الليل ونوبات القلق

mainThumb

30-10-2022 01:05 PM

قال صاحبي ليلة الأمس لم أنم ، أصبت بنوبة من القلق ، وكنت نسيت أنني كنت أتعرض كثيرا لهذه النوبات في صباي ولكنني بالأمس كنت فريسة لهذا الذي أسميته ذات يوم نوعا من المرض لا يصيب إلاّ من يكون عرضة للكآبة والقلق وكنت في أحسن حال إلى أن قرأت مقالا يصف فيه كاتبه معاناة بعض الشعراء عن ليال مرّوا بها وعايشوها ..
قلت له لماذا لا تحدّثني عمّا قرأت ؟؟ قال : قال أحدهم :
في ليل صول تناهى العرض والطول كأنما ليله بالصبح موصول
فأيّ ليل كان هذا ؟؟ ومن فرط ما أصابه يقول : لا فارق الصبح كفّي إن ظفرت به
أرأيت كم كان قلقا ومكتئبا وحزينا واسمع لهذا الشاعر حين يتحدث عن الليل:
نجومه ركّد ليست بزائلة كأنما هنّ في الجوّ القناديل .. فأيّ ليل هذا الذي لا تتحرّك نجومه ؟ تبقى ثابتة ولا سبيل يجبرها للتقدم نحو الصباح ألا يدعو هذا إلى الإصابة بدعوى الكآبة والحزن ؟ واستمع إلى امرىْ القيس وهو يصف الليل:
فيا لك من ليل كأن نجومه بأمراس كتّان إلى صمّ جندل
صاحبي هل يستمع لي لأني أقول له هؤلاء شعراء لم يعرفوا نعمة الكهرباء ولم يعيشوا في حاضرنا الذي نعيشه فالطرقات مضاءة والبيوت مضاءة والمزارع مضاءة وشتان بين عصر وعصر ومع هذا لا يريد أن يستمع للمقارنة بل يقول :
استمع وعليك أن تستمع لأنك أنت الذي طلبت
لم يطل ليلي ولكن لم أنم ونفى عني الكرى طيف ألمّ وقال آخر:
حدّثوني عن النهار حديثا أو صفوه فقد نسيت النهارا
أليس يبعث هذا على الكآبة والقلق ؟ قلت لصاحبي : جميع من ذكرت يبالغون سواء في خيلاتهم أو في أفكارهم أو في أوهامهم ونصيحة خالصة لوجه الله تعالى إذا أردت أن تنام وتستغرق في نومك دع التفكير جانبا وتوكل على الله ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد