من غشنا فليس منا

mainThumb

01-11-2022 01:11 PM

توجه مناحي وافراد عائلته وعاملتان الى الحقل لجمع ثمار الفول الأخضر لإرسالها الى السوق المركزي في العاصمة.
تمت تعبئة الفول في أكياس خيش يتسع حسب الوزن المعهود لكل منها من ثلاثين الى أربعين كيلو غراما
أحضر مناحي شويحنة وحمّلها بأكياس الفول !
كان يحث السائق على السير سريعا كي يكون من أوائل المزارعين الذين يصلون السوق!
توقفت السيارة مرات عديدة عند نقاط التفتيش على الطريق .
وعندما دخلت الشارع المؤدي الى سوق الخضار استغرق الوصول الى السوق مدة طويلة، فقد كانت الطريق مكتظة بالسيارات والمشاة معا. وبعد لأي ، دخلت السيارة ساحة السوق ، فطلب مناحي من السائق ان يوقف سيارته امام محل تاجر الخضار ابي صابر!
كان السوق يعج بالسيارات التي جلبت الخضار والفواكه هناك !
المكان خلية نحل- سيارات تفرغ ما فيها وسيارات أخرى تحمل، سيارات داخلة وسيارات خارجة واصوات المزارعين والتجار تملأ المكان فهذا يصرخ مناديا على ذاك ومجموعة من العمال يتزاحمون على تفريغ وتحميل السيارات.
جاء دور شويحنة مناحي لتفريغها .اصطفت السيارة بمحاذاة قبان لوزن الاكياس ، حضر عاملان فأخذا يحملان الأكياس ويضعانها كيسا كيسا فوق القبان ، وضع اول كيس فكان وزنه ستين كليو غراما ، تعجب أبو صابر وأمر العمال أن يضعوا الكيس على جنب ، زاد وزن كل كيس يتم وزنه عن الوزن المعهود لتلك الأكياس فبعضها يزيد خمسة كيلو غرامات والأخر عشرة وغيره اكثر او اقل. أصيب أبو صابر بالذهول للزيادة في اوزان الاكياس ، فامر احد العمال أن يقد كيسا ويفرغه على مسطبة امام المحل .
حمل العامل الكيس وقده بسكين ماض فتناثرت ثمار الفول بلونها الأخضر لكن الصدمة كانت عندما شاهد الحاضرون حجرين يزن كل واحد منهما على الأقل خمسة كيلو غراما!
صرخ أبو صابر : يا ويلك من الله يا غشاش ، الا تخاف الله أما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ... من غشنا فليس منا:" وقال يا شباب اعيدوٍ له بضاعته
وهرع باقي التجار في السوق وشاهدوا الغش فقال احدهم : يجب تفتيش كل سلعة عبئت في كيس كالبطاطا والبصل والفول من الان فصاعد!
أعاد العمال الاكياس الى صندوق الشويحنة.
اتصل أبو صابر بعدد من مراسلي الصحف الذين حضروا وصورا الحجارة مع ثمار الفول!
لم يبع مناحي قرن فول واحد ورجع الى بيته بخفيّ حنين يلفه الخزي والعار!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد