، ثم يلتقي مع الزملاء في العمل ، بعض اولئك الاصحاب ناشيء في بيئة سوية وبعضهم مهمل من ذويه ، فما ان يصل عمر الولد او البنت الى سن التاثر والتاثير والمراهقه حتى تكتمل عنده صورة الحياة التي سيعيشها كل يوم بعد الان ، والتي كونها وتعود عليها بتاثير الشارع والاصدقاء والمعارف والزملاء في العمل .
وبالعودة لمبدأ العنوان ، في ان ما لايتم الواجب الا به فهو واجب ، فالواجب ان يكون الركن الاول في بناء حياة وشخصية الابناء جيد وصحيح ومنتمي لفكر مفيد ، فهو الركن الاول في بناء شخصية الاولاد وهو الذي يكون الاساس في بناء المجتمع الذي يؤثر في تنكوين الابناء في الشارع وفي العمل . واذا اهتم واضعوا اسس المدارس والتعليم في البلاد بمفهوم اتمام الواجب بما يخدم واقع ومستقبل الامة ومسيرة حياتها في الاتجاه السليم فستكون الحصيلة قطعا حياة امنه وشعب منتج وتطور مضمون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد