حكايات وصور إرهابية

mainThumb

16-10-2022 06:00 PM

حيثما حل المستعمرون فانهم قد تبروا في الديار ما علوا تتبيرا وخلفوا وراءهم حكايات مرعبة وصورا إرهابية تبقى خالدة في اذهان الشعوب التي نكلوا بها ، وتاليا صورتان إرهابيتان: الأولى أمريكية والثانية صهيونية: في ستينيات القرن الماضي وقعت مذبحة في قرية -ماي لاي- كما وردت في كتاب " أخبار الحرب" لمراسل حربي امريكي - روبرت آنسون_ اصغر مراسل لمجلة تايم الامريكية حينذاك - وعاش في بانكوك عاصمة تايلند عندما كتب كتابه " اخبار الحرب"
وقعت الأحداث التالية في خريف 1968 : مذبحة في فيتنام الشمالية تحديدا قرية ماي لاي - قرية وادعة معظم بيوتها مبنية من اللبن الطيني وقسم من البيوت سقف بالواح الالمنيوم الذي قدمته لهم وكالة المساعدات الامريكية ، الالواح قدمت لأولئك اللذين يتعاونون مع الغزاة الأمريكان ، اما باقي البيوت سقفت بأغصان الشجر والاسوار التي تحيطها كانت من القصب واغصان الشجر وقعت المذبحة بعد أن لحقت بوحدة تشارلي الأمريكية خسائر جسيمة نتيجة وقوعها في حقل الغام وانفجار قذيفة 155 ملم كانت مفخخة ،في ثلة من الجنود .
ونقل روبرت عن الصحفي الأمريكي سيمور هيرش ان المذبحة ارتكبها فصيل بقيادة الملازم "مارش- من سرية تشارلي من سرايا وحدة عسكرية أمريكية دخلت قرية -ماي لاي- الشمالية - حيث ارتكبت مجزرة راح ضحيتها 567 فردا عزلا معظمهم من النساء والولدان من ضمنهم عدد من الرضع.
وقد توالت الاخبار تباعا عما سمي " المذبحة المزعومة" حيث تواردت برقيات الاخبار تفيد" انهم يقتلون الأطفال الرضع"
كانت الاخبار تدور حول ملازم قاد المفرزة التي ارتكبت المجزرة يدعى كالي طوله خمسة أقدام محياه صبياني قد التحق بالجيش بعد ان نبذته كلية مجتمع فلوريدا ثم فشل في عدة وظائف . وتعويضا عن فشله ولتغطية عقدة النقص عنده كان دائما يحاول ان يكون الرجل العظيم الذي يكيل الضربات للفيتناميين وقد قال احد عناصر مفرزته [ لقد ذكرني بصبي ،عندما كنا صغارا ،كان يقوم بدور المحارب ويقول : "انا القائد" مع انه معظم الوقت لا يدري بما يدور حوله ]
وركزت تقارير أخرى على تاريخ سرية تشارلي التي وصلت فيتنام قبل شهر من مذبحة _ماي لاي_ ومع ان السرية لم تدخل معارك كبرى فقد تكبدت خسائر بشرية يوميا نتيجة الألغام ومصائد المغفلين وفي احد المرات سقط ستة قتلى وأصيب اكثر من عشرة افراد حين دخلوا حقل الغام لا يبعد كثيرا عن قرية ماي لاي. لكن احد الجنود اغتصب امرأة فيتنامية وبعد ذلك اطلق عليها النار هي وابنها وبعد أيام انفجرت قذيفة 155 مفخخة فقتلت جنديا وجرحت أربعة اخرين احدهم فقد عينيه وذراعا واحدى رجليه . بعد ذلك كان باقي الجنود في حالة جيدة لكنهم في أوج الغضب! وبعد أسبوعين صدرت الأوامر بتدمير قرية ماي لاي. لكن لا يعرف من الذي اصدر الاوامر إن كان هناك أوامر أصلا.
ويقول بعض الذين شاركوا في عملية تدمير القرية التي كانت معظم بيوتها من أكواخ القصب،" شرع الأهالي في الخروج من اكواخ القصب: فقام الجنود باطلاق النار عليهم وحرقوا اكواخهم – في البداية حرقوا الأكواخ ولما خرج الناس منها اطلقوا النار عليهم .وقال احد الجنود للمراسل: أحيانا كان الجنود يجمعون ثلة من الناس ثم يطلقون النار عليهم جماعيا . وكان احدهم يصرخ مبتهجا : ضع على الضحية علامة بالطباشير كي اطلق النار عليه
يقول المراسل كان الجنود يقولون لنا: نحن نحب القتل فحب القتل يسري في عروقنا كما يسري الدم ، لذلك فنحن نحب هذا المكان!.
وقالت عجوزإنها نجت من المذبحة لأنها كانت قد غادرت القرية الى قرية أخرى قبل وقوع المذبحة . لكنها عندما عادت وجدت جميع افراد اسرتها الخمسة قد ذبحوا : زوجها وابنها وزوجته وابنيه، اما الطفلة الناجية من العائلة فقد نجت لأنها وقعت ارضا فتكومت جثة أمها وابيها فوقها لكنها فقدت نصف ذراعها الأيسر.
وقعت تلك المذبحة في شرق اسيا بينما وقعت المذبحة الأفظع منها في قرية وادعة في غرب آسيا في فلسطين .
وقعت المذبحة ليلة متنصف تشرين اول 1953 . في تلك الليلة اوى الناس الى النوم في بيوتهم وهم لا يتوقعون المصيبة التي ستحل بهم . دخل 120 إرهابيا من وحدة الإرهاب الصهيوني 101 القرية بعد ان قضت على عشرة افراد من الحرس القروي على تخوم القرية ، ثم قضوا على جنديين في سيارة روفر . ثم توغلوا في شوارع القرية المظلمة . كانت القوة الإرهابية تحمل معها 600 كغم متفجرات من مادة _تي إن تي_ ونجحوا في تدمير 42 منزلا حجريا فوق رؤوس أهلها وهم نائمون . راح ضحية المذبحة 69 فردا من النساء والشيوخ والأطفال بالإضافة الى 12 فردا – عشرة من الحرس القروي وجنديان في سيارة الروفر! كانت الاسر التي أبيدت اسرا ممتدة : الجدان والابناء والاحفاد!
التقى قائد المذبحة المجرم شارون رئيسه بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل حينذاك الذي اثنى عليه و شكره وقال له كلمات يجب ان يسمعهما عبيد الرأي العام العالمي قال له" نحن لا يهمنا ما سيقال في العالم بشان قبية... اعتقد اننا بفضل هذه المذبحة وامثالها سنتمكن من العيش في هذه الديار!" .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد